كشفت مصادر بوزارة السياحه المصرية، عن تراجع الحجوزات الإيطالية إلى مصر، بنحو 90%، بعد مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، في الوقت الذي حذّر فيه عاملون في القطاع السياحي من امتداد تداعيات الأزمة إلى السياحة الأوروبية بشكل عام، والتي تراجعت حجوزاتها أيضا، ولكن بنسب أقل حده.
وأضافت المصادر بحسب “العربي الجديد” أن حادث الطالب الإيطالي سوف يؤثر بشدة في السياحة الوافدة لمصر، مشيرين إلى أن المكتب السياحي لمصر في إيطاليا طلب تأجيل حملة ترويجية لمدة شهر لحين الانتهاء من تحقيقات مقتل ريجيني؛ حيث إنه لا جدوى من إطلاق هذه الحملة هناك في الوقت الراهن.
وتسببت هذه الحادثة في تعرض السياحة المصرية لضربة جديدة، لا سيما أن السياحة الإيطالية تأتي في المرتبة الخامسة بالنسبة للوافدين إلى مصر، وفق الإحصاءات الرسمية المصرية للعام الماضي 2015.
ويتخوف المسؤولون المصريون من امتداد الأزمة إلى باقي الأسواق الأوروبية؛ حيث تستحوذ أوروبا على ما يقرب من 70% من السائحين الوافدين إلى مصر.
وقال رئيس اتحاد الغرف السياحية المصرية، إلهامي الزيات، إن حادث الشاب الإيطالي تسبب في تراجع الحجوزات الأوروبية بشكل عام بنسبة 50%، بينما كان التراجع الأكبر في الحجوزات الإيطالية بنحو 90%، مشيرا إلى أن السياحة المصرية تتلقى منذ العام الماضي العديد من الضربات الموجعة.
وأضاف أن “الحكومة تتعامل باستهتار مع ملف السياحة”، منتقدا عدم حضور وزير السياحة المصري هشام زعزوع لبورصة السياحة الإيطالية الأسبوع الماضي، وتفضيله عدم مواجهة الرأي العام الإيطالي، فضلا عن أنه حتى الآن لم يخرج مسؤول مصري لتوضيح الصورة للمجتمع الإيطالي بشأن ملابسات مقتل ريجيني.
وفي نفس السياق، قررت إدارة متحف “تورينو” في إيطاليا مؤخرا إطلاق اسم ريجيني على قاعة الآثار المصرية بالمتحف، وهو ما اعتبره مسؤولون وعاملون في قطاع السياحة المصرية أكبر دعاية سلبية لسياحة مصر، لا سيما في ظل زيارة الملايين لهذا المتحف سنويا.
وأوضح عادل عبد اللطيف، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن الوضع السياحي يذهب من سيئ إلى أسوأ، منتقدا غياب مصر عن المهرجانات والبورصات السياحية العالمية، الأمر الذي يفاقم أعباء السياحة، ويكبد العاملين بالقطاع خسائر كبيرة، حيث أشار إلى أنه حتى الآن لم تعلن مصر المشاركة في بورصة برلين السياحية، التي ستعقد في مارس المقبل، والتي يوجد بها أكثر من 185 دولة ويحضرها أغلب وزراء السياحة على مستوى العالم.
وتقول جماعات حقوقية: إن الشرطة في مصر تلقي القبض على مشتبه بهم من دون أدلة كافية، وتتعامل معهم بعنف، بالتزامن مع نفى السلطات المصرية تورطها في قتل الطالب الإيطالي، بينما يجري التحقيق في الأمر بواسطة وزارة الداخلية الإيطالية.
وشهدت مصر حوادث متكررة ضد السياح الأجانب، أبرزها مقتل 12 شخصا وإصابة 10 آخرين، أغلبهم سياح مكسيكيون في عملية شنتها قوات الأمن المصرية في سبتمبر الماضي؛ حيث قالت السلطات المصرية إن القوات أخطأت التقدير؛ لأنها ظنت أن السياح مسلحون إرهابيون، ممن تلاحقهم القوات المصرية في صحراء مصر الغربية.
وتستحوذ السياحة الإيطالية على المركز الخامس من حيث الوافدين إلى مصر بنحو 332.9 ألف سائح في 2015، وفق إحصاءات وزارة السياحة المصرية، بينما تعد هذه المؤشرات متراجعة بالأساس بنسبة 16.8% عن العام السابق 2014.
وتعوّل مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، وزيادة إيرادات القطاع إلى نحو 10 ملايين دولار بنهاية عام 2015، إلا أن عاملين في القطاع يستبعدون ذلك في ظل الحوادث المتكررة ضد السياح.
وريجيني هو باحث إيطالي كان مقيما بالقاهرة ثم اختفى في 25 يناير الماضي الذي يتوافق مع الذكرى الخامسة للثورة المصرية.
وقالت الشرطة المصرية إنها عثرت على جثته في وقت سابق من فبراير الجاري، على طريق صحراوي يربط بين العاصمة القاهرة ومحافظة الإسكندرية شمال البلاد وعليها آثار تعذيب.
