أكد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، رئيس وحركة ثوار ضد الصهيونية، أن استقبال توفيق عكاشة عضو برلمان السيسي، السفير الإسرائيلي في منزله بالدقهلية، ليس فعلا غريبا أو شاذا عما يفعله عبدالفتاح السيسي منذ تولى مسؤولية الحكم في مصر.
وأشار سيف الدولة في تصريحات خاصة لـ”رصد” إلى أن العلاقات المصرية-الإسرائيلية تعيش عصرها الذهبي، حيث انحاز السيسي لإسرائيل في عدوانها على غزة عام ٢٠١٤، وأخلى الحدود الدولية من السكان ليقيم المنطقة العازلة التي كانت تطلبها إسرائيل منذ سنوات وكان مبارك يرفضها، وهدم المعابر وأغلق المعبر كما لم يفعل مبارك كنزهم الاستراتيجي.
وتابع قائلا: “وبالإضافة لما سبق فإن السيسي قام بتوسيع السلام مع إسرائيل وطرح نفسه دوليا بصفته الراعي العربي الأول لأمن إسرائيل وللسلام معها، وكل ذلك لأنه رأى في إسرائيل بوابته لنيل الاعتراف والرضا والقبول الأميركي والدولي له ولنظامه، إلى الدرجة التي قامت إسرائيل واللوبي الصهيوني في أميركا بالضغط على الإدارة والكونجرس الأميركيين لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر، والأمثلة كثيرة آخرها ما أعلنه وفد اليهود الأميركان من أن السيسي أثنى على نتنياهو وقال عنه إنه قائد لديه قدرات جبارة تؤهله لتطوير المنطقة والعالم”.
وأكد سيف الدولة أنه في ظل هذا الرئيس وهذه العلاقات الذهبية، لم يأت عكاشة بجديد، كما أن عكاشة ليس إلا واحدا من أنصار السيسي الذين يروّجون لإسرائيل ليل نهار، مثل عزمي مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة الذي صرح بأنهم لا يمانعون في اللعب بتل أبيب، ويوسف زيدان الذي يزور تاريخ القدس وينفي عروبتها، ويشيد بإسرائيل التي انتقمت للجنود المصريين من الإرهابيين الفلسطينيين، وأحمد موسى وعمرو أديب اللذين وجها التحيات لإسرائيل لضربها غزة.
وأوضح خلال حديثه مع شبكة “رصد” أنه في وسط هذا النظام وهذا السياق، فعلها عكاشة، في حركات بهلوانية للاستهلاك والشو الإعلامي والشهرة، واصفا إياه بأنه “أحد بهلوانات النظام يحذو حذوه ويسير على دربه، وأن الذين يغضبون من أنه نائب برلماني، يتناسون أن هذا هو برلمان الأجهزة الأمنية”.
وقال إن “تلك الأجهزة التي يتبعها عكاشة كانت على امتداد عقود طويلة هي القائمة على تنفيذ التزامات كامب ديفيد، والتنسيق الأمني مع إسرائيل، فماذا نتوقع غير ذلك من نواب برلمان الثورة المضادة صنيع الأجهزة الأمنية”.
واختتم سيف الدولة حديثه قائلا: “مرة أخرى سننتظر لنرى مواقف النخبة السياسية التي تصدت في يوم من الأيام لكامب ديفيد والتطبيع، هل ستستمر في صمتها الذي انتهجته طوال الفترة الماضية، فلم ينطق أي منهم بأي اعتراض أو نقد للتحالف المصري مع إسرائيل تحت قيادة السيسي، وسنظل نتساءل في حزن وغضب ماذا حدث لكل هؤلاء وكيف تغيرت مواقفهم ١٨٠٪، وكيف يقبلون تأييد نظام يخرج ويتحدى كل الثوابت الوطنية المصرية التي تربينا عليها؟”.