أصبحت السجون المصرية خارجة عن القانون إذ تحولت من وسيلة تأديب وإصلاح إلى تعذيب حتى الموت، فأصبح التعذيب بها نشاطا يوميا سابقا لكل الإجراءات القانونية أو غير القانونية، فيدخل المعتقل إلى السجن وقبل أن توجه له اتهامات، أو يقيد في سجلات المسجونين، تمارس ضده سلطات السجون أقسى أنواع التعذيب، ليعترف بارتكابه جرائم بعينها تتهمه بها السلطة، لينتهي به الأمر إما أن يكون معترفاً بها أو مقتولا من شدة التعذيب، ونرصد لكم أبرز وقائع التعذيب في السجون المصرية والتي أسهم في إرسال أغلبها المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
التعذيب حتى الشلل
تعرض المواطن محمد عبدالقادر جاد النجار -مواليد 17 أكتوبر 1972 تحتفظ شبكة “رصد” بكامل بياناته الرسمية- للإهمال الطبي وسوء المعاملة وسوء أوضاع الاحتجاز داخل مقر احتجازه بسجن بنها العمومي بالقليوبية.
ويعاني المذكور من شلل في أطرافه السفلية أصيب به منذ عدة سنوات، ولا يستطيع التحرك إلا على كرسي متحرك، إلا أن إدارة السجن ترفض توفيره له، ولا تسمح لأسرته بإدخال اية أدوية له وترفض توفير الرعاية الصحية المطلوبة له.
وكانت قوات أمن بزي مدني ورسمي قد ألقت القبض على المذكور من محل إقامته بشبرا الخيمة بالقليوبية بتاريخ 21 مايو 2015، وقامت بتعريضه للاختفاء القسري لمدة 20 يوماً تعرض خلالها للتعذيب الشديد من صعق بالكهرباء وتعليق وضرب بالهراوات والسلاسل الحديدية أدى إلى إصابته بكسر مضاعف في ذراعه، بالإضافة إلى تجريده من ثيابه كاملة وسكب المياه عليه.
تم نقله للمستشفى الأميري بالقليوبية عند إصابته بكسر في ذراعه وأمر الأطباء بضرورة احتجازه في المستشفى وحضور جلسات علاج طبيعي وإلا أصيب ذراعه بالشلل، إلا أن قوات الأمن رفضت، وقامت بإعادته لمقر الأمن الوطني ببنها مرة أخرى ومنه إلى معسكر قوات الأمن المركزي ببنها ومنه إلى سجن بنها العمومي، وفي جميع مقار احتجازه لم يتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة له.
الصعق بالكهرباء
تعرض المواطن ياسر أحمد أحمد أبو عيطة -مواليد 29 ديسمبر 1990 -تحتفظ شبكة “رصد” بكامل بياناته الرسمية- لإهدار الحق في المحاكمة العادلة والتعذيب داخل مقر احتجازه بمعسكر فرق الأمن المركزي بدمياط الجديدة، وذلك منذ إلقاء القبض عليه في نوفمبر 2014.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على المذكور بتاريخ 2 نوفمبر 2014 وقامت بتعريضه للاختفاء القسري لمدة ثلاثة أشهر دون عرضه على النيابة أو تمكينه من التواصل مع أسرته أو المحامي الخاص به.
وقالت أسرة المذكور إنه محتجز داخل زنزانة انفرادية داخل المعسكر منذ إلقاء القبض عليه وحتى تاريخه، بالإضافة إلى تعرضه للتعذيب داخل المعسكر لإجباره على الاعتراف بتهم لم يقم بارتكابها، حيث تم صعقه بالكهرباء وتعليقه وتجريده من ثيابه لساعات متواصلة، وإجباره على التوقيع على محاضر تحقيق معرفة محتواها.
كما قالت الأسرة إنه أصيب برعشة دائمة في اليدين نتيجة التعذيب اليومي، ولم يتم تقديم أي إسعافات له، كما ترفض إدارة المعسكر نقله إلى المستشفى للعلاج.
