شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب نمساوي: قمع السيسي وراء تمدد تنظيم الدولة في مصر

كاتب نمساوي: قمع السيسي وراء تمدد تنظيم الدولة في مصر
يقول الكاتب النمساوي المتخصص في منطقة شمال أفريقيا "لارس هاوخ": أن فشل الثورة المصرية والإنقلاب العسكري على "مرسي" ، وما تلاه من إجراءت قمعية ضد المعارضة، ووصول السيسي إلى السلطة ،من أسباب ازدياد نشاط تنظيم الدولة في مصر.

يقول الكاتب النمساوي المتخصص في منطقة شمال إفريقيا “لارس هاوخ”: إن فشل الثورة المصرية والانقلاب العسكري على “مرسي”، وما تلاه من إجراءت قمعية ضد المعارضة، ووصول السيسي إلى السلطة؛ من أسباب ازدياد نشاط تنظيم الدولة في مصر.

وأضاف في مقال نشره على موقع “ميدل ايست آي”: إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء كان مفاجئا للجميع؛ لدرجة أن البعض تساءل: متى وصل تنظيم الدولة إلى مصر؛ حيث إن البلاد ليس لها حدود جغرافية مع العراق وسوريا اللتين تشكلان مركز التنظيم.

وتابع الكاتب: إن جهاديي سيناء -متمثلين في تنظيم أنصار بيت المقدس والذي ظهر للوجود الرسمي بعد الثورة المصرية عام 2011- أقسموا يمين الولاء لتنظيم الدولة  في نوفمبر 2014، وتعد المجموعة هي الأبرز في التمرد الذي تشهده المنطقة الذي اندلع في أعقاب الإنقلاب العسكري الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس منتخب، وحتى قبل ذلك كانت تعاني سيناء من التهميش وسوء المعاملة  =من العنف المناهض للحكومة.

ويرى الكاتب أن هناك علاقة ثلاثية تساعد على نمو التمرد المسلح؛ فعندما يتحول الجهاديون المحليون إلى فرع لتنظيم الدولة تستطيع الأنظمة المستبدة إعادة صياغة سياساتها الاستبدادية كجزء من النضال الذي لا مفر له ضد تنظيم الدولة، وحينها يدفع القمع المتزايد للنظام مزيدا من الناس إلى أيدي تنظيم الدولة التي تستطيع أن تتمدد إلى مزيد من الفروع.

ويوضح الكاتب أن الدعم الدولي للنظام العسكري لعبدالفتاح السيسي بسبب التهديد المتصور لخطر تنظيم الدولة يعمي الأبصار عن الصراعات الكامنة التي توفر أرضا خصبة للإرهاب، بل يذهب الأمر أبعد من ذلك؛ فالتركيز الأحادي على راية تنظيم الدولة يحول أرض التطرف من خصبة إلى أكثر خصوبة.

واستطرد: “اندماج تنظيم الدولة هو نموذج لكيفية تفاعل تنظيم الدولة مع المجموعات الجهادية المحلية في البلدان الأخرى، وهو ما يتشابه مع نموذج استخدام العلامات التجارية للماركات العالمية؛ إذ يقوم تنظيم الدول بتقديم الموارد، ويحصل على قيمة ترويجية في المقابل.

وأكد الكاتب أنه بعد الانقلاب العسكري أعلن عبدالفتاح السيسي الحرب على الإرهاب، واعتبر كل فصائل المعارضة إرهابيين، واتهم جماعة الإخوان المسلمين بشن الهجمات التي يعلن تنظيم الدولة مسئوليته عنها، والهدف من ذلك هو مساواة الحركة التي لها عشرات الآلاف من الأعضاء وملايين المتعاطفين وتشكل حركة اجتماعية متجذرة بشكل عميق بالجماعات الإرهابية المسلحة.

وأردف: كجزء من حربه على الإرهاب يضطهد نظام السيسي المعارضين السياسيين ويحد من الحقوق المدنية، ومن أجل إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة، قام بهدم الآلاف من المنازل وأجبرهم على التهجير القسري، ويعاني السكان المحليون في سيناء من حظر التجوال وقطع الاتصالات وأفعال الجيش والشرطة العشوائية.

واعتبر الكاتب أن فشل الثورة المصرية وعودة النظام العسكري إلى الحكم من جديد أثارت غضب الكثير من المصريين ويدفع العديد منهم إلى التطرف، ويقوم تنظيم الدولة باجتذاب بعض منهم في الوقت الذي تشجع إجراءات السيسي التعسفية على تنشيط الإرهاب، وتشكل الظروف القاسية في السجون أرضا خصبة للتطرف.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023