سلط تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية الضوء على عودة وحشية الشرطة المصرية في ضوء الحوادث الأخيرة وخاصة بعد اتهامها بمقتل طالب الدكتوراة الإيطالي “جوليو ريجيني” والإعتداءات المتكررة على الأطباء ، محذرة من حدوث ثورة جديدة بسبب هذه الإنتهاكات .
وقالت الصحيفة إن شاباً إيطالياً يدرس الإتحادات العمالية في مصر ذهب لكي يقابل أحد الأصدقاء في الخامس والعشرين من يناير ، وبعد اختفائه بعدة أيام وجد جثمانه ملقى على أحد الطرق السريعة مغطى بالجروح وحروق السجائر، وهي البصمات المعروفة لتعذيب الشرطة ، وكان رد الفعل الأولي للسلطات المصرية هو القول بوفاته نتيجة حادث سير .
،ويوضح مقتل “ريجيني” عودة وحشية الأجهزة الأمنية للدولة التي كانت أحد المآسي الرئيسية للحشود المتجمعة في ميدان التحرير منذ خمسة أعوام .
وأضافت : أن الغضب الدولي لمقتل “ريجيني” يسلط الضوء على انتهاكات الشرطة تحت حكم عبدالفتاح السيسي الذي تولى الحكم بعد انقلاب عسكري شعبي- بحسب الصحيفة- في 2013 ،وبعد وصوله إلى الحكم في 2014 وسع “السيسي “حملة القمع لتشمل المجتمع المدني ، والنشطاء الليبراليين ، والصحفيين .
وتابعت الصحيفة :”يرى المصريون في السيسي قوة استقرار بعد الفوضى التي أحدثها ما يسمى بالربيع العربي العربي ، وبدأ فرع تنظيم الدولة في سيناء في حملة من الهجمات للهجوم على المسئولين الحكوميين ، وبدا أن المصريين فضلوا الإستقرار والأمن ، ويرغب السيسي في التأكيد على أن الجيش هو حامي ثورة الخامس والعشرين من يناير بالرغم من ان الأجهزة الأمنية التابعة له تعتقل من يحاول أن يحيي ذكراها وهي المفارقة التي يصعب تفهمها “وأشارت الصحيفة إلى ما وثقته اللجنة المصرية للحقوق والحريات من حالات إخفاء قصري بلغت 340 حالة في الفترة ما بين أغسطس ونوفمبر من العام الماضي ،لدرجة أن معلقي وسائل الإعلام الرئيسية بدأو في انتقاد ثقافة إفلات الشرطة من العقاب .
وترى الصحيفة أن قمع السيسي للإحتجاجات نابع من إدراكه أن الشارع الذي أتى بالجيش إلى السلطة قادر على الإطاحة به مرة أخرى ، وقد يبدو أن النظام قد نجح في تخويف المعارضة لكن تجربة الثورة مازالت طازجة في عقول الشعب .
وأشارت الى انه في نهاية يناير تعرض اثنين من الأطباء للضرب من قبل الشرطة ،وفي رد على ذلك تظاهر آلاف الأطباء ونظموا إضراب جزئي مطالبين بمحاسبة الشرطي المعتدي واستقالة وزير الصحة ، وهو ما يعد أحد أكبر التظاهرات في مصر منذ قدوم السيسي إلى السلطة” .
وختمت الصحبفة بالقول: ربما يعتقد “الرئيس”السيسي أنه بحاجة إلى الشرطة للإبقاء على السيطرة لكن أساليبهم الخرقاء أيضاً أكبر المستهلكين لرصيده الشعبي.