لا تزال قضية المصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين ونظام عبدالفتاح السيسي من أكثر القضايا حساسية عند الطرفين، حيث يشتعل الحديث عنها من حين لآخر غير أنه في كل مرة تخرج التصريحات النافية لأي مبادرات للصلح من هنا أو هناك.
آخر من أثار تلك القضية الشائكة هو الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، حيث صرح مؤخرا بأن الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان طالبه بالوساطة لدى الدولة المصرية من أجل إجراء مصالحة مع الجماعة، لكن سرعان ما نفى أمين عام الجماعة محمود حسين والدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة تصريحات سعد الدين.
شبكة “رصد” تلقي في هذا التقرير الضوء على كل التصريحات التي أثيرت حول هذا الموضوع:
سعد الدين إبراهيم: الإخوان يطلبون التوسط
البداية كانت عند الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي كشف في تصريحات لصحيفة “اليوم السابع” عما أسماه بتفاصيل سفره إلى تركيا ولقاءاته بقيادة جماعة الإخوان وحلفائها على رأسهم الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، والدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة.
وأكد إبراهيم، أن الأمين العام للجماعة طالبه بشكل -غير صريح- حسب قوله، بتجديد مصالحتهم مع الدولة.
وعن مقابلته مع محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، قال رئيس مركز ابن خلدون: “الأخ محمود حسين شكرني على مبادرة المصالحة التي طرحتها منذ فترة لتتم بين جماعة الإخوان والدولة، وأبلغني بأنهم يرحبون بكل أفكار تؤدي إلى الأمان وسلامة الوطن، وأبلغني أيضا بأن النظام المصري لم يكن مستعدا للمصالحة عندما طرحت”.
وبسؤاله، هل طالبه محمود حسين أمين عام الإخوان بأن يتوسط لدى الدولة المصرية من أجل إجراء مصالحة مع الجماعة، قال رئيس مركز ابن خلدون: “دعاني بشكل غير صريح.. إنما هذا الاتجاه العام للحديث معه ومع عدد من قيادات الإخوان”.. مضيفا: “لو نجحنا في ذلك فهو مكسب للجميع وللإخوان”.
الجماعة تنفي
وفي رد فعل سريع، نفى الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان صحة التصريح المنسوب لسعد الدين إبراهيم، بشأن عقد لقاء بينهما بوساطة زعيم حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور، مؤكدا أنه “غير صحيح”.
وأضاف في بيان له اليوم أن ما تم كان لقاء عابرا خلال زيارة صحية للدكتور أيمن نور، تواجد خلالها -دون ترتيب- كل من الدكتور سعد الدين إبراهيم، والرئيس التونسي السابق الدكتور منصف المرزوقي، ورئيس حكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور أحمد طعمة، وآخرين، وكان الحوار الذي دار بين الحضور حوارا عاما، ولم يتطرق إلى مبادرات أو مصالحات أو ما شابه ذلك.
وقال “حسين” إن موقف الجماعة واضح ومعلن، وهو أنه “لا تنازل عن الشرعية، والتمسك بعودة الرئيس محمد مرسي، ولا تصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، ولا تنازل عن حق الشهداء، ولا عن تحقيق مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير”.
أيمن نور: هذا ما حدث
من جانبه نشر د.أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تغريدة نفى فيها تصريحات د.سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.
وأكد نور عدم صحة ما نشره موقع اليوم السابع مشيرا إلى أن اللقاءات تمت في منزله ولم يطرح أي مبادرات سياسية أو وساطة، وأن جميعها تمت في إطار اجتماعي.
وقال نور “لا صحة لما نشر بجريدة اليوم السابع بشأن طرح أي مبادرات سياسية أو وساطة في لقاءات منفصلة تمت في منزلي عرضا، وكانت جميعها في إطار اجتماعي”.