في تطور خطير وسريع لتداعيات بناء سد النهضة انخفض منسوب نهر النيل بمقدار 30 سنتيمترا مقارنة بالعام الماضي، وذلك بحسب تصريح وزير الري في 8 سبتمبر الماضي؛ ما يعد كارثة على كل قطاعات الحياة.
ويهدد هذا الانخفاض بمستقبل مهنة الزراعة التي تعد من الحرف الأساسية في قرية ميت عنتر بطلخا؛ حيث اشتكى بعض الفلاحين من نقص شديد في المياه الموجودة بالترع.
يقول الحاج “م.ف”: “أنا شغال في الزراعة من 50 سنة، أول مرة في حياتي أشوف الترعة دي مفيهاش ميه كدا”.
وتابع قائلا: “لسه شهرين على موسم الأرز لو الوضع استمر كدا، أكثر من نص الأراضي اللي بنزرعها رز مش هتزرع رز السنة دي عشان مفيش مياه تكفي الري”.
وهذا الانخفاض سوف يزيد بشكل مباشر من حجم معاناة البلاد تجاه أزمة الكهرباء؛ بسبب نقص المياه المستخدمة في توليد الكهرباء بالسد العالي والتي تؤثر مباشرة في كميات الكهرباء المتولدة.
ويعاني فلاحو مصر عامة وفلاحو قرى مركز طلخا خاصة من نقص كميات الطمي التي كانت تحملها مياه النيل، والتي كانت تزيد من خصوبة التربة؛ ما اضطر الفلاحين إلى زيادة كميات السماد المغذي للمحصول الذي ينتج عنه ضرر للإنسان عند تناول هذه المحاصيل.
و لم تقتصر مشكلة انخفاض منسوب مياه النيل على الزراعة والكهرباء فقط، بل امتدت لتشمل القضاء على وسيلة النقل النهري.
ففي مدينة طلخا اشتكى العاملون في “معدية طلخا” الكامنة بجوار مستشفى طلخا المركزي بسبب عدم قدرة المراكب على السير في النيل بسبب ارتفاع قاع النهر عن منسوبه الطبيعي.
وقال ” م.ع “، أحد العاملين في مجال صيد الأسماك بقرية ميت عنتر: “أنا بصطاد من 20 سنة أول مرة أشوف البحر ناقص كدا نص البحر مش عارفين نمشي فيه بالمركب بسبب الطمي اللي بيخبط فيه ومعدش سمك؛ لأن معدش ميه”.