شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تفجير القدس.. الشيء الذي لا تريده “إسرائيل”

تفجير القدس.. الشيء الذي لا تريده “إسرائيل”
عملية تفجير الحافلة "الإسرائيلية"، قبل أيام في القدس، والتي أوقعت 21 مصابًا، أعادت إلى الذاكرة الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، العمليات الاستشهادية التي استهدفت حافلات وغيرها من الأهداف الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى..

عملية تفجير الحافلة “الإسرائيلية”، قبل أيام في القدس، والتي أوقعت 21 مصابًا، أعادت إلى الذاكرة الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، العمليات الاستشهادية التي استهدفت حافلات وغيرها من الأهداف الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى والثانية.

ورحب الفلسطينيون بالعملية، فيما أبدى كتاب ومحللون إسرائيليون تخوفهم من أن تكون العملية هي بداية اتساع دائرة النيران التي لا يمكن السيطرة عليها في ظل انسداد الأفق السياسي وانعداد السلام بين الجانبين.

واحترقت أكثر من 25 حافلة إسرائيلية، وقتل أكثر من 300 إسرائيلي وأصيب المئات في عشرات العمليات التي نفذها استشهاديون، بدءًا من العملية الاستشهادية على متن الحافلة رقم 5 في تل ابيب، في أكتوبر 1994، وحتى العملية المزدوجة في بئر السبع في أغسطس 2004.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي اري شبيط، تفجير الحافلة في القدس قبل يومين، صورة مصغرة للمآسي التي تنتظرنا في حال تواصل الاحتلال.

وقال -في مقال له في “هآرتس”- إن العملية التي وقعت في بداية الأسبوع على متن الحافلة رقم 12 في القدس، كانت، ظاهرًا، أقل خطورة من عمليات سنوات التسعينيات وسنوات الألفين. العبوة هذه المرة كانت مرتجلة، والمواد المتفجرة لم تكن أصيلة، ولذلك لم تقع عملية قتل جماعي. لكن الرسالة كانت واضحة: هذا هو المستقبل.

ويشير إلى أنه لا توجد مشكلة على المدى القصير. الجيش قوي، والشاباك ذكي، والأجهزة المتطورة التي أقمناها لتطبيع الواقع غير الطبيعي تعمل جيدًا حتى الآن”.

لكنه حذر من أن “المدى المتوسط ليس واضحًا، انهيار العملية السياسية وأفول السلطة الفلسطينية يمكن أن يحدث في الضفة الغربية تغييرًا لا يمكن معرفة نوعيته، فيما قال إن “المدى الطويل كان يمكن رؤيته بوضوح في النار التي اشتعلت بحافلة الركاب وفي العشرين مصابًا جراء العمل الإرهابي”.

وتأتي عملية تفجير الحافلة بينما تقترب انتفاضة القدس من إتمام شهرها السابع؛ حيث ارتقى خلالها 197 شهيدًا فلسطينيًا ومئات الجرحى، فيما قتل 32 إسرائيليًا وأصيب العشرات.

وينظر مراقبون إلى عملية تفجير الحافلة على أنها تحول في مسار الانتفاضة التي أخذت الطابع الفردي، من خلال تنفيذ عمليات الطعن والدهس، وتكمن أهميتها في إعادة الانتفاضة إلى واجهة الإعلام وإعطائها مزيدًا من الزخم، خاصة أنها شهدت تراجعًا واضحًا في العمليات، حسب ما صرح بذلك رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” وبيانات “الشاباك الإسرائيلي”، محاولًا بذلك تهدئة الشارع الإسرائيلي الغاضب بسبب عدم وجود حل جذري للانتفاضة التي ما إن تهدأ قليلًا حتى تعود بقوة أكبر.

ويعود الفضل في هذا التراجع الواضح، حسب مراقبين، إلى جهود التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة بالدرجة الأولى.

وقبل أيام، صرح محمود عباس -في مقابلةٍ مع مجلة “ديرشبيجل” الألمانية- أن “الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمكنت بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي من اعتقال 3 شبان من ‏رام الله كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابية”، وقبل ذلك قال إن أجهزته الأمنية تبحث عن السكاكين في حقائب الطلاب في المدارس، سبقه رئيس جهاز مخابراته ماجد فرج الذي أكد إحباط أكثر من 200 عملية ضد أهداف إسرائيلية.

حماس التي تعرف تعقيدات الظروف الأمنية في الضفة الغربية، رحبت بعملية القدس، كما رحبت فصائل المقاومة، لكنها لم تتبناها بشكل رسمي على الرغم من أن منفذها هو أحد عناصرها الشاب عبدالحميد محمد أبو سرور (20 عامًا) من مخيم عايدة في بيت لحم.

الكاتب علاء الريماوي، اعتبر وقوف “استشهادي من حماس وراء عملية القدس، تغير كبير في مسار الأحداث، واستشهاد المنفذ وضع الملف في دائرة من التكهنات الإسرائيلية.

ويشير الكاتب ياسين عز الدين، إلى أن عملية الحافلة في القدس حلقة أخرى في مخطط حماس لتحريك المقاومة في الضفة رغم أنها تعمل في ظروف مستحيلة ولو كان غيرها لاكتفى بلعن المتقاعسين وجلس في بيته.

وتزامنت عملية التفجير مع الذكرى السنوية الـ12 لاغتيال خليفة المؤسس أحمد ياسين، القائد عبدالعزيز الرنتيسي الذي عرف بخطبه النارية وتشجيعه على العمليات الاستشهادية في قلب الكيان الإسرائيلي.

وينسب إلى الرنتيسي الكلمة الشهيرة “لما تشوف سقف الباص طاير، اعرف إن العملية لحماس”، ومن هذه الكلمة اختار النشطاء الفلسطينيون وسم #سقف_الباص_الطاير، للتغريد على وسائل التواصل الاجتماعي ترحيبًا بالعملية ودعوات للمزيد لردع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يفهم إلا لغة الحراب كما قال الرنتيسي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023