أكد الكاتب الصحفي بلال فضل أن من أهم أسباب الحكم ببراءة مبارك ومعاونيه في قضية قتل المتظاهرين هي البند رقم 6 في حيثيات الحكم، والذي يتضمن الشهادة التي أدلى بها الصحفي ابراهيم عيسى، واصفًا الحكم بالحقير.
وأوضح “فضل” في منشور له بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن إبراهيم عيسى أكد بعد أدائه القسم أن الشرطة لم تطلق النار على المتظاهرين، مشيرًا إلى أن محامي مبارك فريد الديب ومحامي حبيب العادلي استطاعوا استغلال هذه الشهادة أحسن استغلال، بسبب تأكيدهم معارضة إبراهيم عيسى الشرسة لمبارك واشتراكه الأكيد في الثورة منذ بدايتها؛ مما يجعل شهادته ذات أهمية خاصة.
“عيسى” يعود لارتداء ثوب المعارض الشرس
ووصف فضل عيسى بأنه عاد هذه الأيام لارتداء ثياب المعارض الشرس، مشيرًا إلى أنه أصر بعد إدلائه بالشهادة في القضية على أن يدخل إلى مبارك في غرفة الحجز ليقوم بالسلام عليه هو وولداه وحبيب العادلي، مضيفًا أن هناك الكثير من التفاصيل الأخرى التي حدثت في ذلك اللقاء، والتي قال عنها فضل إن الكثيرين سيحكون عنها قريبًا عقابا له على معارضته للنظام.
وتابع “فضل” منشوره قائلًا: “ربما يسألني من يقرأ هذا الكلام: ما هي مشكلتك مع شهادة إبراهيم عيسى؟ هل لا بد أن يشهد كل من نزل التحرير أن الداخلية قامت بقتل المتظاهرين، إفرض أن الرجل فعلًا لم ير إلا إطلاق الغاز، فهل مطلوب منه أن يشهد على قتل المتظاهرين بالخرطوش أو الرصاص الحي، وهذا طبعًا كلام سليم جدًا، لكن مشكلتي مع إبراهيم عيسى أنه شهد تحت القسم أيضا أمام النائب العام بعكس ما قاله في المحكمة، حيث كان الشاهد رقم 1 في قضية قتل المتظاهرين، وهذا أصلًا سر استدعائه هو للشهادة في قضية مبارك دونًا عن كل الكتاب”.
إبراهيم عيسى يغير شهادته
وأضاف فضل: “وطبعًا كلنا قلنا خلاص، هو مين هيشهد أحسن من ابراهيم عيسى يعني، اللي كان في الصفوف الأولى في الميدان، وأكيد هياخد معاه بقى الفيديوهات المليئة بالقتلى بالخرطوش والحي، وطبعا هتلاقي ده لما تقرا تفاصيل شهادته أمام النائب العام، التي أدلى بها في مارس 2011، والتي نشر نصها بنفسه في مقاله في صحيفة “التحرير” بتاريخ 7 يناير 2012، ستذهل، حين تجد أنه يقول بالنص:
س: ما هو ما بدر من قوات الأمن قِبل المتظاهرين يوم 28 يناير 2011؟ ج: الاعتداء بقنابل الدخان والمسيلة للدموع وخراطيم المياه وإطلاق خرطوش والرصاص الحى، ثم انسحبت الشرطة الساعة 4:30 فى ذلك اليوم العصر.
س: مَن الذى أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين وفقًا لما شاهدته؟ ج: قوات الشرطة التى كانت ترتدى زيًا أسود، وعلى صدرها سترة وقاية من الرصاص، وغالبًا دول عمليات القوات الخاصة بالشرطة.
س: أين كانوا متواجدين فى ميدان التحرير؟ ج: فى مدخل كوبرى قصر النيل أمام الأوبرا، ثم انتقلوا إلى نهاية الكوبرى عند اتصاله بمبنى سميراميس ومبنى وزارة الخارجية القديم وجامعة الدول العربية، ثم تحصنوا فى مدخل القصر العينى بجوار الجامعة الأميركية.
س: متى كان الاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحى؟ ج: ما رأيته كشاهد من بداية الساعة الرابعة عصرًا على كوبرى الجلاء حتى الثامنة مساء عند مدخل شارع القصر العينى”.
