قبل 5 أعوام، في 25 يناير 2011، اندلعت ثورة شعبية، جاءت في شكل احتجاجات جماعية واجتماعية وسياسية ورفعت شعارا هو أشبه بالمطالب الرئيسية للثورة وهو “عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية”.

وكان من ثمار الثورة تنحي الرئيس مبارك في 11 فبراير2011 وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي بإدارة شؤون البلاد وقد أعلنت أغلب القوى السياسية التي شاركت في التظاهرات قبل تنحي مبارك عن استمرار الثورة حتى تحقيق الأهداف الاجتماعية التي قامت من أجلها.

وقد لعبت تكنولوجيا الاتصالات دورا هاما في الدعوة للثورة المصرية وبخاصة الإنترنت، ويأتي دورها من خلال موقع “فيس بوك” الذي استغله النشطاء السياسيون في مصر للتواصل مع بعضهم البعض وأدى لانتشار الدعوة إلى مظاهرة قويه في يوم 25 يناير الذي يوافق عيد الشرطة.

ذكرى ثورة يناير 2016

في 25 يناير، استطاع الثوار الوصول لميدان التحرير، وطرد قوات الأمن، كما حدث ذلك في الكثير من الميادين المصرية، وعلى مدار 18 يومًا اعتصم الثوار حتى تم تنفيذ مطالبهم، وتنحى حسني مبارك عن الحكم، وحل مجلسي الشعب والشورى واستقالة حكومة أحمد نظيف.

وبشأن الذكرى الخامسة، تقول نيفين ملك عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وعضو جبهة الضمير، في تصريحات خاصة لـ”رصد”، بعد خمس سنوات من الثورة، أغلقت الميادين بالجنازير، وهذه علامة على رعب السلطة الحاكمة، وكل هذه الإجراءات توضح حالة الرعب الشديد التي انتابت السلطة أكثر من 25 يناير 2011.

وأضافت عضو جبهة الضمير: “أن الدولة العميقة كانت السبب الرئيسي في انقسام رفقاء الميدان”، وأشارت إلى أنه بعد مرور 5 سنوات، أدرك الرفقاء الخطأ الذي وقع فيه الجميع للنيل من ثورة الخامس والعشرين من يناير”.

وطالبت جميع القوى الثورية الشبابية، بسرعة إدراك الخطأ الذي فرقهم، وأضافت: “على كل وطني أمين أن يلتف حول مطالب 25 يناير ويلتحم الجميع حول مصر وحماية جيش مصر ومصالح مصر”، مشيرة إلى أن هذا النظام لا يدرك ولا يعرف سوى الحلول الأمنية والتنكيل، وأضافت: “كل هذه الأساليب تؤدي لانهيار الدولة”.

الإجراءات الأمنية

وتشهد العاصمة المصرية تدابير أمنية مكثفة تفرضها قوات الشرطة والجيش بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير، ويأتي ذلك وسط تحذيرات سابقة من الحكومة بأنها لن تتسامح مع أي مظاهرات.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن “مصدر أمني رفيع المستوى” قوله: “إن هناك استعدادات أمنية كاملة لتأمين الاحتفالات بذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة”، وحسب المصدر، فإن وزير الداخلية مجدي عبدالغفار عقد اجتماعات مع مساعديه لقطاعات الأمن الوطني والمركزي والعام والإعلام والعلاقات العامة “لمراجعة خطة تأمين الاحتفالات”.

وأشار مصدر أمني آخر إلى أن “وزارة الداخلية اتخذت بالتعاون مع القوات المسلحة إجراءات أمنية داخل وحول المؤسسات المهمة مثل مبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلس النواب ومحطات الكهرباء والمياه والميادين المهمة لإجهاض أي أعمال تخريب”.

ويقول المعارضون إن هذه التدابير تستهدف منع التظاهر في ذكري الثورة احتجاجًا على ما يصفونه بالثورة المضادة، ويرى قطاع من المصريين أن النظام الحالي في بلادهم يعيد تأسيس نظام الدولة البوليسية بأسوأ مما كانت عليه أيام نظام مبارك.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عشية ذكرى الثورة، نشاطا يتحدث عن النزول للتظاهر، ودشن مغردون هاشتاج #انزل_عشان، الذي تصدر استخدامات المغردين المصريين محققا أكثر من 43 ألف تغريدة.

وعرض المغردون فيه ما رأوا أنه أسباب تدعو للتظاهر ضد النظام الحالي، ومن بينها “تجاوزات الشرطة، والاعتقالات، واستهداف وقتل المتظاهرين، وتراجع الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد”.