عبر مراسل التليفزيون المصري الأسبق إلى فلسطين، طارق عبدالجابر، عن استيائه من عدم رد السلطات عليه بالعودة إلى مصر من اليونان، بعد إصابته بالسرطان.
وقال -عبر مقال نشره على موقع “البداية”-: “أرهقني الانتظار أسبوعين ولم أجن سوى التهديد والوعيد بالقمع وسوء المصير، هاجموا من حاول التطبيع، ويدعون آخرين للدفن في إسرائيل، لا أرى أمامي سوى ميزان مقلوب والكيل بمكيالين يدمره، تناسوا أنها مصر الحبيبة وتعالت الأصوات التي تقفل باب الرحمة، ويومًا بعد يوم أتحول إلى كرة تتقاذفها أيدي الصبية، لتتجسد فينا روح القهر والقبلية والحقد”.
وأعرب -في مقاله الذي يحمل عنوان “لماذا تغلقون باب الرحمة في وجهي: عايزين يدفنوني في إسرائيل يا مصر”- عن أسفه بعد أن دعاه الإعلامي مصطفى بكري إلى التطبيع مع إسرائيل والموت والدفن هناك، متسائلًا: “هل يدعوني بكري إلى تطبيع الموت الإسرائيلي؟ أم أن هناك معنى خفيًا لذلك”.
وأضاف “عبدالجابر”، “وبعيدًا عن الشياطين والتفاصيل لا بد أن أذكر الجميع: عندما تمت الإطاحة بالدكتور محمد مرسي وجاء بيان 3 يوليو وهو بيان القوات المسلحة في ذلك الوقت، وتم طرح خارطة الطريق وكان من ضمن بنودها بند المصالحة، لكنه لم يفعل حتى الآن.. هذا البنّد تحول إلى ورقة محترقة قذفت بها رياح الحقد والتعالي، ودعوني أطرح سؤالًا عامًا لماذا لم نفعل كما فعلت جنوب إفريقيا بعد انتهاء عنصرية (الأبرتهايد)؟.. لماذا لم نفعل مثلما فعل القس ديزموند توتر بعين الاعتبار؟ فقد دعا إلى المصالحة وحقن الدماء بجنوب إفريقيا بعد أن غاصت الشوارع في دماء العنصرية والاضطهاد وعزلها العالم عن الوجود”.
وتابع: “دعونا نفكر جهارًا لنتذكر الجهود المضنية التي بذلها الأسقف ديزموند توتر، في حقن مشاعر الحب بين الأطراف المتصارعة ليدعوهم إلى المصالحة، وكانت المصالحة هي الإستراتيجية الوحيدة لتلحق جنوب إفريقيا بركب التقدم.. نعم إنها الإرادة التي كبلها الحزن والمرض من الوحدة بعد أن تعالت الأصوات الرافضة لعودتي إلى وطني”، متسائلًا: “ولا أعلم لماذا هذا الكره والتعنت، ألم نختلف في الرأي يومًا، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”.
ووجه “عبدالجابر” حديثه لمن يرفضون عودته لمصر: “من أعطاكم الحق للمزايدة على منعي من العودة إلى بلدي، فقد خرقتم “المادة 62 من الدستور التي تنص على أن “حرية التنقل، والإقامة، والهجرة مكفولة، ولا يجوز إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة، ولا منعه من العودة إليه، ولا يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة، أو فرض الإقامة الجبرية عليه، أو حظر الإقامة في جهة معينة عليه، إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة، وفي الأحوال المبينة في القانون”.
واستطرد: “هذا الحق الطبيعي للحياة، فالحياة تعني الحرية لا التسلط والمنع لقهر الآخرين، كما فعل الإعلامي مصطفى بكري الذي يناهض عودتي، ويدعو إلى دفني في إسرائيل، ولساني لا يعجز عن الرد عليه ولكن أصولي وتربيتي تمنعني من ذلك”، مستشهدًا ببعض أبيات من الشعر:
– أمواج مظلمة تضرب سفينتي.. والرياح عاتية والموت ينتظر
– وجوه أثيرية تضرب شراعي.. والظلم حاضر والقلب يعتصر
– قذفني بكري إلى صخرة اليأس.. والأمل طريقي والدستور ينتصر
واختتم مقاله قائلًا: “ألا يعود الطفل إلى أحضان أمه، أتفرض الأم أسوارًا وقيودًا تمنع عودته، فكل ما أريده هو ابتسامه مصالحة ترتسم على شفاه أمي الحبيبة مصر”.