قال رئيس قطاع السياحة الدولية، أحمد شكري: إن الجزر والمحميات الطبيعية تعدُّ من أهم الوجهات السياحية في مصر، ومقصدًا جاذبًا للسياح من كل أنحاء العالم، وتعدُّ جزيرتا “تيران وصنافير” من أهم جزر البحر الأحمر، ومقصدا سياحيا مصريا مهما.
ووصف “الوكيل” -في تصريحات خاصة لـ”رصد”- ما تتضمنه الجزيرتان من تناثر للشعاب المرجانية المتميزة والنادرة في هذه الجزر؛ ما يجعلها وجهة مثالية، وعامل جذب رئيسيا لسياحة الغوص طوال السنة، فضلاً عن الشواطئ الرملية البيضاء، مع أشعة الشمس التي يفقدها الكثير من السياح في بلادهم.
وأشار إلى أن خسائر القطاع السياحي بمصر، أصبحت فوق الكارثية بعد توالي الضربات للقطاع، وانتقاص عوامل الجذب منه، بعد عدم وجود الأمان والاستقرار، وأيضا فقْد مناطق نادرة يأتي إليها السياح من كل أنحاء العالم كجزيرتي “صنافير وتيران”.
وأشار إلى أنه كان عدد السائحين المصريين والأجانب الذين يأتون إلى مدينة شرم الشيخ لكل من تيران وصنافير لممارسة هواية ورياضة الغطس يصل إلى 2500 سائح يوميا، بمعدل يتراوح ما بين 30 -35 رحلة غطس يوميا تتجه من شرم الشيخ إلى جزيرتي تيران وصنافير لتميزهما بشعاب مرجانية خلابة المنظر والأسماك الملونة التي تتجمع أسفل المركب الغرقانة بالقرب من جزيرة تيران، مستنكرا ما يتداول عن أنه لا أحد يعرف الجزيرتين، قائلاً: “العالم كله يعرف جمال الجزيرتين النادرتين، ومنهم مصريون كثيرون يأتون برحلات فردية لهم”.
وعن ما سيتم إقراره بعد تنازل السيسي عن الجزيرتين للسعودية، قال إنه سيتوقف نشاط الغطس بمحيط الجزيرتين لكونهما في هذه الحال تتبعان دولة أخرى ولا تستطيع أي شركة من شركات السياحة تخطي المياه الإقليمية لمناطق خارجه عن حدود الدوله المصرية.
وتشمل الخسائر الاقتصادية أيضا ضياع حق مصر في موارد البحر الأحمر من نفط وغاز بالقرب من الجزيرة، بالإضافة إلى أن الدراسات أكدت أن قاع البحر الأحمر مليء بالمنجنيز؛ حيث قال الدكتور فخري الفقي، مستشار صندوق النقد، في تصريح سابق لـ”رصد”: إن أهمية جزيرة تيران في تحكمها بمضيق تيران لكونها تطلُّ عليه، إلى جانب منطقة شرم الشيخ في السواحل الشرقية لسيناء، ورأس حميد في السواحل الغربية لتبوك في السعودية، وهو ما يعد موقعا سياحيا ينضمّ للسواحل المصرية.
وأشار إلى أن الجزيرتين من المعروف أنهما تتميزان بالشعاب المرجانية العائمة وصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، وهو ما يجعلها مقصدا لمحبي رياضات الغوص، ولهما برامج سياحية باليخوت مع شرم الشيخ، كما توجد بهما ثروة من الأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض كالسلاحف الخضراء والأحياء المائية الأخرى، مثل الرخويات وشوكيات الجلد والطحالب البحرية وغيرها، كما تمثل الجزيرتان مكانًا فريدًا يأوي إليه العديد من الطيور، منها طائر العقاب النادر “الأوسبرى”.
وأضاف “الفقي” أن هاتين الجزيرتين تتميزان بأهمية ملاحية كبيرة؛ حيث تتحكمان في حركة الملاحة الدولية من خليج العقبة؛ إذ تقعان عند مصب الخليج، وتأسيس مواقع خدمية لوجيستية في هذه المنطقة.
وأوضح أنه من خلالهما فإن أي دولة تسيطر عليهما يمكنها الاحتفاظ بالممرات الملاحية الواضحة للاستيراد والتصدير، فمضيق تيران الذي تشرف عليه الجزيرة هو الممر البحري المهم إلى الموانئ الرئيسية من العقبة في الأردن وإيلات في “إسرائيل”، وتعبر أمامه سفن كثيرة.
الجدير بالذكر أن مساحة جزيرة تيران تبلغ 80 كم مربع، وتقع عند مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد عن ساحل سيناء 6 كم، وأُعلنت محمية طبيعية مع جزيرة صنافير عام 1983م، من قبل الحكومة المصرية.
وجزيرة تيران هي مقصد سياحي لمحبي رياضات الغوص لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، والكائنات البحرية المتميزة والعجيبة؛ حيث تتجه إلىها اليخوت في رحلات بحرية من شرم الشيخ للطواف حولها، والاستمتاع بسحر طبيعتها.
أما جزيرة صنافير فتبلغ مساحتها 33 كم مربع، تقع شرق مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وعلى بعد حوالي 2.5 كيلومتر منها، يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.
وتصنع الجزر ثلاث ممرات من وإلى خليج العقبة، وأهميتهم الاستراتيجية في أنه يمكن غلق الملاحة بهما في الخليج.
وأعلنت الحكومة المصرية أن جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للسعودية طبقا للمرسوم الملكي والقرار الجمهوري، بينما فنَّد الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، عدة أسباب تجعل مصر في موقف خسارة بعد التخلي عن السيطرة الكاملة على هاتين الجزيرتين.