بعينين تملؤهما الدموع بدأت والدة الصحفي سامحي مصطفى، قصة معاناة ابنها داخل المعتقل منذ ثلاث سنوات حتى الآن، واصفة معاناته داخل سجن العقرب بـ”الموت البطيء”.
تقول والدة سامحي: “إن والد سامحي توفي وهو في بطنها، وأخذت على عاتقها بعد وفاة أبيه أن تقوم بتربيته وتنشئته في انتظار اليوم الذي يأتي فيه ليخفف عنها في مرضها وكبرها، ولكن لم يمهلها الحكم العسكري حتى تتحقق أمنيتها في رؤية ابنها وهو يحمل عنها الحمل في هذا السن، وقامت قوات الأمن باعتقال سامحي منذ أغسطس 2013 ليتنقل بين السجون حتى وصل في نهاية المطاف إلى مقبرة المعتقلين “سجن العقرب”.
وعن سجن العقرب، تقول والدة سامحي: “إنه قبر، لا يمكن أن يكون سجناً، فلقد تم حرمانهم من كل شيء، حتى الأغطية والملابس، والتنفس في هواء نظيف، إنهم يقتلونهم بالبطيء، حتى الأطعمة لا تدخل إليهم، وعلى النقيض تجد السجناء الجنائيين يعاملون أفضل معاملة ويدخل إليهم كل شيء، ولا أدري ما السبب في هذا التمييز، وماذا فعل ابني وزملاؤه حتى يحدث فيهم كل هذا”.
ولم تستطع الأم التي بلغت من الكبر عتياً أن تمنع دموعها من الانهمار عندما تذكرت “عيد الأم” وابنها خلف القضبان، وقالت بكل ألم: “كان نفسي سامحي يدخل عليّ يحضني ويقول لي كل سنة وأنتي طيبة”.