داهمت الشرطة السويسرية، اليوم الأربعاء، مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في مدينة نيون، بعدما كشفت “وثائق بنما” المسربة عن عقد البث التلفزيوني الذي وقعه السويسري جياني إنفانتينو الرئيس الجديد للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، عندما كان مديرًا للشؤون القانونية باليويفا.
وتسلمت الشرطة تفاصيل العقد، وأكد مسؤولو “اليويفا” تعاونهم مع الشرطة في ضوء الوثائق المسربة التي نشرها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين.
وذكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في بيان له “أنه شهد زيارة من مسؤولي الشرطة الفيدرالية السويسرية، طبقًا لأمر قضائي، وطلب تفتيش عن العقود المبرمة بين “اليويفا” وشركتي كروس تريدنج وتيليامازوناس.. بشكل طبيعي، يمد اليويفا الشرطة الفيدرالية بكل الوثائق اللازمة التي بحوزة الاتحاد وسنتعاون بشكل تام”.
وكانت صحف “سودويتشه تسايتونج” الألمانية و”ذي جارديان” البريطانية و”لاناسيون” الأرجنتينية وصحف أخرى، قد كشفت أن إنفانتينو وقع على عقود في الفترة ما بين عامي 2006م و2007م، مع رجلي الأعمال الأرجنتينيين هوجو وماريانو جينكيس، اللذين ألقي القبض عليهما في إطار فضيحة الفساد التي ضربت الفيفا في الفترة الماضية، مستندة على المعلومات المسربة من “وثائق بنما”.
وقال إنفانتينو، في بيان نشره الفيفا أمس الثلاثاء: “أشعر بالصدمة، لن أقبل أن تكون نزاهتي عرضة للتشكيك من قبل قطاع معين من وسائل الإعلام. اليويفا سبق له وأن أعلن عن جميع التفاصيل الخاصة بتلك العقود”.
وذكرت صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية، أن إنفانتينو، الذي كان يشغل منصب مدير الشؤون القانونية في اليويفا في تلك الفترة، دعم من خلال توقيعه عملية بيع حقوق البث التلفزيوني الحصرية للمنافسات الأوروبية في الإكوادور في الفترة ما بين عامي 2006م و2009م، لصالح شركة “كروس تريدينج”، التي تمتلك استثمارات في جزيرة نييوي بنيوزيلندا، والتي تتمتع بنظام ضريبي مميز “الملاذات الضريبية”.
وتعتبر “كروس تريديج” أحد فروع شركة “فول بلاي” التابعة للأخوين جينكيس والمتهمة بالضلوع في فضيحة “فيفا جيت”.
وجرى التوقيع على العقد الأول في سويسرا في 13 سبتمبر عام 2006م، مقابل 111 ألف دولار نظير الحصول على حقوق بث مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا، حسبما أفادت “سودويتشه تسايتونج”.
وفي العقد الثاني، الموقع في مارس 2007م، باع اليويفا لنفس الشركة حقوق بث مباريات بطولتي الدوري والسوبر الأوروبي مقابل 28 ألف دولار.
وذكرت “لا ناسيون”: “بعد ذلك ببضعة شهور، أعاد رجلا الأعمال الأرجنتينيان بيع حقوق البث لصالح شركة تيليامازوناس التلفزيونية مقابل مبلغ مضاعف (437 ألف دولار)”.
وأوضحت صحيفة “سودويتشه تسايتونج” الألمانية، أن المبلغ كان مقسما بواقع 237 ألف دولار مقابل بطولة دوري أبطال أوروبا و126 ألف دولار مقابل الدوري الأوروبي.
وأفادت الصحيفة أن الصفقة لم تكن الأولى التي تبرم بين الأخوين جينكيس واليويفا وذكرت: “العملية كانت تكرارا مطابقا لما حدث في الفترة ما بين عامي 2003 و2006 عندما باع الأخوان جينكيس حقوق البث لصالح تيليامازوناس مقابل 400 ألف دولار بالإضافة إلى 40 ألف دولار أخرى مقابل خدمات الدعم الفني”.
ونفى إنفانتينو أمس وجود أي علاقة شخصية بينه وعائلة جينكيس ، وقال : “لم يكن هناك أبدا تعامل شخصي مع كروس تريدينج أو مع مالكيها. العملية تمت من خلال فريق التسويق الذي كان يمثل اليويفا”.
وأضاف : “لم يتم الاتصال بي أو باليويفا من قبل السلطات بسبب أمور تتعلق بهذه العقود الخاصة. وكما ذكرت وسائل الإعلام ، لا يوجد أي عمل غير شرعي قمنا به أنا أو اليويفا فيما يتعلق بهذا الموضوع”.
ووصل إنفانتينو لمقعد رئيس الفيفا في 26 شباط/فبراير الماضي، خلال أزمة كانت هي الأخطر في تاريخ الفيفا، والذي اتهم في الفترة الأخيرة بالضلوع في العديد من فضائح الفساد.
ورفضت لجنة القيم بالفيفا التعليق على ملابسات هذا الموضوع، كما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن اللجنة لا تعتزم فتح تحقيقات مع إنفانتينو فيما يتعلق بالعقود التي وقعها بحكم منصبه في اليويفا آنذاك.
وكان “اليويفا”، قد وصف الاتهامات الأخيرة بأنها محض “افتراء” وأنها لا تحمل أي دليل على الإطلاق معتبرًا أن يوم خروج هذه التسريبات لم يكن يومًا حزينًا بالنسبة لكرة القدم وحسب، ولكن بالنسبة للصحافة أيضًا.
وذكر اتحاد الكرة الأوروبي، في بيان له: “عند موافقتنا المبدئية لم نحظ بفرصة مراجعة جميع العقود التجارية الخاصة بنا ولهذا لم يكن ردنا وافيا”.