قد يكون من الحكمة أن تبحث عن أفضل عروض الفنادق ورحلات الطيران والترفيه عندما تخطط للسفر في إجازة، لكن هناك بعض الأمور التي لا يجب أن تشعر بالذنب إذا أنفقت عليها المزيد من المال خلال سفرك، فربما كانت هذه أمورا تجعل رحلتك أكثر راحة ومتعة.
١- الوقت يساوي المال:
أمر بديهي أنني عندما أسافر للسياحة أقوم بحجز أقل رحلات الطيران سعرا، ولكن عندما كنت أخطط لرحلة إلى آسيا منذ بضع سنوات تعلمت أن هناك رقما آخر بنفس أهمية سعر الرحلة “المدة الزمنية”، فعندما كنت أبحث عن رحلة طيران من سان فرانسيسكو إلى بانكوك، كلفني الأمر ١٠٠ دولار زيادة فقط لأتوقف في تايوان، بدلا من التوقف في مكان آخر بعيد قد يكلفني وسيلتي نقل إضافيتين لأصل إلى المكان الذي أريده.
إذا كان انفاقك مبلغا محدودا زائدا من المال يعني قضاء وقتا أطول ولو بساعات في المكان الذي تسافر إليه مستمتعا بوقتك (بدلا من الجلوس بجانب الحائط أمام أحدى بوابات المطار المزدحمة آملا ألا يقوم أحد المارة بسكب قهوتك)، فهذا ثمن زهيد، وتنطبق هذه النظرية أيضا على تجنب الكثير من الانتقالات عبر المطارات في رحلات سيئة جدا، أو المطارات التي كانت تجاربك معها سيئة (أو كليهما معا).
٢- الإنفاق من أجل التجربة:
كانت أولى تجارب سفري حول العالم في باريس، لم أصدق أن أمي أنفقت ٨ يورو لتشتري كوكاكولا، لكنها أعطتني درسا قيما عندما قالت: “أنا لم أدفع ٨ يورو من أجل زجاجة الصودا هذه”، “لكنني دفعتها مقابل فرصة احتساء هذه الصودا تحت أشعة الشمس وأنا استمتع بالنظر إلى متحف اللوفر، أنا أدفع مقابل التجربة”.
لذلك يمكنك تناول أحد المشروبات في فندق ألفونسو الثالث عشر في إشبيلية بإسبانيا، ربما لا يمكنك تحمل تكلفة الإقامة بإحدى الغرف، ولكن لماذا لا تستمتع بمشروب منعش مع خدمة مميزة؟ أو أن تتناول شطيرة من النقانق خلال مباراة لكرة القدم ثمنها ١٢ دولار، بالرغم من أنه يمكنك شراؤها خارج الاستاد مقابل ٣ دولارات فقط، كما تستطيع أن تنفق مزيدا من الدولارات القليلة على غداء في مطعم مواجه للمحيط، فانفاق المزيد من أجل التجربة هو أمر صحي ما دام باعتدال.
٣- قيمة التعليم:
أحيانا يساعدك الانفاق من أجل جولة مصحوبة بمرشد سياحي على توفير الوقت والاستفادة من رحلتك بأقصى درجة ممكنة، بالإضافة إلى وجهة نظر محلية عن الأماكن والأحداث في تاريخ البلد الذي تزوره، أنا مدافع قوي عن جولات السير المجانية التي تقدمها بعض المدن الأوروبية الكبيرة، فهي فرصة عظيمة لمشاهدة المدينة واتخاذ قرار بشأن ما تريد أن تشاهد المزيد منه لاحقا، وما يمكن تفويته، (فقط تأكد من اصطحاب الدليل معك).
ومع ذلك فإنني قد دفعت عدة مرات مقابل رحلة يصحبنا فيها مرشد سياحي، منها رحلتي إلى مدينة الفاتيكان، أنا أعشق التاريخ، فعادة ما تأسرني المتاحف وأقضي فيها الكثير من الوقت لأنني أشعر أنه علي قراءة جميع اللوحات والاستمتاع بكل قطعة من المجموعة، لم تعني الجولة المصحوبة بمرشد سياحي في مدينة الفاتيكان فقط تخطي صفوف الانتظار الطويلة خارج أبواب المتحف، ولكن المرشد أيضا قد لفت انتباهي إلى أكثر الأشياء المميزة وجعلني أتحرك بوتيرة معقولة.
٤- نافذة الفرص لا تفتح مرة أخرى:
الإنفاق في بعض هذه الأمور يعتبر “فرصة تأتي مرة واحدة في العمر”، ربما يستحق الأمر أن تنفق أكثر عندما تعلم انه ربما لا يمكنك العودة مرة أخرى إلى هذه المدينة ويجب عليك أن تستغل وجودك فيها لأقصى درجة، أو ربما يكون هناك عرض مؤقت في متحف، أو يمكن أن تكون هناك مشاكل بيئية في المنطقة بحيث أنه لن يسمح للسياح بالاستمتاع بما فيها مجددا طوال العمر، استغل الفرصة الآن! أنت بالفعل في مدريد – لتدفع ٤٠ يورو للاستمتاع بعرض فلامنكو في مكان يقدم مقبلات شهية ومبالغ في ثمنها، احجز هذه الرحلة إلى جزر المالديف قبل أن تختفي السواحل، لا تجعل هذه الفرص المثيرة تفوتك.
٥- دعم السياحة الأخلاقية:
لدينا درجات متفاوتة من الارتياح تجاه السياحة الأخلاقية وهذه الأمثلة توضيحية وليست لاصدار الأحكام، فربما تزور مجموعة من الأرامل الذين قتل أزواجهم في حملات التطهير العرقي في كيغالي برواندا، اللواتي يبيعن أشغالهن اليدوية بثلاثة أضعاف ثمنها في السوق، لكنك تريد أن تدعم مجتمعهن، فلتنفق المزيد من المال على هذا! أو قد تكون متحمسا لركوب أحد الفيلة خلال جولة في جنوب شرق آسيا، ولكن يجعلك مظهر الفيلة التي تعرض ليركبها السياح حول المعابد القديمة لا يجعلك تشعر بالراحة، في هذه الحالة، ربما تفضل أن تنفق بضع مئات من الدولارات لتحظى بفرصة غسل الفيل الذي تم إنقاذه في شيانج ماي في تايلاند، بدلا من أن تنفق جزءا صغيرا منها في جولة على ظهر فيل في أنغكور ثوم، انفق! اعرف مستويات شعورك بالراحة واحترمها، فربما تعني محفظتك الفارغة في نهاية الرحلة ارتياحا في قلبك.