شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ماذا فعل العسكر بعقول المصريين في حرب شاملة هدفها تغييب الوعي؟

ماذا فعل العسكر بعقول المصريين في حرب شاملة هدفها تغييب الوعي؟
"دا الجنود المصريين وهمه راجعين في 67 قابلهم بدو سينا ومرضيوش يسقوهم ميه غير لما خدو السلاح اللي معاهم وأحيانا كانوا بياخدوا هدومهم كمان"!
“دا الجنود المصريين وهمه راجعين في 67 قابلهم بدو سينا ومرضيوش يسقوهم ميه غير لما خدو السلاح اللي معاهم وأحيانا كانوا بياخدوا هدومهم كمان”!
 
هذا الحوار عشته بنفسي مرات عديدة اضطر فيها ان أقف مدافعا عن العقل والمنطق قبل ان أدافع عن اهلي في سيناء ، جندي يحمل سلاحه الآلي وفي منطقة صحراوية يشرب فيها البدوي من الآبار ليس الا ، ياتي هذا الجندي يطلب الماء فيقول له البدوي لن اعطيك الماء حتى تعطيني سلاحك ، ببساطه يسلمه سلاحه من اجل شربة ماء ، هنا البدوي خائن والجندي وطني مسكين ، في غياب الوعي والعقل ، فأقول لو دخل علينا مسلح الان وقال وشك للحيط وطلع اللي في جيبك هاتعمل ايه يقول سأنفذ .
 
اذا كيف عقلت هذه المقولة الخبيثة عن أهل سيناء ، ثم اذا سلم سلاحه ليشرب الماء في الكره الاولى كيف سيقضي بقية الرحلة في ارض وعره لا يعرف عنها شئ وانقطع عنه كل اتصال
 
يضاف ذلك معاناة الملتحقين بالجيش من أبناء سيناء وكيف يقال لهم انهم خونه وعملاء لليهود تبريرا لهزيمة 67 ويتغنى بها الأكثرية من الضباط وضباط الصف على مسمع من الجنود ، هكذا فعلت الشئون المعنوية وإدارات الاعلام حرب شعواء على وعي الانسان المصري نالت سيناء واهلها نصيب وافر منه صحيح انني كنت اتعجب من ذلك وكيف يقبله العقل ، حتى عشت مآسي الانقلاب العسكري 2013 ورايت بعيني كيف يروج اللامعقول واللامنطقي وكيف يردده الناس بدون تفكير وقد يتطور الامر الى الدفاع عنه وكأنه قناعات راسخة “كره ارضيه تحت رابعة -انفاق يخرج منه المرشد ينفذ العمليات ثم يعود الى السجن – خطف عصفور الأسطول السادس…..”
 
هكذا تم رسم الصورة الذهنية عن أبناء سيناء اما سيناء الارض فهي صحراء جرداء لا شئ فيها ولا قيمة لها اختصرها هيكل في تبسيطه لنتائج هزيمة النكسة في ٦٧عندما قال ماذا خسرنا في الحرب (صحراء جرداء ومجموعة من الإبل والبدو ) فقط ، شئ بسيط لا يستحق ان تضخموه وتقلقوا الزعيم كانما حدث امر جلل ، كلا سيدي.
 
وهكذا تمت معالجة ملف سيناء والتعامل معها عبر 60 عاما هي مراحل النكسات والنكبات في تاريخنا الحديث ، وإذا كان الانسان عدو ما يجهل ، فكيف به ازاء ماهو هين ولا قيمة له ثم هو مصدر ضرر وقلق وجر متاعب على الوطن ، اليوم يضاف الى هذه الصورة تصدير انه ليس في سيناء الا الاٍرهاب والمسلحين والخراب والدمار ، ثم تصوير الامر وكان الجيش يحارب أعداء الوطن والواجب الوطني يقتضي ان تصطف الجماهير خلفه وضد اعدائه.
 
هكذا اريد للصورة ان تتشكل فلا عجب ولا غرابة ان تهدم مدينة كاملة ويهجر اَهلها ويكون شعور الناس في الشارع ان الجيش يتقدم ويحقق انتصارات .
 
هكذا كانت الحكاية وعليها ترتبت النتائج ، غيب الوعي واصنع بالاكذوبة ما تشاء.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023