رأى محمد سيف الدولة، الخبير في الشأن القومي والعربي، أن كثافة إطلالات عبدالفتاح السيسي الإعلامية، وآخرها مع الإعلامي عمرو أديب، هي تعبير عن شعوره بازدياد حالة التململ والاستياء لدى الشعب من الأوضاع في البلد.
وأوضح- عبر منشور له على “فيسبوك”- أن ذلك “ما يدفعه إلى توجيه كلماته ومداخلاته المتعددة في محاولة لامتصاصها، تارة بالتهديد والوعيد لكل خصومه ومعارضيه كما فعل في خطاب ٢٠٣٠، وتارة باللين والمناجاة والمسكنة وإدعائه باستعداده للرحيل من تلقاء نفسه بدون ثورة كما فعل في خطاب المولد النبوي الشريف، وتارة بالحديث المرسل عن الإنجازات العظيمة التي لم يستطع غيره أن يأتي بمثلها، وتارة بالشكوى من ضيق الأحوال وسوء الظروف الاقتصادية ومطالبة الناس بالتبرع وبالصبر، ودائما وأبدا بالحديث عن المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها الدولة، وأنه مبعوث العناية الإلهية الذي اختاره الشعب لإنقاذه.
وأشار “سيف الدولة” إلى أن “الإكثار من الكلام، والارتجال، والتكرار الممل، يمثلان لأي مراقب نوع من الإقرار والاعتراف الضمني بعمق الأزمة، وينقلان شعور عميق بالتعثر والفشل، كما إنه يعكس شعوره بالوحدة داخل مؤسسات الدولة وعدم الثقة في موقفها منه، وعدم قيامها بدورها المطلوب في الدفاع عنه والترويج لمنجزاته وسياساته، مما يضطره إلى القيام بهذا الدور بنفسه، فهو يقوم الآن بالوظيفة والدور المنوط بالمتحدثيين الرسميين والإعلاميين في الرئاسة ومجلس الوزراء”.
وتابع: “وَمِمَّا يزيد الطين بلة هو أنه لا يأتي بجديد، وإنما هو يكرر ويعيد ويزيد في ذات الروايات التي يطرحها منذ عامين، كما أنه يتعمد تجاهل الأزمات والمشكلات الحقيقية التي يعلمها معظم الناس والتي تتعلق بالحريات والعدل والعدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء، وهو ما يعمق الشعور لدى الناس باليأس في أي تحسن أو إصلاح في المدى المنظور”.
واختتم “سيف الدولة” منشوره قائلا: “وأخيرا فانه حين يتكلم متقمصا شخصية الرجل الطيب، يتناسى ما ترتكبه كل يوم أذرعه الإعلامية من شيطنة للمعارضين، وأجهزته الأمنية من اعتداء ومطاردة وترهيب، وقراراته وماكيناته الاقتصادية من وقف حال وإفقار للجميع”.