يعيش أهالي أسيوط حالة من الغضب والاستياء بعد غياب الخدمات الطبية بالمحافظة، فالمستشفيات الحكومية مقبرة للمرضى، ورغم تميز جامعة أسيوط في الطب فإنها تطرد الفقراء من المرضى، وبالتالي يصبحون فريسة للعيادات الخاصة، فبدون الواسطة والمحسوبية لا تستطيع العلاج فيها، والعيادات الخاصة تسلب جيوبهم بعد ارتفاع الكشف في العيادات الخارجية إلى 250 جنيها في الكشف، ولم يكتف الطبيب بعيادة، بل أصبحت تجارة من طبيب لآخر؛ فالطبيب يرسل المريض لإجراء أشعات لمراكز تابعة له، وعلاج لصيدليات تابعة له أيضا.
يقول أحمد سعد، مواطن مصاب بالكبد: “روحت الجامعة علشان أتعالج على نفقة الدولة رمونا في الشارع علشان غلبان”، موضحا أنه ذهب لأحد الأطباء في العيادات الخاصة “اتصدم من سعر الكشف” على حد وصفه؛ حيث وصل سعر الكشف إلى 280 جنيها، و350 مستعجل، وأضاف أنه لا يملك إلا قوت يومه.
وقال علي عياد، مصاب بفيروس سي: “دخلت المستشفى مصابا بفيروس سي خرجت مصابا بجميع الأمراض النفسية بسبب المعاملة السيئة من الأطباء، وقال لي طبيب لو مش عاجبك روح اكشف بره”، وتابع: “ذهبت لأحد العيادات الخاصة؛ حيث وصل الكشف إلى 200 جنيه، حرام اللي بتعمله الدكاترة فينا حسبي الله ونعم الوكيل”، مطالبا نقابة الأطباء بضرورة ضبط الكشف وإجبار الأطباء على تخفيض الأسعار.
وقالت أم عزت، مصابة بآلام الظهر: “كانت عندي مشكلة في الفقرات فذهبت لأحد الأطباء لإجراء الكشف، الكشف العادي بعد شهر من الحجز بـ120 جنيها، والمستعجل بعد 12 ساعة بـ220، وأجريت أشعة في نفس المركز بـ450 جنيها، وعلاج بـ190، هنجيب منين حرام اللي بيعملوه فينا الأطباء في ظل غياب الرقابة عليهم، مطالبا من الأطباء برحمة المريض فالمريض مش لاقي ياكل”.
يذكر أن محافظة أسيوط تتميز بالأطباء سواء في الجامعة أو العيادات الخارجية؛ ما أدى لتوافد المرضى من جميع محافظات الصعيد، وذلك أدى إلى زيارة أسعار الكشف والأشعات لمبالغ كبيرة يعجز الكثيرون عن توفيرها، خاصة أن أسيوط -والصعيد عامة- تعاني من الفقر.