تحولت مقابر مدينة القوصية في محافظة أسيوط، إلى مناطق إجرامية، ينتشر بها الخطف لطلب الفدية أو تجارة السلاح، أو البحث عن الثراء السريع عن طريق التنقيب عن الآثار، لكون منطقة الزرابي بالقوصية من المناطق الأثرية، فيقول محمد خليل، أحد أهالي مدينة القوصية: “منطقة المدافن بالزرابي مرتع للبلطجة، والبحث عن الآثار داخل منطقة المدافن”.
وكانت منطقة مدافن القوصية، قد شهدت واقعة اختطاف لأحد الأطفال منذ شهرين، حيث احتجزه الخاطفون في إحدى حجرات المدافن بعد طلب فدية قدرها مليون جنيه من والده، وعند التأخير بتر الخاطفون أصابع الطفل، وتمكنت قوات الأمن من استعادة الطفل من داخل المقابر بعد اشتباكات بينهم.
كما اشتكى بعض السكان ممن يقطنون بالقرب من المدافن، من ذعرهم مما يجري بالمدافن من كوارث ومصائب من قبل بعض منزوعي القلب والإحساس واحترام هيبة الموت، لدرجة أنهم يخافون العودة في وقت متأخر حتى لا يتعرضوا لخطر قريب من هؤلاء.
وفي سياق متصل اشتكى بعض الأهالي من ضيق حدود المقابر واستيلاء بعض فئة من الناس على الحدود الواسعة، وتساءلوا أين ندفن موتانا، وهل سنظل مهمشين حتى في موتنا، “يعني لا دنيا ولا آخرة”.
وتقع مقابر القوصية غرب المدينة في منطقة تمثل خطورة أمنية على قاطنى المنطقة، وقال سعيد ضاحي: “المقابر أصبحت تمثل خطورة على أهالي المنطقة، فلم تخلُ المقابر من أماكن يحدث فيها تجارة المخدرات والسلاح، بل ويصل الأمر في فترة الصيف إلى حدوث أعمال منافية للآداب”، وأشار إلى أنه تقدم للشرطة بشكاوى كثيرة، ولكن كان رد الشرطة: “مش معقول الكلام ده”، ويطالب بضرورة نقل المقابر للأرض المخصصة لها في جبل قرية مير واستغلال الأرض في بناء مصلحة حكومية تخدم الأهالي.