سلط تقرير لوكالة “رويترز” للأنباء الضوء على ما سماه بـ “تزايد عمليات تنظيم الدولة في القاهرة” والأسباب التي تؤدي إلى ذلك في ظل انسداد للأفق السياسي وأجواء القمع التي تحياها البلاد.
وقال التقرير إنه في الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير داهمت قوات الأمن المصرية أحد المناطق الفقيرة بحي الأهرام وحينها انفجرت أحد القنابل في مشهد يذكرنا بفلوجة العراق أكثر من القاهرة ، وكان هذا الهجوم الأحدث في سلسلة من الهجمات أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في مصر مسئوليته عنها.
وفي الوقت ذاته فإن نظام السيسي مستمر في تطهير لا هوادة فيه لأي أثر لجماعة الإخوان المسلمين، وقد تؤدي تبعات هذه الحملة القمعية إلى أسوا مما هو متوقع لأنه في النهاية قد يسلم السيسي آلاف من الشباب المحبطين إلى أحضان الأيدلوجية السامة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة في مصر قام بتنفيذ تفجير القنصلية الإيطالية في يوليو 2015 ، وفي الشهر التالي سمع سكان القاهرة الكبري صوت مدو لقنبلة استهدفت مبنى الأمن الوطني بمحافظة القليوبية،ومع أن نظيرتها في سيناء سرقت الأضواء إلا أن التنظيم في القاهرة قام بتفيذ أكثر من عشرة هجمات معقدة في العاصمة المحصنة بقوة ، وقام التنظيم بضرب رموز قوة الدولة ونقاط الجذب السياحية.
وتابع التقرير قائلاً “على مدار سبعة أشهر منذ تأسيسها انتقل تنظيم الدولة في مصر من الهجمات المعقدة التي يقوم بها لمرة واحدة إلى نوع الهجمات البسيط والأكثر تكراراً ، وهو طريقة العمل المثيرة للقلق والتي تهدف إلى إشعال التمرد والمحافظة على استمراره لكن بمستوى منخفض ،وهو ما يجعلها تحمل شبهاً واضحاً للعمليات التي تقوم به اللجان النوعية الفرع العنيف للإخوان المسلمين التي تأسست بعد عام من عزل مرسي –بحسب الصحيفة-.
ولفت التقرير إلى ما قام به السيسي من محو أي مساحة للنشاط السياسي المعارض، وهو ما خلق فراغ أيدلوجي خطير ، يهدد تنظيم الدولة بملأه، وفشلت المجموعات الليبرالية الغير منظمة التي أشعلت ثورة الخامس والعشرين من يناير في إيجاد صوت سياسي في مجتمع يسوده الإستقطاب ومطالب الأمن والإستقرار، وفي نفس الوقت فإن جماعة الإخوان المسلمين الموحدة والمؤهلة جيداً في حالة من الفوضى فقيادات الجماعة إما منفيين أو معتقلين أو موتى ، وقاعدة الدعم الشعبي لها متشرذمة ، وفي خصام تام مع الديمقراطية ،وعلى وشك التطرف.
واستطردت الصحيفة :يظهر تنظيم الدولة في مصر كأكثر المجموعات المسلحة نشاطاً و أعلن مسئوليته عن أغلبية الهجمات خلال فترة ذكرى الثورة ، وعن طريق مهاجمة الشرطة يسعى التنظيم إلى المزايدة على التنظيمات الأخرى ، والإستفادة من حالة السخط على حكومة السيسي المشتعلة بسبب تزايد وحشية الشرطة ،والإخفاء القصري، وعلى خلاف التنظيمات الأخرى فإن التنظيم لديه صلات قوية مع “الولايات” الأخرى الممولة والمسلحة بشكل جيد.
وأشار التقرير إلى ما اعتبره تقييم علني من قبل رئيس الإستخبارات العسكرية الأميركية الجنرال “فنسنت ستيوارت” في الثامن من فبراير إذ حذر من توسعة وتعميق تنظيم الدولة لعملياته في مصر واعتبرت ذلك يمثابة دق لناقوس الخطر في مكاتب صناع السياسة حول العالم وأيضاً أروقة السلطة في مصر.