نصف اليهود تقريبا يؤيدون ترحيل العرب من “إسرائيل”، هذا ما يتبين من استطلاع واسع أجراه مركز الأبحاث الأميركي “بي.إي.دبليو” في إسرائيل” بين نهاية 2014 ومنتصف 2015، قبل اندلاع انتفاضة القدس المستمرة منذ خمسة أشهر، والذي تم نشره أمس.
الحديث يدور عن الاستطلاع الأوسع الذي أجراه المركز المتخصص بالمواقف الإسرائيلية، وهو مركز أميركي غير حزبي يعمل من واشنطن ويهتم بأمور مختلفة منها السياسة والدين والمجتمع والديمغرافيا.
وقد تم إجراء الاستطلاع بين 14 تشرين الأول 2014 و21 أيار 2015، وشمل مقابلات “وجها لوجه” مع 5601 شخص أعمارهم 18 فما فوق، من بينهم 3789 يهوديا و871 مسلما و468 مسيحيا و439 درزيا، و34 شخصا كانوا من ديانات أخرى، كما شارك في الاستطلاع أيضا مستوطنون وعرب من سكان شرقي القدس.
وكان أحد أسئلة الاستطلاع عن فحص درجة موافقة اليهود في “إسرائيل” على القول التالي: “هل يجب طرد أو نقل العرب في إسرائيل”.. 21 في المئة قالوا إنهم “يوافقون جدا”، 27 في المئة قالوا إنهم “يوافقون”.
وبعد دمج العينات تبين أن نصف اليهود في “إسرائيل” تقريبا “48%” يؤيدون الترحيل، وفي المقابل نسبة مشابهة هي 46% عارضت ذلك، و29% قالوا إنهم “لا يوافقون جدا”، و17% قالوا إنهم “لا يوافقون أبدا” على طرد العرب من “إسرائيل”.
وجاءت النسبة الأعلى من المؤيدين لطرد العرب في أوساط اليهود المتدينين مقارنة بباقي السكان اليهود في “إسرائيل”؛ حيث أظهر الاستطلاع أن 71% من المتدينين و59% من الحريديين و54% من المحافظين يؤيدون الطرد، في حين يعارض أغلبية العلمانيين “58%” الترحيل، لكن ثلثهم “36%” يؤيدونه.
وكما هو متوقع كانت نسبة المؤيدين أعلى في أوساط اليمين المتشدد عنها في أوساط اليسار والوسط؛ حيث وصلت إلى 72% من المصوتين في اليمين، و37% من مصوتي الوسط، و10% من اليسار يؤيدون ترحيل العرب من “إسرائيل”.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن نسبة تأييد الترحيل أعلى في أوساط اليهود الشرقيين من النسبة في أوساط الأشكناز، فالأغلبية من بين اليهود الشرقيين “56%، يؤيدون الترحيل أما نسبة الأشكناز فبلغت 40%.
وبحسب الاستطلاع؛ فإن نسبة تأييد الترحيل تقل كلما كان المشارك في الاستطلاع متعلما أكثر؛ حيث إن 57% من بين من تعليمه أقل من الثانوية، قالوا إنهم يؤيدون الترحيل، و50% عند كل من أنهى الثانوية فقط، و38% من أصحاب اللقب الأكاديمي.
وفي حوار مع “هآرتس” قال “إلين كوبرمان”، المسؤول عن أبحاث الأديان في المركز: إن السؤال حول تأييد الترحيل “قد صيغ بشكل مقصود بشكل عام وبشكل مباشر وبسيط”، دون الدخول في سيناريوهات وتفاصيل معينة مثل التعويض مقابل الترحيل ومن بالذات سيشمله الترحيل وهكذا.
في المقابل، انتقد الباحث الاجتماعي الحاصل على جائزة “إسرائيل”، البروفيسور سامي سموحة، الطريقة التي صيغ فيها السؤال في استطلاع المركز؛ حيث يعتبر “سموحة” أحد العلماء البارزين في “إسرائيل” والذي يهتم كثيرا بالعلاقة بين العرب واليهود.
وفي حوار مع “هآرتس” قال “سموحة”: “من الواضح أن تأييد الترحيل والطرد يستحق التنديد، لكن صيغة السؤال كانت غامضة”، وأضاف: “إن الطريقة التي تم طرح السؤال بها وجملة طرد العرب من “إسرائيل” غير ملزمة وتسهل الموافقة عليها”.
ولم يحدد الاستطلاع إذا كانت النية هي الطرد من داخل حدود “إسرائيل” أم من مناطق الضفة الغربية.
ويقوم “سموحة” منذ 2003 بإجراء الاستطلاعات الخاصة به حول العلاقة بين اليهود والعرب في إسرائيل؛ حيث كشف أنه من الواضح أن ربع اليهود يعارضون التعايش، لكن الأغلبية الساحقة منهم تُسلم بهذا الأمر، مضيفا: “يوجد في أوساط الجمهور العربي ثلث – ربع ممن يعارضون التعايش. ومن الطرفين هناك رافضون لا يريدون التعايش، لكنهم لن يحددوا القوانين بل التيار المركزي المستعد لتقديم التنازلات”.
وأشار استطلاع المركز إلى تراجع نسبة اليهود والعرب الإسرائيليين الذين يعتبرون أنه توجد فرصة للسلام بين “إسرائيل” والدولة الفلسطينية المستقبلية، فـ43% من اليهود و50 في المئة من العرب يؤمنون بذلك حتى 2015، وهو ما يعد انخفاضا عن استطلاع سابق أجرى في 2013 كانت نسبة اليهود الذين يؤمنون بالسلام بين الدولتين 46% من اليهود و74% من العرب.