التجريد من الثياب
تعرض المواطن عبدالله السيد الشبراوي الهواري-مواليد 15 يوليو 1995-طالب بكلية الهندسة جامعة 6 أكتوبر- للتعذيب داخل مقر الأمن الوطني بلاظوغلي ومقر الأمن الوطني بمدينة نصر.
وكانت قوات أمن بزي مدني ورسمي قد ألقت القبض على المذكور في الرابعة والنصف عصر الاثنين 29 فبراير 2016 من أمام التوحيد والنور بالقرب من ورشة تصليح سيارات بالحي الثالث بمدينة السادس من أكتوبر دون إبراز إذن من النيابة العامة وفقاً لشهود عيان، ثم قامت باقتياده إلى مكان مجهول حتى 26 مارس 2016 حيث اتضح فيما بعد أنه فور إلقاء القبض عليه اقتيد إلى مقر الأمن الوطني بلاظوغلي ومكث بداخله 16 يوماً، ثم نقل إلى مقر الأمن الوطني بمدينة نصر حتى الآن.
وأبلغ المذكور محاميه أنه تعرض خلال فترة احتجازه لتعذيب وحشي لإجباره على الاعتراف بتهم لم يقم بارتكابها، حيث تم صعقه بالكهرباء في جميع أجزاء جسده، كما تم تجريده من ثيابه كاملة وسكب مواد حارقة عليه، بالإضافة إلى وضع عصابة سوداء على عينه طيلة فترة اختفائه، بالإضافة إلى تهديده بإلقاء القبض والدته وشقيقاته البنات والاعتداء الجنسي عليهن.
تعذيب طفل
تعرض القاصر محمد خالد السيد البقري -مواليد 1 أغسطس 2000- للتعذيب داخل مقر الأمن الوطني بالزقازيق بمحافظة الشرقية وذلك بعد إلقاء القبض عليه في 16 مارس الجاري.
وكان المذكور قد ألقي القبض عليه من أمام محل دراسته بالمعهد الأزهري بمركز أولاد صقر بالشرقية في الحادية عشرة من صباح الأربعاء 16 مارس 2016، حيث أتت قوة أمنية وقامت بإلقاء القبض عليه دون إبراز إذن من النيابة العامة وفقاً لشهود عيان، واقتيد إلى مكان مجهول لمدة خمسة أيام دون عرضه على النيابة أو تمكينه من التواصل مع أسرته أو المحامي الخاص به.
بتاريخ 21 مارس 2016 تم عرض المذكور على النيابة وكانت واضحة عليه آثار الضرب والتعذيب، وفي محضر التحقيق أخبر وكيل النيابة أنه تعرض للتعذيب داخل مقر الأمن الوطني بالزقازيق لإجباره على الاعتراف بتهم لم يقم بارتكابها، حيث كان يتم تعليقه لساعات، كما تم صعقه بالكهرباء مما تسبب في إحداث حروق في إحدى ساقيه، بالإضافة إلى كدمات وسحجات في بطنه نتيجة ضربه بعصي خشبية، كما كان يتم وضع كرسي خشبي على بطنه والضغط عليه بقوة.
الضرب بالحديد
وتعرض المواطن خليل أسامة محمد العقيد-مواليد 23 فبراير 1990، للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن طرة شديد الحراسة 1 (العقرب).
وكان قد بدأ إضراباً كلياً عن الطعام في فبراير 2016 اعتراضاً منه على سوء المعاملة وسوء أوضاع الاحتجاز داخل سجن العقرب، فقام اثنين من ضباط المباحث بالسجن وهما أحمد البنا ومحمد فوزي بأمر بعض العساكر وأمناء الشرطة بالسجن بالاعتداء عليه لإجباره على إنهاء ذلك الإضراب، فتم الاعتداء بالضرب بعصي خشبية وحديدية، كما تم ركله ولكمه، وعندما أبدى اعتراضاً على ما يحدث معه، قام أحد الضباط بإصابته برصاص خرطوش في رأسه، وبعدها تم نقله إلى مستشفى ليمان طرة وكان في حالة غيبوبة.
لم تسمح إدارة السجن لأسرته بزيارته إلا بتاريخ 23 مارس الجاري، وكانت حالته الصحية متدهورة للغاية، فلم يكن يستطيع التحرك وتم إحضاره لأسرته على كرسي متحرك، وذكرت أسرة المذكور أن وجهه كان مليئاً بالكدمات وجسده كان مليئاً بالسحجات، بالإضافة إلى أنه لم يكن فقد القدرة على الكلام، وأغشي عليه أكثر من مرة أثناء الزيارة.
4 إلى العناية المركزة
وفي تصعيد ضد المعتقلين بسجن العقرب بسبب إعلان إضرابهم عن الطعام، اقتحم رئيس مباحث السجن “محمد البنا” يوم 6 ديسمبر 2015 الزنازين، وصادر البطاطين والمتعلقات الشخصية للمعتقلين، مما جعل المعتقلين يقررون الدخول في إضراب عن الطعام اعتراضا على هذا التصعيد، فقام رئيس المباحث بصحبة اثنين من المخبرين، بتكبيلهم وصعقهم بالكهرباء وإلقاء المياه عليهم وضربهم بالعصي الغليظة، حتى تم نقل 4 منهم إلى العناية المركزة من فرط التعذيب.
التعليق في السقف والضرب بالشوم
وفي 1 يونيو 2015، اعتقلت قوات الشرطة المواطن “مسعد السيد على قطب (56 عاما) صاحب شركة أجهزة طبية، من داخل منزله بمدينة نصر، دون امتلاك أو تقديم إذن من النيابة أو قرار اعتقال له، ليتم إخفاؤه قسريا لمدة شهر كامل، كان فيه محتجزا بمبنى الأمن الوطني بلاظوغلي، حيث تم تعذيبه وصعقه بالكهرباء وتعليقه فى السقف والضرب بالشوم؛ لإجباره على الاعتراف بالاتهامات التي تم توجيهها له، بقيادة جماعة إرهابية هدفها تكدير السلم العام ومحاولة قلب نظام الحكم.
التعذيب بمنع العلاج
تعرض “مسعد” للاعتداء عليه ضمن المعتقلين يوم 6 ديسمبر 2015، رغم مرضه بالسكر، وتعاطيه لدواء الأعصاب بصفة مستمرة، وحاجته لعلاج يومي لتوازن الجسم بسبب استئصاله للغدة الدرقية قبل الاعتقال، وبسبب وحشية التعذيب الذي تعرض له المهندس “مسعد” أصيب بكسر في الحوض.
التعذيب حتى الإصابة بالتبول اللا إرادي
اعتقلت قوات الشرطة بأسوان الطالب “محمود حسن أحمد أبوالمجد (20 عاما)، الطالب بكلية الزراعة جامعة المنيا، في 16 يونيو 2015، من منزله بمحافظة أسوان، دون امتلاك إذن أو قرار اعتقال صادر من أي جهة، وتم احتجازه بقسم الشلال حيث تعرض للتعذيب، وتم تعليقه في السقف من رجل واحدة، وربط يده من الخلف بكلبشات حديدية وإجلاسه فى وضع التشهد، ثم وقف المخبر على رجله وقام بشد يده من إلى الوراء لكسرها، ثم تم تجريده من ملابسه وصعقه بالكهرباء في أماكن حساسة من جسده، حتى أصيب بتبول لا إرادي نتيجة التعذيب الشديد.
وكان تعذيبه بهدف إجباره على الاعتراف بالانتماء لجماعة محظورة والتظاهر وتفجير قنبلة في 6 يوليو 2015 أي عقب القبض عليه بشهر.