اتهم الدكتور مغاوري شحاتة، خبير الموارد المائية، نظام عبدالفتاح السيسي بالفشل في ملف سد النهضة؛ بسبب التوقيع على الاتفاق المبدئي للسد، ووصف جولات الحوار الأخيرة بأنها لا ترقى للمفاوضات الجادة، بل هي أقرب إلى بيانات سياسية واتجاه للصداقة.
وأشار “شحاتة” إلى أن سد النهضة أصبح واقعًا وأنه يجب التعامل مع هذا الواقع وتقليل أضراره قدر الإمكان، والحفاظ على حصة مصر التاريخية في المياه؛ لأنه بات من الصعب وقف بناء السد بعدما تمكنت إثيوبيا من استغلال الوقت والظرف السياسي، وسارعت في إنشائه بمساعدة بعض الدول التي لا تريد خيرًا لمصر، وكذلك بسبب سوء الأداء المصري في التفاوض في هذا الملف منذ بداية الأزمة في عام 2008 وحكم مبارك وانتهاء بالنظام الحالي.
وعرض خبير الموارد المائية -في تصريح خاص لـ”رصد”- بعض الحلول والتي كان منها: الاتفاق على كيفية الملء والتشغيل وعدد الفتحات وإقناع الدول الداعمة بخطورة السد على الشعب المصري، مشيرًا إلى إمكانية اللجوء للتحكيم الدولي، قائلًا: “هذا الحل يتطلب موافقة كل أطراف النزاع أو الحصول على موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة”، مستبعدًا الحل العسكري ورافضًا له.
وقال “شحاتة” إن الأداء المصري كان سببًا رئيسيًا فيما وصلنا إليه؛ حيث كان هناك استهتار ولا مبالاة من جانب مصر ظنًا منها أن إثيوبيا لن تقدم علي خطوة بهذه الجرأة، مضيفًا “الأزمة بدأت باستدراج مصر إلى مبادرة 1999 وكان هدفها الاستفادة بالفواقد دون مساس بالحصة التاريخية، ومجموعها 1600 مليار متر مكعب ويتم الاستفادة منها بـ84 مليارًا فقط، وكان الاتفاق إخراج الحصص التاريخية من هذه المبادرة، ولكن اتفاقية عنتيبي كانت النقطة الفاصلة وهي التي أدرجت الحصص ونسفت كل ما قبلها من اتفاقيات ومن ثم رفضتها مصر والسودان ولكن تم تمريرها بالأغلبية وأصبحت مصر والسودان في مأزق”.
وأشار “شحاتة” إلى أنه بعد ثورة يناير قامت إثيوبيا بتنفيذ عدة مشروعات وبناء سدود كان أبرزها سد النهضة والذي يخزن 74 مليارًا وهو سبب المشكلة الرئيسية.