تشهد محافظة شمال سيناء منذعامين ونصف تقريبا حربا بين القوات المسلحة من جهة وولاية سيناء التي أعلمنت انضمامها لتنظيم الدولة من جهة أخرى، ومع فرض حظر اعلامي علي المنطقة لم يتسن معرفة مايدور هناك سوى عن طريق المتحدث العسكري .
تقول مصادر قبلية: أن قوات الجيش تقوم بإجبار أهالي الضحايا من المدنين بالتوقيع علي أن الضحية كان ارهابي أو مات منتحرا ومن يرفض التوقيع علي هذا الإقرار يحرم من الحصول علي تصريح الدفن وهو ما حدث مع عائلة أحمد فايز برهوم والذي اعتقلته قوات الجيش وقامت بتصفيته عقب اعتقاله مباشرة في أبريل الماضي ، غير أن أسرته رفضت التوقيع علي أن الضحية إرهابي لتنفي بذلك ما نشره المتحدث العسكري عن أحمد أنه المسؤول عن تفجير المدرعة فهد والتي تسببت في مقتل النقيب أحمد عبد السلام ،ولم يتمكن عائلته من دفن جسد ابنهم وبقي في مشرحة مستشفي رفح.
ويضيف أحد أقارب الضحية : بعد مقتل محمد رفضت والدته التوقيع ان ابنهم ارهاربي واصرت علي موقفها فاجبروها علي ان تشاهد جثة ابنها ليرغموها علي التوقيع ولكنها رفضت وقالت الروح طلعت عند اللي خالقها ..حتي الان لم يتم دفن جثته .
لم يختلف حال المصابين من المدنيين كثيرا عن حال القتلي منهم ، مع فارق أن الاقرار يكون علي أن مصدر الاصابة مجهول كما اكدت مصادر من أهالي المدنيين أن التحقيق يتم مع المصاب او أحد افراد عائلته اثناء وجوده في استقبال المستشفي قبل تلقيه العلاج وهو ما وصفه الأهالي أنه وسيلة ضغط غير مباشرة عليهم فيضطروا للتوقيع خشية تأخر علاج ذويهم ، ومن بين من تعرض للمساومة عائلة الطفل سليمان عبد الرازق المقيم بقرية الضهير جنوب الشيخ زويد، بحسب شهادة الأهالي.
يروي عم الطفل سليمان ماحدث : سقطت قذيفة علي منزلنا اصيب سليمان واخوه ولكن حالة اخوه كانت أصعب فتم تحويله للاسماعلية ، وبمجرد ان وصلنا للمستشفي جاءنا امن المستشفي واجري التحقيق معنا ، ورغم ان الاطباء كانوا يقولون لهم: مش وقته وانهم مشغولين بالتعامل مع الحالة ولكن أمن المستشفي كان يصر علي اكمال التحقيق فنكتب مثلما يريدون، فلا احد يجرؤ علي قول غير ان القذيفة مجهولة او يحاول الاعتراض .
عائلة الجبور احد عائلات مدينة رفح والتي فقدت ابنها مصطفي ايوب قي مايو الماضي اثر اصابته بطلق ناري من قبل كمين الميدان ، غير أن العائلة رفضت التوقيع ان ابنهم ارهابي أو مات منتحرا واستمرت المفاوضات بين العائلة والجهات الأمنية والتي يرويها محمود الجبور أحد أقارب الضحية قائلا : لم نوافق علي ان يتم اعتبار مصطفي ارهابي او مات منتحرا وتوسط أحد شيوخ العائلة مع الجهات الأمنية وعندما استقر الأمر علي أن يسجل القاتل مجهول قال الضابط للوسيط ” النهاردة هنكتبها مجهول بكره تيجوا تقدموا بلاغ بمين المجهول ” فأكد لهم الوسيط بأن العائلة لن تقدم أي بلاغات ضدهم وكأن المستهدف من كل هذه الاجراءات هو اخفاء كل دليل.