دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاجا تحت اسم “حزب الله هو العدو” للتذكير بتدخل حزب الله في الشأن الداخلي السوري، حيث برز دور “حزب الله” كمساند لقوات النظام منذ بداية الثورة السورية ثم عنصر حاسم في المعارك.
وكان نشطاء سوريون قد اتهموا “حزب الله” بالمشاركة في قمع المحتجين السلميين على قمع النظام منذ بداية الثورة في منتصف شهر مارس عام 2011، إلا أن هذه الاتهامات لم تسندها الوثائق والأدلة، كما أن “حزب الله” استمر بتجاهلها حتى أغسطس من العام ذاته.
وثبت تورط حزب الله في سوريا خلال الشهر نفسه بعد واقعة طريفة ظهرت فيها حكومة نجيب ميقاتي وهي تحاول التستر على تورط الحزب في حين أنه لم يؤكد ولا ينفي ذلك.
ففي 29 أغسطس من عام 2011 نشرت صحيفة بيروتية خبرا عن تشييع قتيل من الحزب يدعى حسن علي سماحة في بلدة الكرك بمنطقة زحلة شرقي لبنان، وقالت الصحيفة إن الحزب أفاد بأن سماحة سقط “خلال قيامه بواجبه الجهادي” دون إشارة إلى المكان، وهو مؤشر ضمني على سقوطه في سوريا في حين أن وزارة الداخلية اللبنانية حاولت نفي الخبر، وقال متحدث باسمها للصحيفة إن سماحة قضى في حادث سير ببيروت.
واستمر تكتم قادة الحزب على تورطه رغم استمرار تشييع جنازات القتلى حتى أكتوبر عام 2012 عندما سقط أحد أبرز قياديي الحزب في سوريا محمد حسين الحاج ناصيف الملقب بأبو عباس، وقتها اضطر الحزب إلى الإعلان عن وفاته وشارك قادته في تشييعه مع استمرار استخدام العبارة الدعائية القائلة إنه مات “أثناء تأديته واجبه الجهادي”.
ومع انطلاق معركة استعادة مدينة القصير بمحافظة حمص من يد المعارضة السورية في مايو عام 2013 تغيرت مقاربة الحزب العلنية للأزمة السورية، وقتها ألقى الأمين العام للحزب حسن نصر الله خطابًا مثل إعلان حرب على الثورة السورية، تعهد في سياقه بدحر ما أسماه التمرد والإبقاء على نظام بشار الأسد، معلنًا أن “سوريا هي ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح للتكفيريين بكسر عمودها الفقري”.
تميزت العلاقة بين حزب الله وسوريا بخصوصية واضحة منذ أن اتخذت سوريا قرارًا بالدخول إلى لبنان لوضع حد للحرب الأهلية أواسط السبعينيات من القرن الماضي، فبينما نجحت سوريا في نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل المليشيات العسكرية، أبقت على الأسلحة بحوزة حزب الله الذي لم يكن طرفًا في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزًا في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة رغبة سوريا في استعمال ورقة حزب الله كعامل ضغط على إسرائيل للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية في أية مفاوضات تجرى بينهما فيما يتعلق بهضبة الجولان المحتل، ولا ينفي حزب الله تلقيه مساعدات مختلفة من سوريا.
ويرى “حزب الله” أن الوجود السوري في لبنان ضروريا لكل من لبنان وسوريا في ظل التهديدات المستمرة للبلدين من جهة ولحفظ التوازن السياسي الذي بين الطوائف اللبنانية، ولذلك نظم الحزب في مايو 2001 مظاهرة ضخمة تجاوز عدد المتظاهرين فيها المائة ألف متظاهر ردًا على تظاهرة للرافضين الوجود السوري في لبنان.
أداة إيران لتمزيق الشام
العلاقة بين حزب الله وإيران يتداخل فيها البعد السياسي والديني، فاللبنانيون الشيعة الذين يمثلون كوادر “حزب الله” تربطهم بالمرجعيات الدينية الإيرانية روابط روحية عميقة، ويعتبر مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أكبر مرجعية دينية بالنسبة لهم، ويسمى أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله الوكيل الشرعي لآية الله خامنئي.
لذلك جاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للتأكيد على أن الحزب هو أداة إيران لتمزيق الشام، وجاءت ردود الأفعال حول الهاشتاج كالآتي: