ظهور نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عزة الدوري، كان مفاجأة، عقب اختفائه لسنوات، بعدما ترددت أنباء عن مقتله.
من هو عزة الدوري؟
هو عزة إبراهيم الدوري، ولد عام ١٩٤٢ ونشأ في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين، تربى تربية دينية ذات نزعة صوفية، ويذكر أنه فشل عدة مرات في المدرسة الثانوية، وهو ما جعله يبدأ العمل كبائع ثلج، في سن صغيرة.
انخرط الدوري في صفوف حزب البعث، وسرعان ما اشتهر وبرز في الحزب حتى أصبح عضوًا في القيادة القطرية للحزب.
كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان حكم الرئيس صدام حسين ووصل لرتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد غزو الكويت وكان وزيرًا الزراعة ووزيرًا للداخلية، و كان ملازماً لصدام مثل ظله منذ اندلاع ثورة 17 يوليو 1968 وحتى يوم أسر صدام حسين.
تولى مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية قبيل الغزو الأميركي للعراق في أبريل 2003، ولدى اندلاع حرب الخليج عام 1991 نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز تحذيره للأكراد من إثارة أية متاعب للحكم في بغداد.
اختفاؤه والإعلان عن وفاته
اختفى عزة الدوري بعد الغزو الأميركي للعراق في إبريل 2003، وقامت القوات المسلحة الأميركية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله.
وضعت القوات الأميركية صورته ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأميركية.
ونسبت له في ذلك الوقت، مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الغزو الأميركي.
وأعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقًا.
ظهوره مرة أخرى
أعلن التليفزيون العراقي الرسمي، في 17 أبريل عام 2015، أن عزة الدوري قد قتل في عملية أمنية في منطقة حمرين شرق محافظة صلاح الدين، وذلك خلال مواجهات القوات الأمنية والحشد الشعبي مع مسلحين في منطقة حمرين، بالقرب من حقول علاس، لكن حزب البعث العراقي نفى ذلك، ونقلت في نفس اليوم جثة لمقر السفارة الأميركية فى بغداد لأخذ عينة لمطابقتها بالحمض النووي الذي تحتفظ به السفارة.
وفي 15 مايو 2015، بثت قناة التغيير التابعة لحزب البعث العراقي تسجيلًا صوتيًا للدوري، وذلك بعد نحو شهر من أنباء عن مقتله، فيما أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في بيان له أن “الحديث عن مقتل الدوري مجرد ادعاءات، تهدف لتسييس الجهاد والانتصارات من قبل بعض الميليشيات.
وكان آخر ظهور للدوري في مقطع فيديو نشر أمس الخميس، حيث دعا الدوري الدول العربية إلى التوحد والاصطفاف في وجه إيران، تحت راية التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وذكر الدوري عبر الفيديو، أن التعامل مع الأزمة اليمنية يكون عبر إجبار إيران على الانصياع لقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية مجلس التعاون الخليجي.
حمل الدوري الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية ما يحدث في العراق من قبل إيران، إذا لم تتحرك لإنقاذ العراق من الهيمنة الإيرانية، على حد قوله.
يكمن الاهتمام بعزة الدوري كونه الرمز الوحيد للنظام السابق، طليق السراح، وذلك بعد إيداع الأميركيين كل القيادات الأخرى في السجن، وإعدام بعضهم، ووفاة طارق عزيز متأثرًا بمرضه في الحبس.