سلط تقرير لموقع “فوكس” الأميركي، الضوء على زيادة نشاط حزب الله اللبناني في ضوء الاتهامات الأميركية الأخيرة بتورط أحد خلاياه في تجارة المخدرات وغسيل الأموال؛ حيث قال التقرير إنه في يوم الإثنين الماضي أعلنت إدراة مكافحة المخدارات الأميركية أنها أحبطت محاولة لحزب الله اللبناني لغسيل الأموال و تهريب المخدرات إلى أميركا اللاتينية التي تعد موطن عمليات تهريب المخدرات الكبرى، وتقول إدارة مكافحة المخدرات إن الأموال الناتجة عن هذه الصفقات تستخدم في شراء الأسلحة لأنشطة حزب الله في سوريا.
وأوضح التقرير، أنه وفقًا لما ذكرته الإدارة فإن فرع إحدى المنظمات التابعة لجزب الله اللبناني تدعى “باك” عملت كواجهة لغسيل الأموال لعصابة كولومبية واحدة على الأقل، وتقوم العصابة بإرسال أرباح بيع المخدرات في أوروبا إلى “باك”، ويقوم الحزب باستقطاع جزء منها له، ثم يرسل الباقي إلى أعضاء المنظمة عن طريقة نظام “الحوالة” وهو نظام إسلامي غير رسمي لنقل الأموال، وفي الوقت الذي تحصل فيه العصابة على طريقة لتبييض أموالها القذرة، يحصل الحزب على مزيد من الأموال.
واعتبر التقرير أن هذه الواقعة توضح الطريقة التي قد تجد بها بعض المنظمات الإرهابية -بحسب الصحيفة- قضية مشتركة مع عصابات المخدرات فهم لا يشتركون في أي أرضية أيديولوجية لكنهم يجدون المصالح المشتركة، وهو ما يطلق عليه “إرهاب المخدرات”.
وأضافت الصحيفة أن هناك أدلة مقنعة في عدد من البلدن وبالأخص كولومبيا وأفغانستان على أن الإرهابيين يعملون جنبًا إلى جنب مع تجار المخدرات، وحزب الله هو أحد هذه المجموعات “الإرهابية”، فبحسب “ماثيو لفيت” مدير برنامج مكافحة الإرهاب بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والذي قضى سنوات عدة في دراسة علاقة حزب الله بتجارة المخدرات فإن حزب الله قام بهذه الأعمال بعد فترة ليست بالبعيدة من تاريخ إنشائه عام 1980، وفي تلك المرحلة كان لبنان أكبر منتج محلي للمخدرات في الشرق الأوسط، ولذلك كان صناعة طبيعية للتنظيم “الإرهابي” الناشئ لإيجاد الأموال اللازمة لبدء التشغيل، بحسب التقرير.
ويضيف “ماثيو” -في تقرير الصحيفة- “بدءوا في تهريب المخدرات على طول الحدود داخل إسرائيل، ثم توسعوا بعد ذلك إلى أميركا اللاتينية من خلال استغلال لبنانيي الشتات في المنطقة، ولاحظ ضباط مكافحة المخدرات تورط اللبنانيين الكولومبيين بشكل متزايد في نقل المخدرات وغسيل الأموال لعصابات المخدرات عبر ميناء “بارانكويلا” بالقرب من “ماكاو” على الساحل الكاريبي لكولومبيا”.
ويعتقد “ليفيت” أن حجم نشاط حزب الله في تجارة المخدرات توسع بشكل كبير، وأن الحزب أضفى الطابع المؤسسي على النشاط إلى الحد الذي جعله يوفر مبالغ مالية من المخدرات وغسيل الأموال أكثر من مصادر دخله مجتمعة وهو ما يقدر بـ200 مليون دولار.