تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور ومقطع فيديو، يُظهر مجموعة من الشبان الفلسطينيين في قطاع غزة، يمارسون فنون قتال “النينجا” اليابانية، وهي من أنواع الفنون القتالية اليابانية، التي ظهرت في القرن الخامس.
ويعد قطاع غزة، مدينة عامرة بالشباب، ووفقًا لأرقام وزارة الداخلية فإن عام 2015 شهد تسجيل 53 ألفا و729 مولودًا جديدًا، وأفادت الإحصائية، بأن تعداد سكان القطاع حتى مطلع العام الماضي بلغ مليونًا و957 ألفًا و194 نسمة، وبلغت نسبة الذكور منهم 50.66% بواقع 991 ألفًا و499، في حين بلغت نسبة الإناث 49.34% بواقع 965 ألفًا و650.
قتال النينجا
يقول الشاب الفلسطيني أحمد سمّور، البالغ من العمر 21 عامًا، “فنون قتال النينجا لا يمكن لأحد تعلمها في أيام قليلة، فهي تستغرق شهورًا حتى يتقن الشخص كل الحركات بشكل جيد دون أي مشاكل”.
ويضيف: “بدأت ممارسة هذا النوع من فنون القتال منذ كان عمري ثمانية أعوام، حيث تعرفت عليها عن طريق الإنترنت، واكتشفت نفسي قادرا على إتقان كل الحركات في غضون عدة شهور”.
وبعد الانتهاء من المبارزة بالسيف مع زميله، الذي يدافع عن نفسه بعصا طويلة سوداء اللون، تقدم سمور قائلًا: “نحن فريق نمتلك قدرات عالية ونمارس فنون الدفاع عن النفس من خلال قتال النينجا”.
ويضيف: “نلتقي كل يومين أو ثلاثة أيام خلال الأسبوع، لمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات من أجل التدريب على تمارين جديدة كل يوم”، ويتابع: “الفريق يزيد عدده ويتطور أداؤه بشكل كبير”.
من جانبه، يقول عبدالحليم عايش، “22 عاما”، إنه يمارس النينجا منذ شهرين، ويقول: “خضعت لتدريبات عنيفة تجاوزت أغلبها، والآن أمتلك العديد من المهارات”.
ويشير عايش إلى أن قتال النينجا، يتطلب “خفة ومهارة، وتوازنا، ومرونة عالية ودقة؛ وسرعة بديهة”، ويمارس الفريق تدريباته بواسطة معدات وأدوات قتالية، كالسيوف والعصي، والنيران، وأسلحة حادة صغيرة، كالمخالب اليدوية، والنجوم الحديدية الحادة، والمسامير، كما يتوشحون بلثام أسود، ويتقنون المشي على الأسطح والجدران القائمة، والزجاج والوقوف على إصبعين.
ويوضح العضو الأصغر في الفريق، عمر أبوناصر “13 عامًا” أنهم يهدفون إلى تكوين فريق لإجراء عروض عالمية داخل فلسطين وخارجها والمشاركة في مسابقات دولية، ويقول ناصر: “نحن نأمل أن يكون هناك دعم وتطوير لتلك الفنون القتالية التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل الشباب”.
ويضيف: “تلك الفنون، نمارسها للتفريغ عن أنفسنا، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والذي يفتقد لأندية رياضية خاصة بالفنون القتالية المختصة بقتال النينجا”.
حصار غزة
بعد توقيع اتفاقية أوسلو، جرت انتخابات برلمانية فلسطينية عام 1996 وقاطعتها حماس، وفازت فتح بالانتخابات، وفي 1-2006 جرت انتخابات تشريعية برلمانية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وقد دخلت حماس، وفازت بالانتخابات وحصلت على 74 مقعدا وحركة فتح حصلت على 45 مقعدا من أصل 132 مقعدا.
أصبحت حماس هي المسؤولة عن تشكيل الحكومة الوزارية للسلطة الوطنية الفلسطينية، واستلم إسماعيل هنية -من حركة حماس- رئاسة الوزراء، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت حوالي 77% وهي نسبة عالية.
شهد لنزاهة الانتخابات الكثير من المراقبين الدوليين وعلى رأسهم فريق المراقبة من البرلمان الأوروبي، وقال رئيس الفريق الأوروبي للمراقبة: “إن الانتخابات جرت في درجة عالية من المهنية، ومتماشية مع المعايير الدولية والعالمية وحرة وشفافة وحصلت دون عنف أو مشاكل”.
وشكل فوز حماس صفعة لدولة الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية وصدمة لفتح والمجتمع الدولي، فلم تشر التوقعات التي أجرتها مراكز البحوث قبيل الانتخابات إلى فوز حماس الكاسح.
ورفضت حركة فتح المشاركة في الحكومة الجديدة بل رأت أن تأخذ مقعد الحزب المعارض، ولكن تغير الحال بعد فترة بسبب العقوبات المفروضة على السلطة الفلسطينية، وبدأت مفاوضات بين حماس وفتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد تصاعدت أحداث اقتتال بين أنصار الحركتين بالرغم من توقيع 13 اتفاقية تهدئة بين الطرفين.
فرض المحتل الصهيوني، مجموعة من العقوبات على الضفة الغربية وقطاع غزة، عقِب فوز حماس، منها على سبيل المثال:
وقف إعطاء الضرائب للسلطة الفلسطينية التي تجنيها دولة الاحتلال من الضفة الغربية “جمد الاحتلال 55 مليون دولار شهريًا كانت تعطيها للسلطة القديمة”.
وقف المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية، فرض قيود على حركة الناس والبضائع داخل الأراضي الفلسطينية، كما فرضت واشنطن قيودا بنكية خاصة.
لم تقبل حماس بأي من هذه الشروط الظالمة، واعتبرت العقوبات ضريبة الديمقراطية وسماع صوت الشعب الفلسطيني فانكشف زيف قناع الديمقراطية التي تتشدق به دول الغرب ليظهر أن ما يحرك دول العالم هو المصالح ولا شيء غير المصالح.