تتواصل الانقلابات على عبد الفتاح السيسي بعد بيعه لجزيرتي صنافير وتيران للسعودية؛ حيث انقلب عليه الكثير من مؤيديه، إلى أن وصل الأمر إلى إصدار الفريق أحمد شفيق الحليف القديم له بيانا ينتقد فيه سياسات السيسي وتفريطه في الأرض وفشله في جميع الملفات الأخرى، وانتقاده لطريقة حكمه.
أحمد شفيق ينتقد حكم السيسي
نشر الحساب الرسمي للفريق أحمد شفيق بيانا في منتصف ليل أمس، لم يقف عند قضية الجزيرتين، ولكنه تعداها لقضيتي سد النهضة، والإيطالي جوليو ريجيني، ليضع النظام في موقف لا يحسد عليه، لما قد يلحق هذا البيان من هجوم من أذرع الفريق شفيق، والموجودة داخل نظام السيسي نفسه.
وجاء البيان تحت عنوان “بياني إلى شعب مصر العظيم، بخصوص عدد من الأحداث التي واجهتها بلادنا مؤخرًا”، وبعد ترحيبه الشديد بزيارة الملك السعودي سلمان لمصر، قال فيه إن مصر مرت بالكثير من الأحداث السيئة، مثل كارثة مياه النيل بعد سد النهضة، وانهيار العلاقات مع الشعب الإيطالي بعد حادثة مقتل الشاب جوليو ريجيني، قبل حديثه عن تيران وصنافير.
وصعد البيان لهجته في شكل تساؤلات حول حقيقة ما حدث، وتساءل: “هل هي نقص الخبرة وضعف الإدارة؟ هل هي الاختيار غير المناسب لمن تناط بهم معالجة الأزمات؟ هل هو التلكؤ والبطء في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب، ناسين بذلك أن جزءًا من القرار توقيته؟ أم هو الانفراد المرفوض باتخاذ القرارات المصيرية؟”.
وقارن البيان بين مبارك والسيسي، وذكّر بقضية طابا، فقال: “في ذكرى استعادة طابا، تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين أحسنوا التقدير حينه لمدى صعوبة المعركة، فسادت الحكمة وإنكار الذات، فإذا كان ذلك نهج شعب فلا بد أن يكون الله حليفه”.
وأشار شفيق في بيانه إلى حالة الانقسام والاختلاف بين المصريين، حول قضية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ووجه آخر لكماته للنظام بتساؤلات، جاء فيها: “أين الوثيقة التاريخية التي تشير إلى ملكية الجزيرتين، سواء لمصر أو السعودية؟ أين الوثيقة التي فوضت المملكة مصر في استخدام الجزيرتين وإدارتهما؟ ما أسباب هذا التفويض إن كان قد حدث؟ هل انتهت الأسباب التي صدر من أجلها التفويض، إن كان صحيحا؟ إذا كانت أسباب التفويض ما زالت قائمة فلماذا ينتهي الآن وبعد أكثر من مائة عام؟”.
حمدين صباحي
وقال المرشح السابق للرئاسة المصرية حمدين صباحي: إن جزيرتي تيران وصنافير “جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية بموجب اتفاقية 1906 بين الدولة العثمانية ومصر الخديوية”.
وأعاد صباحي نشر فيديو عبر صفحته على موقع “فيس بوك” للرئيس الراحل جمال عبد الناصر يؤكد فيه أن جزيرة تيران مصرية، وهو الفيديو الذي انتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء المصريين المعارضين لإعلان الحكومة المصرية عن الجزيرتين.
وأضاف صباحي “لا يحق لرئيس الجمهورية التنازل طبقا للمادتين الأولى و151 من الدستور، وخصوصا فقرتها الأخيرة، وفي جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة”.
وأكد أن “هذا هو القول الفصل بنص الدستور: التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة باطل، حتى لو وافق البرلمان بكامل أعضائه أو أجرى استفتاء وجاءت نتيجته بالموافقة”، وأضاف: “لا البرلمان ينفع ولا الاستفتاء يشفع إزاء الباطل الدستوري”.
ورأى أنه “لكي نجنب مصر أزمة دستورية هي في غنى عنها، ونتجنب أزمة في علاقات الأخوَّة والجوار مع الأشقاء في العربية السعودية التي نحرص عليها، فإنني أدعو السيد رئيس الجمهورية وجلالة خادم الحرمين الشريفين إلى سحب توقيعهما واعتبار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية كأن لم تكن صونا للحقوق واتقاء للشبهات”.
وقال: “لا يليق بالسعودية أن تضع نفسها في موضع شبهة استغلال حاجة مصر، ولا يليق بمصر أن تقبل على نفسها شبهة الإذعان تحت وطأة الحاجة”.
أحمد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام
واعتذر الدكتور أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، عن عدم كتابة مقالاته بالصحيفة، وذلك بعد إغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وكتب النجار آخر تدوينة له عن تيران وصنافير قبل أن تعلن الحكومة تنازلها عن الجزيرتين للسعودية: “سلامًا لحدود مصر من جزر تيران وصنافير إلى السلوم الشعب المصري العظيم بذل أذكى الدماء وأنبل الأرواح دفاعًا عن استقلاله الوطني وحدوده من حلايب وشلاتين وجزر تيران وصنافير وطابا ورفح شرقا إلى السلوم والعوينات غربا، ومن أبو سمبل جنوبا إلى البحر المتوسط شمالاً، وما زال مستعدًا للبذل والعطاء بلا حدود من أجل صون كنانته وسيدة حضارات الدنيا”.
وأضاف “تبقى أم الرشراش جوهرة مسروقة ويقيني أننا سنستعيدها يومًا، ومن بين مناطق الحدود تبرز الحدود.
مايكل منير وممدوح حمزة
وهاجم الناشط السياسي مايكل منير، رئيس حزب الحياة، مجلس النواب؛ بسبب عدم تدخله في الاتفاقيات التي تمت بين السعودية ومصر حول ترسيم الحدود البحرية، ومشروع الجسر البري بين البلدين.
وقال “منير” في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: “أليس من المفترض أن يقوم مجلس الشعب المصري بمراجعة جميع الاتفاقيات التي توقع الآن مع السعودية خلال مصر ترحب بالملك سلمان؟ ولا دول كومبارس؟”.
وفي ذات السياق طالب الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة من النظام الحالي توضيح اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تم توقيعها مع المملكة العربية السعودية.
وقال “حمزة” في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”: “ما موقف جزيرة سنافر أمام جزر تيران المطلة على رأس محمد ورأس الشيخ حميد، هل تنازلنا عنها؟ مطلوب بيان ما هو ترسيم حدود؟”.
كما أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن الاتفاقيات التي تمت بين السعودية ومصر حول ترسيم الحدود البحرية، غير ملزمة، دون موافقة البرلمان.
وكتب “أبو سعدة” في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” قال فيها: “للتوضيح اتفاقيات ترسيم الحدود إذا تضمنت أي تعديل للحدود تتطلب موافقة البرلمان، وبدون موافقة البرلمان غير مُلزمة، فالاتفاقيات تعقد بشرط التصديق”.
انقلاب الأذرع الإعلامية
وانقلبت الأذرع الإعلامية للسيسي عليه بعد بيع الجزر؛ حيث قال إبراهيم عيسى، في برنامجه الذي يقدمه على فضائية “القاهرة والناس”: “صحينا من النوم لقينا تيران وصنافير سعودية.. مع أن الجنود والشهداء والجبهة يثبتون أنهما مصريتان.. الأكاديميات العسكرية تؤكد هما مصريتان.. بالوجدان مصريتان.. وأقسم بالله الإعلاميين اللي أيدوا سعودية الجزيرتين لو سألتهم الأربع كانوا قالوا الجزيرتين مصريتين.. لكنهم غيروا رأيهم وقالوا الجزر سعودية لموافقة وتأييد النظام”.
وأكد عيسى أنّ “الحكومة صحيت من النوم لقيت مصر اتنازلت عن الجزيرتين، وهناك وزراء صحيوا من النوم شافوا توقيع الحكومة على الاتفاقية على التلفزيون زينا بالظبط”، منتقدا بشدة الحكومة “اللي بتستعمانا”.
أما وائل الإبراشي على شاشة “دريم 2” في برنامجه “العاشرة مساءً”، ورغم استضافته نوابا من البرلمان المؤيد بالطبع لموقف النظام، بدا واضحًا مخالفته لهم ولآرائهم؛ حيث رد على من يقول إن تيران وصنافير سعوديتان، قائلا: “يعني الكتب والمناهج اللي درسناها من صغرنا إن الجزر دي مصرية.. نعمل فيهم إيه نقطعهم؟”؛ ما جعل لجان النظام الإلكترونية تشن هجوما شديدا على الإبراشي بسبب رأيه.
وعلى الشاشة نفسها، فاجأ أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي السابق للانقلاب، والعائد حديثا لميدان الفضائيات، مشاهديه بشرحه “الكروكي”، الذي أكد به أن السعودية تنازلت بشكل قانوني ونهائي عنهما منذ 1950؛ ما يعني انتهاء القضية والنقاش منذ ذلك الحين.
وتساءل “المسلماني” عن الأمن القومي ووضعه بعد التنازل عن سيادة الجزيرتين، في حالة قيام حرب مع إسرائيل، مشيرا إلى أن العلاقات كانت جيدة مع المملكة ورؤساء مصر السابقين، رغم وجود صنافير وتيران تحت سيادة مصر، وطلب من الحكومة شرح الوضع وتأثير تغييره في الأمن القومي المصري.
وهاجم مقدم البرامج يوسف الحسيني السيسي؛ بسبب ما أسماه التنازل عن جزيرتي “صنافير وتيران” للسعودية، مؤكدًا أن “قيمة الجزيرتين أهم بكثير من أي مقابل مادي”.
وقال إن السيسي في أحد خطاباته، قال إن “اللي هيقرب من مصر هتشيله من على وش الأرض”، مضيفًا: “السعودية قربت يا ريس”.
وأضاف الحسيني -خلال برنامجه “السادة المحترمون” عبر فضائية “أون تي في” مساء الإثنين-: “يا ريس هي أم الرشراش تبع مصر ولا لأ، يا ريس هترجعها ولا لأ يا ريس، ويا ريت تقولنا ازاي، بعد ما تنازلنا عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية”.
وتابع: “يعني السعودية نامت 66 سنة وصحيت فجأة، لقيت إن تيران وصنافير بتاعتهم، والدم اللي راح من أجل استردادها ثمنه إيه.. ولا المحادثات بينك وبينهم في السر العام الماضي وصلت لكدا”، مضيفًا: “يا ريس إحنا نجوع ولا نفرط في شبر من أراضينا.. انت كسرت نفس 2 مليون مصري في السعودية، بتركعنا ليه”، موضحا أن “السعوديين يقولون للمصريين اشترينا الجزيرتين بفلوسنا”.
وأكمل: “هنعمل استفتاء يا ريس.. هنتحلى بالشجاعة ونعمل استفتاء.. أصل لو معمنلناش استفتاء يبقى في الأمور أمور”.
وأكد الحسيني أنه لا يشكك في وطنية الرئيس السيسي، لكنه فقط يريد أن يتساءل: “هل باعت مصر الجزيرتين مقابل الاستثمارات”، مشددا على أن السعودية لن تلتزم بتعهداتها على مدار التاريخ وجيزان ونجران تثبت ما أقول.