دخل خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، ومحمود كامل، عضو مجلس النقابة، في اعتصام مفتوح بمقر النقابة، منذ صباح اليوم الإثنين؛ احتجاجًا على الأوضاع السيئة التي يعاني منها الزملاء المحبوسون والتي تسببت في نقل كل من الصحفيين هشام جعفر، وحسام السيد لمستشفى السجن، وتدهور حالة يوسف شعبان بسجن برج العرب، بعد الاشتباه في إصابته بخمول في الكبد؛ نتيجة عدم تلقيه علاج “فيروس سي” لأكثر من 10 شهور، وإعلان طبيب السجن حاجته لإجراء تحاليل، تتعنت إدارة السجن في إجرائها، وكذلك تضامنًا مع حالة الزميل هاني صلاح والذي يحتاج لنقله خارج السجن لإجراء جراحة عاجلة في الشبكية لوقف تدهور حالته بخلاف التقارير حول إصابته بورم حميد يحتاج للتدخل لإزالته.
استمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب
ويأتي الاعتصام تضامنًا مع الزملاء المحبوسين في سجن العقرب وما يتعرضون له من انتهاكات دفعتهم للدخول في إضراب عن الطعام من أجل تحسين أوضاعهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، ووصول شكاوى من أسرهم تطالب بالتدخل لإنقاذ حياتهم.
ويستمر الاعتصام حتى تلبية مطالب الزملاء، بوقف الانتهاكات بحقهم، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وفتح الزيارات لذويهم، والسماح لوفد من النقابة بزيارتهم والاطمئنان على حالتهم الصحية، وإعادة النظر في أوضاع المحبوسين.
قتل عمد بطيء
وتضامن الكثير من الحقوقيين والسياسيين مع الاعتصام؛ حيث قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أسماء المعتقلين في السجون من الزملاء الصحفيين للتضامن معهم، وهم “هشام جعفر، حسام السيد، يوسف شعبان، هاني صلاح”، مضيفًا “ومئات أو آلاف منعرفهمش”.
وأشار “عيد” -في منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- إلى أن تعمد الإهمال الصحي للسجناء يساوي قتلًا عمدًا بطيئًا، والسجان يصبح قاتلًا.
تفعيل قوانين حماية الصحفيين
وتضامن هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، مع الاعتصام؛ حيث قال إن الأوضاع داخل السجون سيئة جدًا، مضيفًا أن أهالي المحبوسين يعانون أشد المعاناة أثناء زيارة أبنائهم المحبوسين.
وأضاف “الحريري”، في تصريحات صحفية له، أن أهالي المحبوسين يعانون معاناة شديدة أثناء إدخال الطعام، معلنًا عن تضامنه مع الصحفيين المحبوسين، مؤكدًا أن أعضاء مجلس النواب سيسعون لتفعيل القوانين التي تحمي حقوق الإنسان.
مصر من أوائل الدول انتهاكًا للصحفيين
وأعلن نضال منصور، الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين، عن تضامنه الكامل مع دعوة الزميلين خالد البلشي ومحمود كامل، عضوي مجلس نقابة الصحفيين، للاعتصام.
وقال “منصور” إن الانتهاكات في مصر مرتفعة جدًا، مشيرًا إلى أن تزايد حبس الصحفيين ووجود حالات اختفاء قسري يعد مؤشرًا مقلقًا للغاية.
وتابع “منصور”: “يتعرض الصحفيون في أماكن التغطية المتوترة لاعتداءات متكررة ويشكل منع التغطية وحجبها أسلوب متكرر، وهناك شكاوى بتعرض بعض الصحفيين لاعتداءات تشكل تعذيبًا ومعاملة مهينة ولا إنسانية”.
وأكد “منصور” أن مصر أصبحت تحتل ترتيبًا متقدمًا -للأسف- في قائمة الدول الأكثر انتهاكًا للإعلام، مشيرًا إلى أننا نؤيد كل أشكال التضامن السلمي للدفاع عن الصحفيين.
إلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين
وأعلن مركز “هشام مبارك” للقانون، المعني بحقوق الإنسان، عن تضامنه مع أعضاء نقابة الصحفيين المعتصمين بمقر نقابتهم؛ حيث قال “تامر علي” المحامي والحقوقي بالمركز، في بيان له مساء أمس الأحد: “نؤكد دائمًا على أن الصحافة مهنة حرة وشريفة تم الزج بها في سجون هذا النظام؛ حيث تم نقل الزميلين الصحفيين هشام جعفر وحسام السيد لمستشفى السجن في ظل غياب واضح لقيادة هذا النظام وعدم احترامه للصحفيين ومهنة الصحافة”.
وشدد “علي” على التضامن مع الصحفيين جميعًا، وعلى احترام حقوقهم وحرياتهم، مطالبًا النظام بضرورة الإفراج عن كل الصحفيين المعتقلين على ذمة قضايا النشر، بالمخالفة لتعديل المادة 41 من قانون الصحافة رقم 96 لسنة 1996، الذي نص على إلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين.