مع دخول الأزمة السورية عامها الخامس دون وجود حل دبلوماسي أو عسكري، ومواصلة بشار الأسد وحلفائه قصف المدنيين وتشريد المدن وحصارها، بدأت دول خليجية في الاستعداد للتدخل لمحاولة إنهاء الحرب الدائرة هناك.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية برية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا، مؤكدًا إرسال السعودية مقاتلات إلى قاعدة إنجرليك التركية، وأشار الوزير إلى أن السعودية أرسلت مختصيها إلى قاعدة إنجرليك لاستكشاف المكان، ودراسة ما يمكن فعله، لافتًا إلى أن المساعي السعودية تأتي من أجل الاستقرار في سوريا ومحاربة الإرهاب.
وكان المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد أحمد العسيري، أعلن قبل يومين أن الرياض جاهزة لإرسال قوات برية إلى سوريا بمجرد اتخاذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قرارا بذلك، مؤكدا أن “قرار السعودية بالمشاركة البرية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا نهائي، ولا رجعة عنه”.
واشنطن بدورها أولت اهتمامًا بتصريحات العسيري ورحب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بحفاوة العرض السعودي للمشاركة برًا في الحرب التي تخوضها واشنطن ضد التنظيم في سوريا، مؤكداً أن بلاده ستناقش العرض مع القادة السعوديين.
وأشارت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إلى وجود تفاهم خليجي تركي على إيجاد منطقة عازلة على الحدود التركية-السورية، بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين الهاربين من وطيس الحرب التي تشهدها مدينة حلب منذ فترة.
ويرى مسؤولون غربيون أن التدخل الخليجي يمكن أن يحد من شراسة الهجمات الروسية، لأن الروس حريصون على العلاقات مع السعودية ودول الخليج، بل إن التقارير الغربية تتحدث باستمرار عن وجود محادثات سرية بين روسيا والسعودية، تناولت ترسيم حدود بين النظام السوري والقوى المعارضة، وبلغ حجم التفاهم بين الدولتين حد وضع تصور لمصير الأسد في المستقبل، على الرغم من إصرار قوى المعارضة السورية على عزله وفقا للتقارير.
التدخل الروسي
تأتي الخطوة السعودية، بعد أن حققت قوات النظام السوري نجاحات في ريف مدينة حلب الاستراتيجية إثر هجوم واسع بدأته الإثنين الماضي، بدعم جوى روسي، وهو ما أدى إلى قطع آخر طرق الإمداد للمعارضة السورية التي تسيطر على جزء من المدينة، ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين باتجاه الحدود التركية، وتفيد تقارير غربية وعربية أن سقوط هذه المدينة الاستراتيجية، التي تتمتع برمزية عالية، في يد النظام، يعد هزيمة قاصمة للمعارضة المسلحة.
وأضافت مصادر غربية، أن القوى العربية الخليجية لا تزال مؤمنة بأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا، والذي ينص على بدء مفاوضات سياسية سورية بين النظام والمعارضة برعاية الأمم المتحدة للانتقال السياسي وإنهاء الحرب، لكن تطور الأمور منذ التدخل الروسي فرض تغيرات واسعة تستدعي وجود تحركات ميدانية تحت مظلة التحالف الدولي.
ولا يزال هناك حالة من التوتر بين الخليج بخاصة السعودية مع روسيا بسبب الملف السوري، واستهداف روسيا لمواقع المعارضة السورية الموالية للسعودية ودعم نظام بشار الأسد.
بداية حرب إقليمية
بعد هذه التحركات الغربية والخليجية، ضد سوريا، ارتفعت حدة النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، حول القرارات الأخيرة، حيث اعتبرها البعض بداية لحرب إقليمية، بينما رأى البعض الآخر، أن هذا التدخل سيسطر نهاية الحرب في سوريا.