أكدت وزارة الخارجية التونسية، أنّ بلادها ستكون أول دولة تعيد فتح سفارتها، إثر استلام الحكومة الليبية الجديدة لأعمالها، مشيرًا إلى أن تونس تتابع عن كثب الوضع في الجارة ليبيا، لما له من انعكاس وتأثير على الداخل التونسي.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إن “تأخر قيام الحكومة الليبية واستلامها لمهامها، يجعل مهمتنا صعبة، لكن ذلك لا يمنعنا كجهاز دبلوماسي من متابعة وضع التونسيين في ليبيا”.
وكانت تونس، قد أغلقت سفارتها في طرابلس وقنصليتها في بنغازي في (يوليو 2014م)، ثم أغلقت قنصليتها العامة في طرابلس خلال (يوليو 2015م)، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا واختطاف عدد من دبلوماسييها من قبل جماعات مسلحة.
ويحذر خبراء أمنيون في تونس من احتمال تسلل “مسلحين متشددين” من ليبيا للقيام بهجمات مسلحة، وذلك في ظل معلومات تتحدث عن تخطيط “تنظيم الدولة” لاستهداف مدينة بن قردان جنوبي تونس، وهو ما استدعى حالة من اليقظة الأمنية والعسكرية العالية التي لوحظت لدى القوات التونسية بما يمكّنها من إحباط أي اعتداءات.
وتمكنت قوات الردع التابعة لقوات فجر ليبيا، قبل أيام من اعتقال مسلح تونسي يدعى محمد بن محسن الغربي ويكني بأبي زيد، بعد اشتباكات مع “عناصر تنظيم الدولة” في صبراتة، وقد اعترف في شريط فيديو تم نشره بأن التنظيم كان يخطط للسيطرة على مدينة بن قردان التونسية.
وكانت القوات الأمنية والعسكرية، قد اعتقلت منذ أيام، (16) مسلحًا كانوا ينوون إقامة معسكر تدريبي في محافظة جندوبة “شمال غرب”، كما أحبطت مؤخرًا عمليات تسلل وتهريب أسلحة قادمة من ليبيا، بالإضافة إلى كشفها عن خلايا نائمة داخل مدن كانت تستعد للقيام باعتداءات.
يذكر أن بن قردان تقع في محافظة مدنين في الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا، وهي منطقة استراتيجية تطل على البحر المتوسط، ويوجد بها المعبر الحدودي الرئيسي بين تونس وليبيا، كما أن وضعها الاقتصادي هش، ويعمل أغلب سكانها في بيع مواد مهربة من ليبيا مثل البنزين.