تحل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بعد ساعات قليلة، حيث أصبح هذا اليوم مثار قلق للعديد من الأنظمة التي تعاقبت بعد سقوط نظام حسني مبارك، ودائمًا ما يخرج رأس السلطة أو وزراء داخليتهم ومؤيدوهم للتحذير من التظاهر في هذا اليوم.
وتباينت أرءا القوى السياسية والثورية المختلفة، حول المشاركة في مظاهرات الاثنين 25 يناير 2016، وهي الذكرى الخامسة لثورة يناير، حيث أعلنت بعض القوى مشاركتها بفعاليات كبرى في الشوراع والميادين ، بينما رفضت قوى أخرى المشاركة واعتبرتها مظاهرات تخريبية، فيما فضلت حركة السادس من أبريل أن يكون احتجاجها هذ العام عن طريق الاتشاح بالزي الأسود وليس بالنزول في مظاهرات غاضبة بالشوراع.
ولذكرى ثورة يناير، تاريخ من الإحتجاج والإضطراب في الشارع المصري، حيث أن الذكرى الأولى للثورة كانت 2012، ووقتها كانت القوى السياسية مستاءة من إدارة المجلس العسكري للبلاد، وأعلنت التظاهر في ذكرى الثورة، للمطالبة بتسليم السلطة، فيما رفعت بعض الحركات الشبابية شعارات تطالب بمحاكمة المشير طنطاوي، في المقابل حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة من التخريب وأعمال العنف.
وفي 2013، حيث الذكرى الثانية للثورة، كانت جماعة الإخوان في السلطة متمثلة في الدكتور محمد مرسي، تحذر من التظاهر، وأطلقت مبادرات لدعم “مرسي” أبرزها مبادرة “معًا نبني مصر”.
وجاءت الذكرى الثالثة في 2014، بها بعض المناوشات، إذ شاركت الآلاف في الاحتفالات التي أقيمت في الميادين المختلفة، عدا بعض الحركات الشبابية المعارضة للرئيس السابق عدلي منصور، كما شهدت بعض الاشتباكات بين أنصار الإخوان والشرطة في بعض المحافظات أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، وتكرر الأمر ذاته في الذكرى الرابعة عام 2015، فيما لم تضح معالم الذكرى الخامسة بعد.
وتباينت أراء القوى السياسية حول المشاركة في مظاهرات الذكرى الخامسة، حيث جاءت كالآتي:
أحزاب ترفض المشاركة
ناشد حزب النصر الصوفي، جموع الشعب المصري خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، أن يستلهموا روح الثورة التي اعطت مثالا للعالم اجمع بأن الشعب المصري قادر على أن يكون على قدر المسؤولية، ولم يخرب أو يحطم ووقف حائلا أمام البلطجية واللصوص.
وقال حزب “المؤتمر” أن ذكرى ثورة 25 يناير تأتي في ظروف تتطلب التكاتف ومساندة رجال الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف استقرار الوطن ولا تفرق بين ضباط أو مدنيين وجعلوا العنف والقتل منهجًا لهم.
فيما أكد طارق التهامي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الحزب لن ينجرف إلى دعوات العنف أو النزول للشارع للاحتفال أو التظاهر، وقال: “أن الحزب لن يشارك في أي تحركات في الشوارع، وأنه سينظم لقاءات مع لجان الشباب بالمحافظات المختلفة وسوف يحضرها الدكتور السيد البدوي؛ لمناقشة دور لجان الشباب في الحياة السياسية وإعادة تصدير الكوادر الشبابية للمناصب القيادية داخل الحزب”.
مصر القوية: نترك الخيار للأعضاء
فيما أكدت مصادر بحزب “مصر القوية”، أن الهيئة العليا للحزب تتجاهل تساؤلات الأعضاء حول موقفها من المشاركة في دعوات النزول لإحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
وأوضح المصادر في تصريحات صحفية أن الهيئة العليا للحزب فضلت عدم الإعلان عن موقفها من المشاركة في التظاهرات من عدمه وتدع الاختيار لقرار العضو بعيدًا عن الهيكل المؤسسي للحزب،
وأشارت المصادر إلى أن تجاهل دعوات المشاركة لا يعني بالضرورة رفضها، مؤكدًا أن الحزب متضامن مع كل التظاهرات السلمية البعيدة عن العنف للتعبير عن رأي قطاعات من الشعب.
6 أبريل تمتنع وتتشح بالسواد
وأعلنت حركة 6 إبريل المعارضة في مصر، مساء الأحد 24، عدم المشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الخامسة للثورة، التي دعت إليها المعارضة المصرية، وقالت الحركة في بيان، عبر صفحتها على “فيسبوك”، اليوم، “في الذكرى الخامسة لبدء الثورة، نجد أنفسنا قد وصلنا لدولة لا علاقة لها بحلم ثورة يناير، وبعيدة كل البعد عن مطالب الشعب المصري. ميدان التحرير رمز ثورة يناير، أصبح في ذكراه تحت احتلال الآليات العسكرية”.
التحالف يدعوا لاسقاط النظام
على الجانب الآخر، دعا “التحالف الوطني لدعم الشرعية” إلى التظاهر في الذكرى الخامسة للثورة لإسقاط النظام تحت شعار “ثورتنا وهنكملها”، وقال التحالف في بيان، نُشر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي: “الأيام بيننا، سيسقط هذا النظام الباطل، نحن من الآن نبحث عن مستقبل مصر بعد سقوط هذا الانقلاب في مستقبل ينحاز للإرادة والحقوق والحريات والعدل والكرامة”.
وكان ميدان التحرير شهد في اليومين الماضيين إجراءات أمنية مشددة وتفتيشا للمنازل القريبة منه، وأعطت السلطات -حسب وسائل إعلام محلية- تعليمات للمحلات المطلة عليه بالإغلاق المبكر.
يذكر أن ثورة 25 يناير 2011 التي بات ميدان التحرير أيقونتها، أجبرت الرئيس المخلوع حسني مبارك على التنحي يوم 11 فبراير من العام نفسه، بعد ثلاثة عقود قضاها في كرسي الرئاسة.