شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الداخلية المتهم الأول في تعذيب وقتل الطالب الإيطالي.. وكارثة تنتظر مصر

الداخلية المتهم الأول في تعذيب وقتل الطالب الإيطالي.. وكارثة تنتظر مصر
أصبحت مصر مقبلة على أزمة دبلوماسية؛ في ظل تصعيد الإعلام الغربي في قضية مقتل الطلب الإيطالي "جوليو ريجيني".

أصبحت مصر مقبلة على أزمة دبلوماسية؛ في ظل تصعيد الإعلام الغربي في قضية مقتل الطلب الإيطالي “جوليو ريجيني”، خاصة أن كل المؤشرات تقول إن إيطاليا لديها قناعة تامة إن الشرطة المصرية هي من تقف وراء مقتل الطالب في ظل التأكيدات على اعتقال الطالب قبل وفاته ووجود آثار تعذيب على جسمه بأسلوب الشرطة المصرية نفسه.

إيطاليا تطالب أميركا بالتدخل

وقال محمد عبدالجبار، رئيس قطاع السياحة الدولية، بوزارة السياحة، إن الرئيس الإيطالي زار واشنطن وطالب الرئيس الأميركي بالتدخل في قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.

وأضاف “عبدالجبار”، خلال تصريحاته ببرنامج “هنا العاصمة” المذاع على قناة “سي بي سي”، أن الوقفة التي أقامها عدد من المصريين أمام السفارة الإيطالية، تسببت في استياء الإيطاليين، بعد الإشارة خلال الوقفة إلى أن الوفاة غير طبيعية والجهات الأمنية وراء الحادث، ما أدى إلى ضغوط من قبل الرأي العام الإيطالي.

وأشار عبدالجبار إلى أن الرئيس الإيطالي اضطر لمطالبة الرئيس الأميركي بالتدخل في الأزمة، وإثارة الموضوع مع الجانب المصري.

مصادر شرطية تؤكد اعتقال الطالب

ونقلت صحف غربية، عن مصادر أمنية مصرية، أول اعتراف بأن قوات الشرطة المصرية احتجزت الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” قبل العثور على جثته لاحقًا، بعد إنكار نظام السيسي لأكثر من أسبوع.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن مسؤولين أمنيين مصريين أكدوا اعتقال ريجيني يوم 25 يناير الماضي، في تأكيد لشكوك إيطاليا بأن النظام المصري متورط في تعذيب الطالب الإيطالي وقتله.

الشرطة الإيطالية تؤكد تورط مصر

وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن الشرطة الإيطالية، قالت إن لديها شاهد عيان ذا مصداقية قال إنه رأى ضباط أمن مصريين يرتدون ملابس مدنية، أوقفوا جوليو ريجينى، مساء يوم اختفائه.

وقالت الصحيفة إن الشاب الإيطالى لاحظ أنه كان يجري تصويره من شخص غير معروف، يوم 11 ديسمبر 2015، عند لقائه ببعض المعارضين السياسيين، وهناك تقارير تفيد أن ضابط الشرطة المسؤول عن التحقيق في جريمة مقتل ريجيني أُدين سابقًا بسبب تورطه في قضايا تعذيب وقتل محتجزين.

وقح وجاسوس

وأضافت الصحيفة، أن ثلاثة مسؤولين أمنيين التقتهم قالوا إن “ريجيني” تم اعتقاله؛ لأنه كان “وقحًا جدًا مع رجال الشرطة، وتصرف وكأنه رجل قوي”، وأضافوا أن شكوك رجال الأمن حول ريجيني تزايدت بعدما فحصوا هاتفه المحمول ووجدوا أرقامًا لأشخاص على صلة بجماعة الإخوان المسلمين وحركة “6 إبريل”، اللتين تعدّهما حكومة السيسي أعداء للدولة.

وأوضح أحد المسؤولين الأمنيين، أن الشرطة ظنت أن ريجيني كان جاسوسًا، فليس طبيعيًا أن يأتي أحد الأجانب إلى مصر لدراسة أوضاع النقابات العمالية.

وكان “جوليو ريجيني” مقيمًا في مصر؛ حيث كان يعد رسالة ماجستير في مجال الحركات العمالية في مصر وأوضاعها في أعقاب ثورة يناير.

ونقلت الصحيفة عن أحد أصدقاء “ريجيني” قوله إن الطالب الإيطالي القتيل عندما اختفى كان في طريقه إلى محطة مترو الدقي للقاء بعض أصدقائه، وإنه مر بجانب محال تجارية فيها كاميرات مراقبة أظهرت إلقاء القبض عليه من قبل رجلين يبدو أنهما من الشرطة المصرية اقتاداه إلى جهة مجهولة.

الداخلية تنفي

ونفى وزير الداخلية المصري، مجدي عبدالغفار، أن تكون الشرطة المصرية ضالعة في مقتل الطالب الإيطالي، معربًا عن انزعاجه مما وصفه بشائعات وافتراضات لا تستند إلى معلومات أو دليل يتحدث عن تورط الأمن المصري في الحادث.

وأضاف “عبدالغفار”، خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر وزارة الداخلية بالقاهرة، أن الشرطة تكثف جهودها لكشف ظروف مقتل الشاب، وأنها تحيط الفريق الأمني الإيطالي الموجود في العاصمة المصرية علما بتطورات القضية.

