شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مولد ستنا مبادرة

مولد ستنا مبادرة
تعودنا منذ بداية الانقلاب على أن نطالع الصحف كل فترة لنجد شخصية لامعة تطرح علينا مبادرة للتقريب بين وجهتى نظر النظام من جهة و الثوار من جهة أخرى ..أو لنقل بين القاتل والمقتول .. بين السجان والسجين..

تعودنا منذ بداية الانقلاب على أن نطالع الصحف كل فترة لنجد شخصية لامعة تطرح علينا مبادرة للتقريب بين وجهتى نظر النظام من جهة و الثوار من جهة أخرى ..أو لنقل بين القاتل والمقتول .. بين السجان والسجين.. وإن أردنا أن نكون أكثر واقعية فى تعريف المبادرة فعلينا أن نطلق عليها (مساومة) 

فى نظرى لم تبدأ هذه المبادرات بعد الانقلاب بل بدأت فى ميدان التحرير خلال الثمانية عشر يوما .. بدأت بمبادرة عمر سليمان للوصول لحل وسط بين نظام مبارك والثوار .. وكذلك مبادرة البونبونى لأحمد شفيق .. وتوالت بعدها مبادرات المجلس العسكرى .. والتى أستطيع أن أقول أنها نجحت فى النهاية حين ألبسها العسكر زى الثورية .. وارتضاها الثوار تحت تهديد السلاح .. وإن أبوا الاعتراف بذلك

بعد ما اعتبرناه نجاحا للثورة .. اتسع الصدع بين مكونى الثورة الاسلامى والليبرالى .. وهنا تغيرت معادلة المبادرات فتحولت من مبادرات بين نظام قديم ونظام وليد ..إلى مبادرات بين مكونات الثورة التى بدت وكأنها تحارب نفسها .. ولأن الطرف الاسلامى كان يسير وقتها بخطى أثبت نظرا لاتساع رقعة تمكنه .. ولأن الطرف العلمانى كان يبحث عن فوز سريع بناءا على نظرته لنفسه كمالك لحقوق الطبع والنشروالتوزيع للثورة ..بدأ يظهر من الطرف الأخير شخصيات تحاول طرح مبادرات ظاهرها اللحمة بين أطراف الثورة وباطنها مساومات رخيصة بدت فى محطات الثورة المختلفة من وقفات ومليونيات ثورية .. ورغبة العسكر فى وضع مواد فوق دستورية

وانتخابات مجلس شعب ..و دستور .. إلى أن وصلت لمحطة انتخاب رئيس الجمهورية .. فبدأت هذه المبادرات تتبلور فى شروط يريد الطرف الليبرالى فرضها على المرشح القادم طالما ينتمى للفصيل الاسلامى .. وينتهى الأمر فى نهاية المطاف لينحصرالاختيار بين  مرشح يمثل الثورة ومرشح يمثل النظام الذى قامت الثورة ضده .. استمات الطرف الليبرالى فى محاولاته فرض شروطه على المرشح الوحيد الذى يمثل ثورته وحين رفض هذا المرشح مبادرتهم .. تركه أغلبهم وعصر قليل منهم الليمون على نفسه وانتخبه

استمرت المبادرات من الطرف الليبرالى بعد نجاح مرشح الاسلاميين .. ولكن وتيرتها فى ذاك الوقت كانت أكثر حدة .. فظهرت فى زى أكثر فجاجة ولسان حالهم يقول إما أن توافق على أن نسيطر وإما سنهد المعبد على رأسك .. قوبلت محاولات الابتزاز تلك بالرفض من قبل رئاسة الجمهورية .. إلا أنها اضطرت فى النهاية لإبداء بعض المرونة بعمل جلسات حوار وطنى وافق رئيس الجمهورية مقدما على أى قرار ستفضى إليه .. ولكن الطرف الليبرالى كان قد أجمع أمره على الخلاص منه

استخدم سلاح المبادرات للمرة الأخيرة قبل الانقلاب حين أعلن وزير الدفاع وقتها عن مبادرة طرحها معارضو الرئيس وأمهل الرئيس  يومين ليقبلها .. وبعد أن ظهر رئيس الجمهورية على التليفزيون معربا عن موافقته على بنود المبادرة .. تم الانقلاب عليه

