تُعاني مصر حاليًا من حالة “هياج” جماعي للتماسيح بمجرى نهر النيل، فيما تسيطر حالة من الرعب على المصريين بعد انتشار مقاطع فيديو مصورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتمساح في ترعة الإسماعيلية.
ولم يكن تمساح ترعة الإسماعيلية الحالة الأولى لظهور تماسيح، إذ أعلنت وزارة البيئة عن قيام فرق عملها بالإمساك بتمساح آخر شاهده الأهالي في مُسطرد، بينما ظهر في شهر ديسمبر الماضي، تمساح كبير الحجم داخل أحواض معالجة مياه الصرف الصحي، في قرية دنديل التابعة لمحافظة بني سويف، بالإضافة إلى اكتشاف عدد من التماسيح بمنطقتي فيصل والهرم، وترعة ناهيا وترعة المطرية.
الحكومة تطمئن المواطنين
وطبقًا للتصريحات الرسمية فإن سبب وجود التماسيح هو “الأهالي”؛ إذ أكد وزير الدولة لشؤون البيئة، الدكتور خالد فهمي، عدم صحة أخبار هجوم “التماسيح الهاربة من النيل” على منطقتي فيصل والهرم بمحافظة الجيزة.
وحاولت الحكومة طمأنة المواطنين؛ إذ نفى الوزير أي معلومات تخص هروب التماسيح من بحيرة ناصر خلف السد العالي في مصر بسبب نقص المياه، معتبرًا في الوقت ذاته أن دخول التماسيح لبيوت المواطنين “صعب”، خصوصًا أن التماسيح الكبيرة تهرب إلى المياه ولا تفضل دخول المنازل.
نقص منسوب المياه هو السبب
بينما ذهب خبراء البيئة والري لتأكيد أن ظاهرة انتشار التماسيح ترجع إلى انخفاض منسوب المياه خلف السد العالي، وهو ما يجعل المياه المخزنة في بحيرة ناصر خلف السد تعوض هذا النقص؛ بحيث يستمر تعويض نقص المياه، وفي داخلها يتم سحب صغار التماسيح لتهرب بعدها عبر نهر النيل وفروعه والمجاري المائية التي تنبثق منه.
وقال الدكتور أحمد فوزي دياب، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، في تصريحات صحفية، إن أي نقطة تقطع من حصة مصر المائية، تؤثر بكل تأكيد في منسوب المياه خلف السد العالي، وبالتالي فإن ذلك يجعل الحيوانات البحرية تنفر من الحياة هناك وتنتقل من أماكن لأخرى.
وحظرت الحكومة المصرية نشر أي معلومات متعلقة بمنسوب مياه النيل أمام السد العالي، وكان آخر بيان صادر عن وزارة الموارد المائية والري، في أغسطس 2014، حينما أكدت الوزارة أن “الإيراد الواصل للسد من المياه بلغ 673 م.م3، وأن منسوب الماء الحالي أمام السد 175,42 مترا”.
الإخوان وراء الظاهرة
وكعادة مؤيدي النظام في تحميل الإخوان كل الحوداث في البلاد بعد انقلاب الثالث من يوليو، اتُّهِم الإخوان بمحاولة زعزعة استقرار مصر ونظامها القائم وحكومتها الرشيدة؛ حيث تقدم عبد المجيد جابر، مؤسس “جبهة حماية مصر”، ببلاغ حمل رقم 1226 لسنة 2016 عرائض النائب العام، اتهم فيه مرشد الإخوان بالوقوف وراء إلقاء التماسيح التي عثرت عليها وزارة البيئة مؤخرًا، فيما رأى أن الهدف منه بث الرعب في نفوس المصريين وإشاعة الفوضى والذعر في نفوس المواطنين.
وقال البلاغ: إن “هناك فئة منتمية لجماعة الإخوان قامت بإلقاء التماسيح داخل ترعة الإسماعيلية والمريوطية، لبث الرعب للمواطنين وتعبئتهم ضد النظام لتحقيق أغراضهم الدنيئة في قلب نظام الحكم والتحريض ضد مؤسسات الدولة وعبد الفتاح السيسي.
السيطرة عليهم
وأمسكت وزارة البيئة بأحد تمساحي مسطرد اللذين تم رصدهما بترعة الإسماعيلية أسفل كوبري مسطرد، وطوله نصف متر، وتم تسليمه لحديقة حيوان الجيزة.
وتمكنت وحدة التماسيح التابعة لقطاع حماية الطبيعة من السيطرة على تمساح مصرف ناهيا، بوضع شباك في مداخل ومخارج المصرف الموجود به، ثم قامت وزارة الري بتخفيض منسوب المياه داخل المصرف، وذلك للحد من حركة التمساح وتسهيل عملية الإمساك به.
وتم استخراج التمساح الذي تبين أنه أنثى، يبلغ طوله 90 سم ويزن حوالي 3 كجم، وعمره يتراوح ما بين عام ونصف العام.
اصطياد التماسيح
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا، يظهر اصطياد أهالي عزبة شلبي بالمطرية، للتمساح الذي ظهر بترعة الإسماعيلية؛ حيث أظهر الفيديو حالة الفرح التي بين الأهالي عقب اصطياد التمساح، الذي يبلغ طوله 70 سم.
يذكر أنه تم رصد ظهور تماسيح بترعة الإسماعيلية، وكان وزير البيئة، قد أعلن عن وضع خطة لتقسيم الترعة لـ3 أجزاء لتسهيل عملية العثور على التماسيح.
ظهور تمساح على الهواء
استضافت المذيعة “إيمان عز الدين” مقدمة برنامج “مفتاح الحياة” على فضائية “الحياة”، عددًا من المتخصصين في الأحياء البحرية؛ لكشف أسباب ظهور التماسيح في ترعة الإسماعيلية.
أعلنت المذيعة أن الضيف الرابع هو التمساح “كابالا” البالغ من العمر 4 أ.شهر
تماسيح مصر نيلية إفريقية
وقال مدير معهد علوم البحار في محافظة الإسكندرية، الدكتور ممدوح فهمي، في تصريحات صحفية، إن التماسيح التي ظهرت بمصر من النوع النيلي الإفريقي، ويشتهر بوجود أسنان مخروطية حادة تغوص في اللحم؛ ما يجعل من المستحيل على الفريسة أن تهرب من بين فكيه، علاوة على أنه من الأنواع غير المعرضة لخطر الانقراض.
فيما يقدر عزت عوض، أستاذ علوم البحار والرئيس السابق لهيئة الثروة السمكية، بحسب في تصريحات صحفية، أعداد التماسيح النيلية في بحيرة ناصر بما يقارب 10 آلاف تمساح، ما بين صغير وكبير، يراها كثروة مصرية غير مستغلة؛ ما جعلها تتسبب في ضرر كبير للثروة السمكية، في ثاني أكبر بحيرة صناعية في العالم، بالإضافة إلى ما جرى مؤخرا من ظهور أعداد قليلة تعد على أصابع اليد منها في ترع مائية في القاهرة.