وتابع “فضل” قائلا: ” للأسف، لما قام إبراهيم عيسى ببيع حصته في صحيفة التحرير، وأشرف على بيع الصحيفة كلها لرجل الأعمال أكمل قرطام نائب الحزب الوطني السابق، اختفى أرشيف صحيفة التحرير في ظروف غامضة، ولم يهتم إبراهيم عيسى الذي لطالما جمع مقالاته في كتب أو كان يوثقها في موقع الدستور الأصلي بإنه يقوم بتوثيقها للتاريخ، لكن حفظ الله الإنترنت، وشكرًا لمحرك بحث مصرس، اللي حفظ كل مقالات إبراهيم عيسى وهتلاقي المقال اللي اختار له عنوان “أقوالي” وده الرابط بتاعه
http://www.masress.com/dostor/66421
طبعا عشان ما حدش يقول أصل ده كان بتأثير اللحظة من الانفعال الثوري، قبل ما يهدا ويفتكر كويس، هتلاقوا فقرات كتيرة ليه في مقالات كتيرة خلال 2011 و2012 بيكرر فيها هذه الأقوال التي قال عكسها تحت القسم، وهتلاقوا الفقرات دي في مقالتي “من أقوالكم سلط عليكم” والموجودة في هذا الرابط
bit.ly/1aEVNbs
تغيير المواقف طبقًا لتطورات الاحداث
وتساءل “فضل”: “هل من حق الكاتب أن يغير مواقفه طبقا لتطورات الأحداث؟، بالطبع نعم، مع مراعاة أننا نتحدث عن المواقف وليس المبادئ ولا أظنك تحتاج لتوضيح الفرق بينهما، هل من حق الكاتب أن يدلي بأقوال تتضمن شهادته على وقائع في محضر رسمي ثم يدلي بعكسها في محضر رسمي آخر؟، بالطبع لا، فهذه جريمة يعاقب عليها القانون، إلا إذا قدم الكاتب ما يثبت أنه كان مضللًا حين تقديمه الشهادة الأولى واعترف بأنه شهد زورًا، واعتذر لكل قرائه ومتابعيه عما قاله خاصة إذا كان قد تربح من ورائه”.
واختتم “فضل” منشوره بتأكيده على أنه سيظل يذكر متابعينه بزور هذه الشهادة التي أدلى بها “عيسى”، مشيرًا إلى أن هذا هو واجبه وفاءًا لأرواح شهداء ثورة 25 يناير.
العادلي ودفاعه يستشهدا بأقوال ابراهيم عيسى
كان وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، قد أكد في مرافعته أمام هيئة محكمة قضية القرن في أغسطس عام 2014 إنه كان يستخدم الأسلوب الأمثل في تأمين ميدان التحرير، مشيرًا إلى شهادة إبراهيم عيسى، والتي أكد فيها أن الشرطة من كوبري الجلاء وحتى قصر النيل، كانت تحيي المتظاهرين.
فيما قال عصام البطاوى، محامي الدفاع عن العادلى فى مرافعته أمام المحكمة في أبريل 2014، إن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى – واصفًا إياه بالرجل الوطنى – قدم الدليل على براءة العادلى ومساعديه، حيث شهد بأنه لم يرَ ولم يشاهد أيًا من قوات الشرطة تستخدم الخرطوش، ولم يرَ أى شرطى بزيه الرسمى مسلحًا، أو غير مسلح، ولم يرَ أى وفيات أو إصابات بين المتظاهرين عندما نزل إلى ميدان التحرير سوى بعض الأشخاص كانت على أجسادهم علامات احمرار نتيجة التزاحم.
وتمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لـ”ثورة 25 يناير”، وسط حشود أمنية مكثفة في المناطق الحيوية بالعاصمة القاهرة، وباقي محافظات الجمهورية؛ بعد الدعوة التي أطلقها العديد من القوى الثورية والشبابية للحشد في الشوارع والميادين منذ يوم الإثنين الماضي؛ في محاولة لاستعادة الثورة ومبادئها، واحتجاجًا على تردي أوضاع البلاد في كل نواحي الحياة، وعدم تحقيق أهداف ثورة 25 يناير “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية”، بحسب الداعين للحشد.