امتد نفوذ جمهورية أمناء الشرطة إلى مطار القاهرة؛ حيث تعددت جرائمهم داخل أكبر ميناء جوي بمصر، والذي كان من المفترض أن يكون من يعمل بداخله واجهة مشرفة لمصر.
التفتيش أو الدفع
تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأحد أمناء الشرطة داخل مطار القاهرة، أثناء تقاضيه رشوة من أحد المواطنين مقابل السماح له بالمرور دون تفتيش أو جمارك، وذلك داخل الصالة رقم 3 بالمطار، وفقًا لما نشره صاحب الفيديو.
إهانة النواب
التعدي على المسافرين لم يتوقف عند المواطنين العاديين، ولكن وصل إلى أعضاء النواب الذين يملكون حصانة برلمانية؛ حيث قال محمد عبدالغني، عضو مجلس النواب عن دائرة الأميرية والزيتون، إن البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية متهمة إياه بالتعدي على شرطة المطار ومحاولته تخطي حدود الدائرة الجمركية مغلوط تمامًا وينافي الحقيقة، وليس سوى محاولة للتشويش على قيام شرطة المطار بالتعدي عليه لفظيًا، واختطاف كارنيه “البرلمان” الخاص به حين حاول تعريفهم بهويته كنائب للشعب.
وروى “عبدالغني”، في تصريحات صحفية تفاصيل الواقعة؛ حيث كان موجودًا في مطار القاهرة لاستقبال ابنته العائدة من رحلة بالخارج، والتزم بحدود الدائرة الجمركية التي ينبغي عدم تجاوزها من مستقبلي القادمين من الخارج، إلا أنه لاحظ أن آخرين يتجاوزون تلك المنطقة، وأن القاعدة لا تطبق على الجميع، وحين ناقش أحد أمناء الشرطة في هذا الأمر رد عليه بشكل غير مقبول، قائلًا له: “اخرس”.
وأضاف “عبدالغني”، في بيان صحفي، أنه التزم الهدوء بعد تعدي أمين الشرطة عليه لفظيًا، وبعد الانتهاء من استقبال ابنته، توجه للضابط المسؤول شاكيًا وطالب منه حث أمين الشرطة على حسن التعامل مع المواطنين، إلا أنه فوجئ بتدخل أمين الشرطة بطريقة حادة وعنيفة في الحوار، وشاركه في هذا الضابط المسؤول، فقام عبدالغني بتعريف نفسه وبأنه نائب عن الشعب، وحين أخرج كارنيه البرلمان ليطلعهم عليه، نزعوه من يده ورفضوا إعادته له.
وتساءل عبدالغني، إذا كان أفراد الشرطة يتعاملون مع نائب في البرلمان بتلك الطريقة، فكيف يتعاملون مع المواطنين البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة؟، مؤكدًا أنه حافظ على هدوئه ولم يخضع لاستفزازات شرطة المطار، التي ما زالت تحتفظ بكارنيه البرلمان الخاص به، لكنه فوجئ بوزارة الداخلية تصدر بيانًا مغلوطًا تتهمه فيه بالتعدي على أفراد الشرطة.
سرقة ونهب
واقعة جديدة تضاف إلى سجلات جرائم الشرطة؛ حيث أمرت نيابة النزهة، برئاسة المستشار محمد سلامة، بحبس أمين شرطة ومسافر مصري بمطار القاهرة، 4 أيام على ذمة التحقيق، كشفت تحقيقات النيابة أن المتهم الأول أمين شرطة بإدارة مكافحة المخدرات ويعمل بمطار القاهرة واتفق معه مسافر مصري يعمل في دولة خليجية على تسهيل تهريب مليون ونصف مليون ريال من المطار مقابل حصوله على 3 آلاف جنيه رشوة.
وتبين من التحريات والتحقيقات، أن أمين الشرطة وضع الأموال المتفق على تهريبها في ظرف بحقيبة المسافر وتمكن من تفويتها على التفتيش ثم سرق الأموال التي بداخلها قبل إقلاع الطائرة وظن المتهم الثاني أن العملية نجحت والأموال تم تهريبها ولكن عقب وصوله إلى الدولة الخليجية قام بتفتيش الحقيبة فلم يجد بها الأموال فعاد إلى القاهرة واتهم أمين الشرطة فتم القبض عليهما وإحالتهما للنيابة التي قررت حبس المسافر وأمين الشرطة 4 أيام على ذمة التحقيق.
50 يورو
نشر أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي “”فيس بوك”، منشورًا حول صديقه الإسباني والذي أجبره أمين شرطة بمطار القاهرة على دفع مبلغ خمسين يورو، بدلًا من تلفيق قضية، فما كان من المسافر إلا أن دفعها، مؤكدًا أنه لن يفكر في العودة إلى مصر مجددًا.
ويعلق المستشار أحمد سليمان، وزير العدل الأسبق: “النظام الحاكم في مصر يعتمد على ضباط الشرطة في الدفاع عن الحاكم ورجاله ولذلك رفع رواتبهم..”.
وأضاف “سليمان” -في تصريح خاص لـ”رصد”- “الفساد في مصر أصبح أخطر مؤسسة حالية في البلاد؛ حيث يحكمها مجموعة من اللصوص، بداية من رئيس الجمهورية حتى أمين الشرطة”.
وأوضح أنه لا علاقة برفع رواتب الضباط وبين سلوكهم في فرض الإتاوات على المواطنين، مؤكدًا أن أكل الحرام ليس له علاقة بالفقر أو غيره وإنما هو سلوك خاطئ.
ويؤكد الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، أن ما يفعله أمناء وضباط الشرطة بالمسافرين من فرض إتاوات على المسافرين هي الضربة القاضية لما تبقى من السياحة وما تبقى من سمعة مصر.
وأضاف “أبو خليل” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن الفشل الأمني وقمع المصريين وحتى الأجانب، أساء إلى سمعة مصر بعد الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالفتاح السيسي.
طالع أيضًا:
“رصد” تكشف عن مافيا الفساد داخل السجون المصرية
