جاء إعلان وزارة الداخلية، أمس، عن القبض على الشباب المتورط في قتل النائب العام، ليثير التساؤلات عن المتهمين السابقين في عملية قتل النائب العام، الذين تم الإعلان عنهم من قبل.
تصفية 9 من قيادات الإخوان بأكتوبر
واقعة شهدتها شقة بمدينة 6 أكتوبر، في يوليو 2015، قتلت فيها الشرطة 9 من قيادات الإخوان من أعضاء لجنة لدعم أهالي الشهداء والمصابين؛ حيث أعلنت الداخلية أنها تعرضت لإطلاق النار، في حين أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن الضحايا كانوا عزلًا، وأنهم قتلوا بدم بارد بعدما تم التحفظ عليهم وأخذ بصماتهم.
ونشرت صحيفة “الأهرام” الحكومية، في 2 يوليو، خبرًا بعنوان “خططوا لاغتيال النائب العام.. مصرع 9 بينهم قيادي بالتنظيم الدولي للإخوان” جاء فيه “أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها القضاء على 9 إرهابيين خططوا لتنفيذ عمليات استشهاد النائب العام وهم من مسؤولي لجان العمليات النوعية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وذلك في إطار ملاحقة العناصر القيادية الإخوانية الهاربة المتهمين والمحكوم عليهم في قضايا قتل وأعمال عنف وإرهاب”.
وربط بيان وزارة الداخلية وقتها، بين واقعة التصفية، ومقتل بركات قبلها بأيام قائلًا: “تضطلع الأجهزة الأمنية باستكمال فحص المضبوطات والأدلة المادية التي عثر عليها بحوزتهم والتي قد تساعد في الكشف عن مرتكبي حادث مقتل المستشار النائب العام، ثم اتخاذ الإجراءات القانونية”.
وهو ما دعا أسامة جمال خليفة، نجل أحد قيادات الإخوان الذين تم اغتيالهم، للتساؤل، أمس، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “طلع بيان من وزارة الداخلية إنها قبضت على اللي قتلوا هشام بركات النائب العام.. في حين أنها قتلت والدي و8 معاه من قيادات الاخوان في شقة 6 أكتوبر يوم 1/7/2015 وقالت وقتها إنهم المتورطون والمسؤولون الرئيسيون عن قتل هشام بركات”.
الضحايا
وكان من بين الضحايا، مسؤول المكتب الإداري للإخوان بالمنوفية، جمال خليفة، ومسؤول لجنة رعاية أسر الشهداء والمصابين عبدالفتاح محمد إبراهيم، والبرلماني السابق، ناصر الحافي، مسؤول اللجنة القانونية، ومسؤول مكتب الإخوان بالقليوبية، طاهر أحمد إسماعيل، وهشام زكي خفاجي، وأسامة أحمد الحسيني، وهشام ودح، ومعتصم أحمد العجيزي، وخالد محمود، ومحمد السباعي، ومحمد سامي، وجمعة أبو العزم.
وقد أكد القيادي في الجماعة، جمال عبدالستار، أن جزءًا من هذه القيادات -حسب ما وصله- قد اعتقلوا عند صلاة الظهر، وأنهم لم يكونوا في هذا المكان الذي قتلهم الأمن فيه، مؤكدًا أنهم لم يكونوا مسلحين.
هشام العشماوي ضابط مصري سابق
وسبق أن اتهم الإعلام المصري، هشام عشماوي، ضابط مصري سابق، بأنه العقل المدبر لاغتيال النائب العام؛ ففي 19 أغسطس الماضي، نقلت البوابة الإلكترونية لصحيفة “الأهرام” الحكومية، خبرًا بعنوان “داعش” بليبيا ينشر بيانات المتهم بقتل المستشار هشام بركات”، وقالت فيه: “نشر تنظيم داعش في ليبيا صورة مرفقة ببيانات هشام العشماوي المتهم الأول في اغتيال النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، وبحسب المنشور، فإن العشماوي يقاتل في صفوف ما يسمى بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” في ليبيا، وذلك بعد قدومه من مصر”.
وعقب مقتل النائب العام المصري، قال الإعلامي المصري المحسوب على النظام، أحمد موسى، وقتها، خلال برنامجه “على مسؤوليتي” الذي يذاع على إحدى الفضائيات الخاصة: “الإرهابي هشام عشماوي هو المسؤول الأول عن اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات ويجب نشر صوره”.
“عشماوي”، وفقًا للمعلومات المتاحة عنه، هو ضابط بالقوات المسلحة، التحق بفرقة الصاعقة في منتصف التسعينيات، وفي 1996 التحق بالقوات الخاصة “الصاعقة” كفرد تأمين، وفي 2000 أثار الشبهات حوله عندما وبخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يصلي بها؛ بسبب خطأ في التلاوة، خرج من الخدمة منذ 4 أعوام، بعد أن أثارت واقعة “التوبيخ” الشبهات حوله، وتم نقله، بعد التحقيق معه، إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش. واستبعد من القوات المسلحة على إثر المحاكمة العسكرية التي أحيل إليها في 2007، بعد اتهامه بنشر أفكار متشددة وتحريض الضباط والجنود على عدم الانصياع لأوامر قيادات الجيش، الأمر الذي جعله يحمل “الكره والضغينة” ضد الجيش، وأصبح مهيئًا لتنفيذ أية عملية تستهدف القوات المسلحة.
