أفادت مصادر صحفية سورية محلية بأن نظام بشار الأسد قرر إجبار الموظفين في الدوائر الحكومية ممن هم تحت سن الأربعين عامًا على التطوع في قوات النظام.
وأوضحت المصادر أن التعميم صدر عن رئيس حكومة النظام وائل الحلقي، وهدد الموظفين الذين سيرفضون تنفيذ القرار بفصلهم من أماكن عملهم، وجاء فيه:
“يطلب إليكم إبلاغ العاملين لديكم من المكلفين والمندبين والمحدد مكان عملهم والمسيرين وحتى عمر الأربعين وما دون للالتحاق باللواء الطوعي /145/ في بانياس / الملعب البلدي / غدا الساعة العاشرة صباحا، تحت طائلة فصلهم وإنهاء تكليفهم في حال عدم الالتحاق وموافاة المحافظ بقوائم اسمية بذلك”.
وكانت موجة استياء واسعة قد ضربت العاصمة السورية دمشق؛ بسبب قيام نظام الأسد بنصب الكمائن للشبان واعتقالهم على الحواجز لسوقهم كرها إلى الخدمة الإلزامية، على ما نقلت صحف لبنانية وسورية وصفحات تابعة لنظام الأسد؛ بسبب النقص الفادح الذي يواجهه جيش النظام في عديد جنوده وضباطه منذ بدء الأزمة في البلاد، وكذلك بسبب الهزائم التي كانت المعارضة السورية قد ألحقتها بجيش الأسد إلى ما قبل التدخل العسكري الروسي الذي عمل على “إبطاء” تقدم المعارضة عبر ضرب مواقعها بالطائرات العسكرية والصواريخ الموجهة.
إلا أن كل تقديرات المحللين والمراقبين اجتمعت على أن جيش النظام السوري لن يستطيع “التقدم عمليا على الأرض” حتى لو أدى القصف الروسي الى إلحاق ضرر في بعض قوات المعارضة؛ ذلك أن جيش الأسد يعاني نقصا بشريا كبيرا في صفوفه “يمنعه من المقدرة على الاحتفاظ بأي أرض قد يدخلها بشكل موقت”.
القرار الأخير والذي شمل متطوعين عاملين في مؤسسات الدولة وغير العاملين في مؤسساتها، يؤكد تقديرات المراقبين السابقة، فالقرار أشبه بـ”النفير العام”؛ لأنه جمع بين موظفي الحكومة ومتطوعين من خارج الحكومة؛ الأمر الذي يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها نظام الأسد وعجزه عن تحقيق مكاسب جوهرية حتى بعد قيام الطيران الروسي بتمهيد الأرض له وقصف قوات المعارضة السورية.
وكان النظام السوري قد أصدر أكثر من قرار يتعلق بزيادة مرتبات العسكريين، في خطوة منه لإغراء العسكريين بمواصلة الولاء له والقتال لصالحه، وكان يستهدف من قرارات زيادة المرتبات العسكرية ضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفه.
إلى ذلك فإن قرار الأسد الأخير بإنشاء لواء متطوعين حكوميين وغير حكوميين في الساحل السوري ويضم كبارًا في السن ومراهقين بعمر الـ18 عامًا، يبرز حاجته الماسة إلى تحريك قواته إلى مناطق أخرى خارج اللاذقية، وترك المتطوعين يقومون بمهام “الاحتفاظ” بتلك المواقع التي أخلاها للقتال في أمكنة أخرى.