أطلق أهالي مركز ومدينة أرمنت بمحافظة الأقصر صرخة مدوية إلى محمد بدر، محافظ الأقصر بسبب تسريب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي إلى صحراء أرمنت بشكل عشوائي من مشروع أكسدة برك الصرف الصحي الواقعة بصحراء مدينة أرمنت، وهو مشروع محطة الصرف الصحي الذي يخدم 190 ألفا من سكان المدينة.
وكان مشروع الصرف الصحي قد بدأ العمل فيه قبل ثورة 25 يناير بعامين حيث كان هذا المشروع حلما جميلا يداعب مخيلتهم منذ سنوات طويلة وكلف الدولة أكثر من 150 مليون جنيه لإنقاذهم من التلوث الشديد والحياة البدائية التي يعيشونها بهذه القرى، إلا أن هذا الحلم الوردي الجميل أصبح بعد أكثر من عامين ومنذ قيام ثورة 25 يناير كابوسا مزعجا لهذه المدينة بسبب توقف المشروع وعدم استكمال زراعة الغابة الشجرية تحت زعم عدم وجود ميزانية من الدولة للجهاز التنفيذي والأمر الذي يؤدي إلى طفح المياه من الغابة الشجرية وامتداد المياه للمدينة بأكملها ويعتبر العمل بها يمر ببطء شديد جدا وبسرعة السلحفاة مما أضاع على الدولة هذه الملايين الكثيرة هدرا باعتبارها أموالاً عامة دون الاستفادة منها، وصار ما تم تنفيذه من هذه المشروعات معرضا الآن للتلف الشديد، وأصبحت المنطقة تعوم على بحر من مياه الصرف الصحي.
وفي تصريحات لـ”رصد” أشار أحد العاملين بديوان عام المحافظة، إلى أن هناك 584 قرية ونجعا مهددة بالانهيار، والتي يقطنها مئات الأسر، وهم من منعدمي الدخل والأرامل وكبار السن وتتشكل هذه القرى والنجوع في أطراف مراكز الأقصر، مثل القرنة والطود وتزداد في نجوع وقرى إسنا، ومعظم أهالي هذه القرى يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمدون على الدخل اليومي، ويقطنون في منازل قديمة مشيدة بالطوب اللبن، وتبين انهيار بعض منها في الأعوام الماضية، وأخرى قد صدر بحقها قرار إزالة، نتيجة الخطر الداهم على الحياة وذلك بسبب عدم استكمال مشروعات الصرف الصحي بها.
وناشد أهالي مدينة أرمنت التدخل لإنهاء هذه المأساة وإلزام الجهاز التنفيذي بسرعة تدبير الاعتمادات الباقية لإنهاء هذا المشروع الحيوي لإنقاذ هذه المدينة من التلوث والغرق الشديد والأوبئة والأمراض الفتاكة وذلك حتى لا تضيع أموال الدولة والملايين التي أنفقتها قبل ذلك هباء.