أعرب سفير بريطانيا لدى ليبيا بيتر ميليت عبر، مقال له أمس، عن تأييده للتسوية في ليبيا، مؤكدًا أنها تحقق الصالح العام، وترأب الصدع في البلاد، وتحقق الأمن للمواطنين، وتجدد إنتاج النفط ومحاربة داعش.
وقال سفير بريطانيا لدى ليبيا “معظم الناس يريدون ببساطة أن تكون لهم القدرة على العيش الكريم وتوفير الغذاء لأسرهم، ولكنهم غير قادرين على القيام بذلك في وسط الأزمة الحالية، الليبيون يستحقون الأفضل بعد أن أطاحوا بنظام القذافي، سوف يتحقق الأمن والاستقرار إذا كان الساسة على استعداد لتقديم التنازلات.
وأضاف: “بعض الأطراف قد تخسر على المدى القصير، ولكن المجلس الرئاسي المتواجد حاليًا في طرابلس، وحكومة الوفاق الوطني سوف تبقى فقط لمدة سنة أو سنتين، أولئك الذين ليسوا في السلطة، بإمكانهم العمل الآن، والتحضير للانتخابات المقبلة”.
وتابع بيتر ميليت: “التسوية ليست كلمة سيئة، كما أنها لا تدل على الضعف، بل في كثيرٍ من الأحيان تدل على الشجاعة، وهي أيضًا لا تعني التنازل عن القناعات الشخصية، أو المصالح الوطنية الأساسية، طالما يحافظ الشخص على قيمه الأساسية، فالأخذ والعطاء يمكن أن يكون في كثير من الأحيان أفضل وسيلة لتحقيق التقدم في قضية شائكة”.
وأكمل السفير “فلنأخذ التحديات التي واجهناها في أيرلندا الشمالية كمثال، البعض أراد البقاء في المملكة المتحدة؛ والبعض الآخر أراد إيرلندا الموّحدة، وعلى مرّ 30 عاما لقي 3,500 شخص مصرعهم، وأصيب حوالي 47،000 نتيجة العنف الطائفي، في النهاية أدرك القادة أنهم لن يتحصلوا على مبتغاهم بهذه الطريقة، وتوصلوا إلى اتفاقية السلام والتي أدت بدورها إلى الأمن والاستقرار وفوائد اقتصادية ضخمة. رجال الدولة الذين تفاوضوا على هذا الاتفاق تمسكوا بمبادئهم وأيضاً في نفس الوقت قاموا بالتوصل إلى طريقة للعمل معاً من أجل تغليب مصلحة المواطنين”.
وأكد بيتر ميليت أن الليبيين لديهم الخيار بين دعم حكومة الوفاق الوطني، ومواجهة المزيد من الإرهاب والانهيار الاقتصادي.
واختتم بقوله “في هذه الظروف، إن الخيار بين التسوية أو استمرار الفوضى أمرٌ جليّ، والأمر متروك للشعب الليبي أن يقرره، فإنه حتماً من الأفضل للمرء أن يلين بدل أن ينكسر”.