شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عبدالناصر سلامة: النظام يصرف الناس عن قضاياهم للتغطية على فشله

عبدالناصر سلامة: النظام يصرف الناس عن قضاياهم للتغطية على فشله
وصف رئيس تحرير جريدة "الأهرام" الأسبق، عبدالناصر سلامة، السياسة الحالية في مصر بأنها "ناجحة وناجعة"؛ لأنها صرفت الناس عن قضاياهم الأساسية، لحساب مزيد من طول عُمر النظام.

وصف رئيس تحرير جريدة “الأهرام” الأسبق، عبدالناصر سلامة، السياسة الحالية في مصر بأنها “ناجحة وناجعة”؛ لأنها صرفت الناس عن قضاياهم الأساسية، لحساب مزيد من طول عُمر النظام، وقال: نترقب بصفة يومية.. مَن يسب أُم مَن اليوم، ومَن يفضح مَن اليوم، ومَن سيضرب الآخر بالحذاء اليوم، ومَن سيقاضي مَن اليوم، وبالتوازي، الدولار لا يتوقف عن الارتفاع، والجنيه لا يتوقف عن الانهيار، والاقتصاد يتهاوى، والمجتمع يزداد انقسامًا.

وأضاف سلامة -في مقال له نشر بصحيفة “المصري اليوم”- “النيل يتراجع، والأسعار ترتفع، والجنيه ينخفض، وطباعة الفلوس شغالة، وقناة السويس تُعاني، والمؤتمر الاقتصادي طلع فنكوش، وفلوس الخليج مش عارفين راحت فين، والاحتياطي النقدي كان زمان، وتحويلات المصريين في خبر كان، والسياحة كذلك، كل ده والبرلمان شغال خناقات، والشرطة شغالة تصفية حسابات، والحكومة مش هنا، والإعلام لا مؤاخذة، والشعب إلى مزيد من الضياع”.

وتابع: “خلال انشغال الناس بالصراعات الوهمية على الفضائيات كانت أنباء الشهداء تتوالى بصفة يومية من سيناء، كانت تجاوزات الشرطة في كل مكان، كان التهريج البرلماني قد وصل مداه، كان الأداء الحكومي في أضعف حالاته، توارى الحديث عن ذلك السد الإثيوبي الذي جعلنا نلجأ إلى مياه الصرف الصحي، توارى الحديث عن الفساد الذي تخطى الرُّكَب إلى الأعناق، توارى الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، توارى الحديث عن كل ما هو جاد، كل ما يمس حاجة المواطن اليومية”.

واضح أن فضائيات رجال الأعمال قد تكون مستفيدة مما يجري؛ الإعلانات تتزايد يوميًا، وقد يكسب مقدمو البرامج رضا مموليهم ومحرضيهم في الوقت نفسه، على حساب كرامتهم، وسُمعة أهاليهم، بالكشف عن ذلك الماضي الفاسد لكل منهم، إلا أن ما لا يدركه القائمون على أمر البلاد والعباد أن مصر تخسر، كل مصر وشعب مصر يخسر، كل الشعب، أجيال عديدة إلى ضياع، كل علاقة هذه الأجيال بالتليفزيون هو ذلك الردح الليلي، كل علاقتهم بالبرلمان هو أَيْمانات الطلاق والضرب بالأحذية، كل ما يعرفونه عن المسؤولين أنهم لا يستحقون الاحترام، يتم العصف بهم في كل المحافل”.

ووصف سلامة النظام الحالي بأنه لا يعمل من أجل المستقبل، وبأننا أمام دولة لا تريد أن تنهض، ولا تسعى إلى البناء، واصفًا الأوضاع الحالية بأنها “أوضاع مسخ”، والسياسات بـ”مهترئة”، لم ينص عليها أي كتاب، لا في الشرق ولا في الغرب.

واختتم مقاله بقوله: ” كان يجب أيها السادة أن يكون هناك خط أحمر، كان يجب أن يكون هناك الكبير، الكبير في كل المجالات، يتدخل في اللحظات الحرجة، قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة، قبل أن تتسع رقعة الاتهامات التي طالت الجميع، كبيرًا وصغيرًا، الأمر تعدى السيديهات والفيديوهات إلى شهادات حيّة على العمالة والخيانة، شهادات حيّة على التدليس والتعريض، الأمر خرج من إطار المحلية إلى الإقليمية والعالمية، أصبحنا في نظر الآخرين دولة مُفكَّكة، دولة من المافيا وأصحاب المصالح، بمعنى أصح الأفاقين، أصحاب الملايين، لا يعنيهم أبدًا أن يكون نصف الشعب على أعتاب الفقر، ولا يعنيهم أبدًا شكل الإعصار القادم، فهم يستطيعون التعامل مع كل الأعاصير، بل كل العصور”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023