قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن أهم عناوين هذا الأسبوع في مصر، هو أن “ثمة إجراءات اقتصادية مؤلمة قادمة في الطريق”، فذلك ما ذكره رئيس الوزراء لرؤساء تحرير الصحف، مشيرًا إلى أن “هذه الرسالة لم تكن مفاجئة تمامًا؛ لأن السيسي ألمح إليها قبله حين تحدث عن أسعار المياه وما تتحمله الدولة لإيصالها إلى الناس بالأسعار الحالية، الأمر الذي فهم منه أن ثمة اتجاه لزيادتها”.
وأضاف “هويدي” -خلال مقاله المنشور بصحيفة “الشروق”، اليوم الخميس- أن هذه الإجراءات لن تخرج عن أمرين؛ “إما زيادة في أسعار بعض السلع، أو الحد من استيراد البعض الآخر لتوفير العملات الصعبة التي شحت مواردها”.
ومما قال “هويدي” -في مقاله:
من حق الناس أيضًا أن يتساءلوا: طالما أن شواهد الأزمة الاقتصادية ليست مفاجئة، وموارد العملة الأجنبية شحت بسبب توقف السياحة وتراجع المستثمرين، فلماذا كانت المغامرة بالدخول في دائرة المشروعات العملاقة التي تكلفت مليارات، مثل شق تفريعة قناة السويس ومشروع العاصمة الإدارية غير المبررة وإقامة المحطة النووية في الضبعة.
إن ثمة قلق في الداخل من الحديث المستمر الذي يسمعه الناس عن الأزمة المالية، في حين يرون بأعينهم مظاهر للبذخ والسخاء غير مبررة، سواءً في المواكب الإمبراطورية، أو الأبنية الفاخرة التي تقام لبعض المقرات السيادية أو في أحجام وفود التهليل المسافرة أو في العطايا التي تقدم بغير حساب لبعض الأطراف في المناسبات المختلفة، إن أحد العوامل المطلوب توفرها لضمان استجابة الرأي العام وتعزيز الثقة في الخطاب الرسمي الموجه أن تتوفر للناس القدوة التي تجسد الدعوة وتضرب المثل المطلوب احتذاؤه، وهو ما يتعارض مع المبالغة في مظاهر الأبهة التي يظن البعض أنها تعيد للدولة هيبتها، في حين أنها تسحب من رصيد الثقة في خطاب رموزها.
إن المواطن الذي يطالب بدفع ضريبة الأزمة وأن يتحمل نصيبه منها ينبغي أن يشعر ليس فقط بأن عليه واجب الإسهام في مواجهة الأعباء، وإنما ينبغي أن يقتنع أيضًا بأن حقوقه مصانة، خصوصًا حقه في الكرامة والتمتع بالحد الأدنى من الإنسانية.