تصفية المعادي
وأعلنت وزارة الداخلية أيضًا، أنه بالتنسيق مع جهازي الأمن الوطني والأمن العام، قامت بتصفية 3 من العناصر التي قالت إنهم “متطرفون” وضالعون في عدد من العمليات الإرهابية خلال الفترة الماضية، عقب مواجهات أمنية استمرت 9 ساعات بمنطقة حدائق المعادي. بحسب البيان.
وكانت معلومات -يزعم البيان أنها وردت للأمن العام والأمن الوطني- عن اختباء أخطر العناصر الإرهابية في شارع “عبدالحميد مكي” بحدائق المعادي، وتم إعداد مأمورية أمنية ضخمة بإشراف اللواء “هشام العراقي”، مدير الإدارة العامة، ومحاصرة المكان الموجود به المشتبه بهم وإغلاق الشارع من الجانبين، ثم تصفية 3 بالرصاص الحي.
وقال بيان الداخلية -حينها- إن المتهمين وراء عمليات اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، وتفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وكانوا يستعدون لعملية إرهابية كبرى بوسط القاهرة.
المقاومة الشعبية
ولم تكد تمر ساعات على اغتيال النائب العام، حتى أعلنت حركة مغمورة تستهدف رجال الشرطة وتدعى “المقاومة الشعبية في الجيزة”، مسؤوليتها عن الحادث، في بيان نشرته على موقع “فيس بوك”.
ولكن بعد ساعتين من تبني العملية، قامت برفع البيان من الموقع، نافية مسؤوليتها عن الحادث في بيان آخر نشرته على موقع “تويتر”، مؤكدة أنها لا تملك حسابًا على موقع “فيس بوك”.
وفي خطوة لفك هذا اللغز، تمكن الأمن المصري من التوصل لصاحب حساب “فيس بوك” الذي تبنى العملية، وهو “أدمن” صفحة المقاومة الشعبية في الجيزة “محمود العدوي، 23 سنة، عاطل”، وتسعى أجهزة الأمن للقبض عليه.
تنظيم الدولة الإسلامية
وعلقت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، على حادث مقتل النائب العام المصري، هشام بركات، مؤكدة أن تنظيم “الدولة” يجلب شره إلى مصر.
وأضافت الصحيفة “يعتقد أن التنظيم التابع لداعش في مصر، ولاية سيناء، قد يكون هو المسؤول عن حادث الانفجار”، مشيرة إلى أن “بركات أحال مئات المتطرفين للمحاكمات بعد عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، قبل عامين”.
“حماس” و”الإخوان”
في مؤتمر صحفي عالمي، أمس، أعلن اللواء “مجدي عبدالغفار” وزير الداخلية، أمس الأحد، تفاصيل عملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، قائلًا إن حركة حماس لها دور كبير في تنفيذ مخطط الاغتيال، وأشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها.
وزعم وزير الداخلية، في المؤتمر الخاص بالإعلان عن كواليس القبض على المتهمين، أن قوات الأمن استطاعت خلال الفترة الماضية الكشف عن مؤامرة كبرى كانت تخطط لها جماعة الإخوان المسلمين.
وأفاد اللواء مجدي عبدالغفار، أنه قبل حادث تفجير موكب النائب العام هشام بركات بفترة، صدر التكليف بالعملية من الطبيب الموجود بتركيا حاليًا “يحيى السيد إبراهيم موسى” وهو المتحدث الرسمي السابق باسم وزير الصحة الدكتور “محمد مصطفى حامد، في فترة حكم الدكتور محمد مرسي.
وأشار “عبد الغفار” إلى أن “موسى” قاد مجموعة كبيرة من كوادر التنظيم في مصر لارتكاب هذه العمليات ومنها اغتيال النائب العام هشام بركات، متابعًا: “صدر التكليف على نفس الخط لأحد كوادر حركة حماس في غزة بتنفيذ هذه العملية في إطار عدة عمليات متتالية، ثم بدأ عدد من العناصر التي كُلفت بارتكاب العملية في التدريب على بعض الأعمال المتصلة بالتفجيرات وإعداد العبوات والتدريب العسكري، وتدريب رصد المواقع على يد عناصر من حركة حماس في غزة”.
وتابع: “تم تهريب العناصر من قطاع غزة إلى سيناء وبدءوا في عمليات الرصد التي استمرت نحو شهر، وكانوا فيها على تواصل مع عناصر حركة حماس ومع الدكتور يحيى موسى في تركيا، وبدءوا في إعداد العبوة التي بلغ وزنها 80 كيلو واستعانوا في تركيبها بكوادر حماس وبدءوا في الرصد وتجهيز العبوة في محافظة الشرقية”.
وزعم وزير الداخلية أن الوزارة تعمل على كشف مخططات جماعة الإخوان المسلمين للقضاء على مقدرات الدولة، مضيفًا أن الجماعة كانت تقود مؤامرة ضخمة لزعزعة استقرار الدولة وتدمير منشآتها وتدمير كل مقدراتها.
وتابع أن الخلية المسؤولة عن تنفيذ اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات وعمليات أخرى، بلغ عدد العناصر التي شاركت في عملية الاغتيال نحو 14 شخصًا، ومجموع الخلية بالكامل نحو 48 عنصرًا، وتم ضبطهم جميعًا.