بعد الانقلاب .. وأثناء اعتصام رابعة عادت المبادرات للظهور و كانت تحمل رغبة النظام الانقلابى فى تسليم مؤيدى مرسي بالعودة لديارهم فى مقابل أن يتركوا على قيد الحياة .. فشلت المبادرات  وكان ما كان من قتل وحرق وترويع وسجن واغتصاب .. لم يطرف جفن الجانب الليبرالى لكل ذلك .. بل كانوا هم من تزعموا حالة الجنون التى سادت تلك اللحظات المريرة ..وبعد هدوء العاصفة .. انتظروا حصتهم من كعكة الانقلاب فما كان من الجنرالات الا أن تخلصوا منهم واحدا تلو الآخر .. وبدأت صرخاتهم تعلو شيئا فشيئا .. ومعها بدأت تظهر مبادرات من نوع جديد .. سميت بدعوات الاصطفاف ..حملتها شخصيات لامعة لا نشك فى ضميرها الثورى ولا نقدح فى اخلاص سرائرها .. حاولوا جمع الفريقين آملين أن يلتحم الصف ليعود للثورة مجدها وتتخلص من الظالمين .. ولكنهم لم يدركوا أن ذلك الطرف العائد يحمل مبادراته الخاصة .. فهو عائد ليسود لا ليتوافق .. هو يساوم حتى النهاية فإما أن يرضخ خصمه المقيد المعذب .. وإما لا غضاضة أبدا فى أن يعيش ما بقى من حياته يطلق صيحات متألمة كاذبة وينادى بالفردوس المفقود وبالقيم المنسية وبالأخلاق الضائعة .

آخر تلك المبادرات كانت مبادرة لحركة السادس من ابريل تعلن فيها انها لا تقبل الاصطفاف مع شريكها السابق فى الثورة وأنها تراه كما ترى النظام الذى ثارت عليه يوما .. تلتها مبادرة للدكتور عمرو حمزاوى والتى اكتفت بتجميل وجه النظام الحالى اذ عليه فقط أن يؤسس لشكل مقبول عالميا فهو يطالب بإطلاق سراح المعتقلين وتطبيق العدالة الانتقالية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وإلغاء قانون التظاهر والسماح لكل القوى السياسية بالمشاركة فى مناخ سياسى مفتوح بعيداً عن (العنف) ..ثم ظهرت بعدها مبادرة للدكتور محمد محسوب التى أرى مبادؤها عامة تفضى إلى محاولة يائسة لتجميع فصائل الثورة المتنازعة وإزالة فروق لا يجوز تجاهلها .. ثم فى النهاية حوارات الشيخ عاصم عبد الماجد التى ينصح فيها مؤيدى مرسي بالتخلى عن الشرعية ثم لا يلبث أن يتحدث عن بطولتهم وأن هذا الانقلاب فى طريقه للزوال لا محالة !..وأخيرا تظهر مبادرة الدكتور باسم خفاجى كتعليق على مبادرة الدكتور محسوب .. حيث يوافق على مضمونها دون التنازل عن شرعية مرسي … وهكذا سيل من المبادرات فلا تستبعدوا أن تجدونى ذات صباح أبادر أنا الأخرى وأدلى بدلوى فى مبادرة تحمل اسمى 

كل هذه محاولات لإيجاد مخرج لنا من هذا الوضع الوضيع الجهنمى الذى نعيشه الآن .. بعضها صادق وبعضها كاذب وبعضها مخادع ..

ولكنى أراها إلا ما رحم ربى .. ماهى إلا محاولات لكسر حلمنا فى أن يحكمنا رئيس ذو توجه اسلامى يوما .. فالعالم لن يقبل بذلك وسيستمر فى محاولات علمنة بلادنا رضينا أم لم نرضى وسيسفك فى سبيل ذلك قدر ما يستطيع من دمائنا فيحصل فى ضربة واحدة على ديننا وثرواتنا .. لذلك تحاول تلك المبادرات أن تسترضيه عله يتوقف عن قتلنا .. ولكن الله غالب

ما أراه اننا نحتاج إلى رحمات من الله لتنقذنا من هذا الوضع الكارثى الذى نحياه اليوم .. رحمات توقف هذا القطار الذى يفرم أجسادنا تحت عجلاته ليسقط فى هاوية لا يعلم نهايتها إلا الله .. مللنا تلك المبادرات اللاارادية التى تظهر فجأة وتختفى فجأة وفقا لمصالح دول مجاورة وأخرى بعيدة ..ربما تكون ميزتها الوحيدة أنها تكشف لنا الوجوه وتسقط مزيدا من الأقنعة وتثبت لنا أننا وإن كنا فى أقصى درجات الضعف إلا أن تمسكنا بالحق ورفضنا الباطل مازال يمثل عنصرا فعالا ومركز ثقل فى المعادلة …
وتستمر المبادرات ..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023