ونفت وزارة الداخلية هذه التقارير، مطالبة الجميع بعدم استباق نتائج التحقيقات في هذه القضية الشائكة، فيما أوضح مصدر بالداخلية أن التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الغربية منسوبة لجهات مجهولة، مؤكدًا أن المحققين الإيطاليين لم يعلنوا التوصل لأية معلومات جديدة عن الحادث.

وأشار إلى أن اللواء عبدالغفار كان قد أعرب عن استيائه من اتهام بعض وسائل الإعلام رجال الأمن المصري بتعذيب الشاب الإيطالي جوليو ريجيني حتى الموت، رافضًا كل الشائعات التي تتردد في وسائل الإعلام عن مسؤولية جهاز الشرطة عن وفاة الشاب الإيطالي.

المحققون الإيطاليون يتوصلون للحقيقة

من جانبها، أكدت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن فريق المحققين الإيطاليين الموجود في القاهرة تمكن من التواصل مع أحد شهود العيان المصريين، الذي أكد مشاهدة رجال أمن يستوقفون ريجيني يوم 25 يناير.

وأضاف أن رجلي أمن استوقفا الطالب الإيطالي بالقرب من منزله، وقام أحدهما بتفتيش حقيبته، بينما فحص الآخر جواز سفره، وبعدها اصطحباه معهما، وألقيا به في سيارة الشرطة، مؤكدًا أن أحد الضابطين تواجد بعد ذلك في المنطقة ذاتها؛ ليسأل الجيران عن ريجيني.

ونقلت الصحيفة عن العديد من الشهود، الذين أكدوا أن رجال الشرطة كانوا في ذلك اليوم يستوقفون المارة في منطقة الدقي بالجيزة في الوقت الذي تم اعتقاله فيه تزامنًا مع غلق هاتفه المحمول.

وأضافت الصحيفة أن المحققين الإيطاليين تلقوا معلومات مهمة من شاهد آخر، من بينها أن ريجيني تم اعتقاله وهو في طريقه للقاء مفكر معارض لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ويدعى “حسنين كشك”.

كسر الضلوع وصعق بالكهرباء

مصدر بارز في الطب الشرعي قال لـ”رويترز” أن جثة ريجيني -طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج البريطانية- كان بها 7 ضلوع مكسورة، بالإضافة لعلامات صعق بالكهرباء في العضو الذكري، وإصابات داخلية في مختلف أنحاء جسمه ونزيف بالمخ.

وأضاف المصدر، أن جثة ريجيني حملت كذلك علامات على جروح قطعية بآلة حادة -يشتبه أنها شفرة حلاقة- وسحجات وكدمات. وقال أيضًا إن الشاب الإيطالي تعرّض على الأرجح لاعتداء بعصا وللكم والركل.

وقال وزير الداخلية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، لمحطة “سكاي نيوز 24” التليفزيونية، الأسبوع الماضي، إن تشريحًا ثانيًا جرى في إيطاليا “أظهر لنا شيئًا لا إنساني.. شيئًا حيوانيًا”، فيما أظهر تقرير تشريح أولي أصدرته مصر أن ريجيني تعرض للضرب على مؤخرة رأسه بآلة حادة.

كارثة أكبر من الطائر الروسية

وحذر وائل غنيم، الناشط السياسي، من أن حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، قد يمثل كارثة على الدولة أكبر من حادثة انفجار الطائرة الروسية بشرم الشيخ، والتي جعلت العديد من دول العالم توقف رحلاتها إلى مصر.

وقال غنيم، في منشور له عبر حسابه في موقع “فيس بوك”: “كل الجرائد العالمية كتبت أمس عن التصريحات التصعيدية اللي عملها رئيس الوزراء الإيطالي بخصوص مقتل الطالب جوليو ريجيني في مصر من التعذيب، واللي بيحذر فيها إن العلاقات المصرية الإيطالية على المحك إلا إذا مصر أفصحت عن المسؤول عن تعذيب جوليو وقتله بطريقة وحشية، وأكد على ضرورة التعاون بشكل كامل مع جهات التحقيق في إيطاليا”.

وأوضح أن “السلطات الإيطالية أصبح للأسف عندها قناعة إن اللي متورط في قتل جوليو هو جهاز أمني مصري، ووزير الداخلية الإيطالي صرح إن فيه شهود عيان أكدوا إن جوليو اتقبض عليه يوم 25 يناير في منطقة الدقي.. تغيير القناعة دي أصبح صعب إلا لو أجهزة الأمن في مصر قدرت تقدم دلائل مادية واضحة على مين اللي وراء مقتل جوليو”.

وأشار إلى أن واقعة مقتل الطالب الإيطالي تمثل كارثة أكبر من كارثة الطائرة الروسية والسياح المكسيكيين لسببين؛ “الأول إن انفجار الطائرة كانت حادثة إرهابية نتيجة إهمال وتقصير أمني فادح، والثانية كانت قتل خطأ، لكن في حالة جوليو لو صح تورط جهاز أمني هتبقى أول حالة قتل متعمد لأجنبي بعد عملية تعذيب وصفتها السلطات الإيطالية بالوحشية”.

وتابع: “الثاني هو إن جوليو كان طالب دكتوراه، وبالتالي من المتوقع إن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الدولية تتحرك ضد مصر وده ممكن يؤدي لتصعيد دولي يضعنا في أزمة نتائجها تكون سيئة جدًا”.

واختتم غنيم حديثه قائلًا: “ربنا يستر على البلد اللي نظامها داير يوزع اتهامات على معارضيه بالخيانة والتآمر، وهو الساعي الأساسي في هدم الدولة وإهدار القانون والعدل”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023