رغم التصريحات المستمرة من قيادات “ائتلاف دعم مصر” بعدم انشاء حزب سياسي، وعدم رغبة عبد الفتاح السيسي في تشكيل حزب سياسي تابع له خوفا من تكرار تجربة حسني مبارك مع الحزب الوطني المنحل فإن المناقشات حول تشكيل حزب سياسي داعم للسيسي لم تتوقف داخل ائتلاف دعم مصر، في ظل التراجع الكبير في شعبية للسيسي، والرفض الشعبي الكبير له بعد الفشل الاقتصادي والسياسي على المستويين الداخلي والخارجي.
الانتخابات المحلية
أكدت مصادر بحسب “العربي الجديد” أن تشكيل قوائم خاصة بـ”دعم مصر”، للدفع بها في انتخابات المحليات، لم يتوقف عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية العام الماضي.
وقالت: “الاهتمام بالانتخابات المحلية سيبدأ فعليا بعد الانتهاء من القضايا العالقة وإجراء انتخابات اللجان النوعية داخل مجلس النواب”، مؤكدة أن “الائتلاف شكّل لجنة خاصة بمسألة انتخابات المحليات، مهمتها تجميع الأسماء وتلقّي الترشيحات ورغبات الشباب في مختلف المحافظات، والعمل على فرز هذه الأسماء”.
وحول إمكانية تأسيس حزب سياسي بناء على معطيات انتخابات المحليات والسيطرة على البرلمان بشكل كبير، كشفت المصادر، عن عدم الاستقرار على مسألة إطلاق حزب سياسي وسط اختلاف في وجهات النظر، وإن كانت هناك حاجة ماسّة لذلك في ضوء عدم وجود كتلة موحدة لدعم السيسي.
وأكدت أن هناك اتجاها قويا داخل “دعم مصر”، لتأسيس حزب حال السيطرة شبه التامة على المجالس المحلية في المحافظات، إضافة لكتلة الائتلاف داخل مجلس النواب، لكنّ الأمر مرهون بموافقة السيسي نفسه، على حد قول المصادر.
الائتلاف يضم نوابا حزبيين
ونفى محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب وعضو ائتلاف “دعم مصر” امكانية تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الائتلاف لا يحتاج إلى ذلك.
وأوضح عضو مجلس النواب في تصريح خاص لـ”رصد” أن الائتلاف يضم أعضاء من مجلس النواب الحزبيين وفي حالة تحويل الائتلاف إلى حزب هذا يتعارض مع صفتهم الحزبية، وأن الحديث عن هذا الأمر في الوقت الراهن يضر الائتلاف أكثر من أن ينفعه.
تحتاج توافق الجميع
وفي المقابل قال محمد مصطفى السلاب، عضو المكتب السياسى لائتلاف “دعم مصر”: إن تحويل الائتلاف لحزب سياسي فكرة موجودة تحتاج لاتفاق الجميع عليها أولا.
وأضاف السلاب -في تصريح صحفي-: نحلم بأن يصير حزبا سياسيا، ومن حقنا ذلك؛ لأنه سيساعد على أداء مهامنا للشارع بشكل أفضل وأسهل.
وتابع عضو مجلس النواب: “ما المشكلة في أن نحول الائتلاف لحزب، إذا استطعنا توحيد الرؤى؟”، متابعا: في هذا الدور التشريعي لا نستطيع الانضمام لأي حزب، ولكن في الفترة المقبلة، سيسهم ذلك في إيصالنا للشارع بشكل أفضل.
وارد في ظل تراجع شعبية السيسي
ويعلق الخبير السياسي محمد عز قائلا: إن “مسألة تأسيس حزب سياسي داعم للسيسي أمر وارد، في ظل تراجع شعبيته في الشارع، في ضوء الأزمات المتلاحقة وبالأخص الاقتصادية، التي تؤثر على المعيشة”.
ويضيف عز بحسب “العربي الجديد”: إن “ائتلاف دعم مصر بمثابة حزب وظهير سياسي للسيسي، والجميع يعلم بأن الائتلاف والقائمة التي انبثق عنها تشكلت بتنسيق وموافقة أجهزة أمنية، وبالتالي فإن تأسيس حزب رسمي من عدمه لا يغيّر من الواقع شيئا”.
وتابع: “إن الائتلاف البرلماني بمثابة حزب وطني جديد، خاصة مع التأكيدات حول خوضه انتخابات المحليات، ويعمل بنفس أسلوب الاستحواذ والسيطرة الذي كان يتبعه أنصار مبارك”.
الائتلاف تجاوز الأحزاب السياسية
المحلل السياسي أسامة الهتيمي يرى أن ائتلاف دعم مصر “يتعاطى مع الواقع السياسي كأنه يخلو من أحزاب سياسية موجودة بالفعل، ويتجاهل أن أغلب من اجتازوا الانتخابات البرلمانية هم أعضاء في أحزاب وكيانات سياسية”.
وأوضح -في تصريح صحفي- أن استقطاب الائتلاف النيابي لنواب حزبيين أصاب الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء النواب بحالة من الفزع، لكون الائتلاف أعلن اعتزامه تشكيل أمانات في المحافظات والقرى مما يشير إلى نية بتحويل الائتلاف إلى حزب يكون بديلا عن الحزب الوطني.
ويشيرالهتيمي إلى أن “الائتلاف ربما يرمي بهذه الخطوة إلى ضمان إدماج الشخصيات الشعبية لتكون أعضاء بالائتلاف، بما يمكنه من تحقيق الاغلبية في أية انتخابات لاحقة، وتفادي -قدر المستطاع- أن يشكل البرلمان المقبل أي ضغوط على السلطة التنفيذية”.