مع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، تغير الوضع تماما، فبعد أن كانت الشرطة المصرية أمام المحاكمة الشعبية بعد انتهاكاتها طوال سنوات كثيرة ضد الشعب المصرية، يأتي اليوم لتحتفل الشرطة بعيدها في ظل غياب نشطاء الثورة.
وبثت وزارة الداخلية أغنية “تعظيم سلام” بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة، من غناء عماد كمال وميرفت وجدي، وكلمات محمد عاطف، وألحان شريف إسماعيل.
وظهر في فيديو الأغنية، التي أعدها قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، رجال الشرطة وهم يحرسون المنشآت العامة والخاصة، وانتشار الأمن في الشوارع، والخدمات الجماهيرية التي تقدمها الداخلية للمواطنين من بطاقات الرقم القومي واستخراج شهادات الميلاد وجوازات السفر، ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في إنهاء مصالحهم.
وأقامت مديرية أمن القاهرة، حفلا بمستشفى سرطان الأطفال 57357، بمناسبة الاحتفالات بأعياد الشرطة.
وشارك اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، في تنظيم عروض فنية وترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى تقديم الهدايا للأطفال.
أين ذهب ثوار يناير؟
على رأسهم أحمد ماهر ومحمد عادل قيادات حركة 6 إبريل، الكثير منهم في السجون أو يعيشون في الخارج، واقتصر نشاط آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تعتقد قلة منهم أن الثورة لا تزال أمامها فرصة.
سجن المدون علاء عبدالفتاح العام الماضي لخمسة أعوام بعد محاكمته بتهمة تنظيم مظاهرة عام 2013.
وكان عبدالفتاح من الشخصيات الليبرالية البارزة في ثورة 2011، وحظي بشهرة كمعارض لمحاكمة المدنيين عسكريا.
ومنذ سجنه، تحظى الحملات المطالبة بإطلاق سراحه بشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن النشطاء البارزين الآخرين الموجودين في السجن حاليا، أحمد دومة الذي لعب دورا بارزا في ثورة 2011.
وصدر حكم بالسجن المؤبد على دومة بتهم إثارة الشغب والتحريض على العنف والهجوم على قوات الأمن.
ويمثل وائل غنيم تيارا من النشطاء الذين لجؤوا للعيش خارج مصر.
وبعد أن كان وائل غنيم رمزا للثورة، يواجه الآن دعوى قضائية تطالب بحرمانه من جنسيته المصرية، وغنيم هو مؤسس صفحة “كلنا خالد سعيد” على فيس بوك التي دعت لمظاهرات في يناير عام 2011.
وغادر غنيم البلاد بعد رحيل مبارك، وظل بعيدا عن الأضواء.
وقال غنيم أثناء مشاركته في مؤتمر لمؤسسة “تيد” في ديسمبر الماضي: “للأسف الأحداث بعد الثورة كانت بمثابة صفعة شديدة، فقد خبت حالة النشوة”.
وأضاف: “فشلنا في بناء حالة إجماع، والصراع السياسي أسفر عن استقطاب محتدم، ووصل الاستقطاب إلى ذروته بين القوتين الرئيسيتين: الجيش وأنصارهم والإسلاميون، وشعر من هم في الوسط، مثلي، بقلة حيلة”.
وزاد الوضع سوءا بالنسبة لغنيم بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين.
وأشار غنيم إلى أنه “عندما أطاح الجيش بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر إثر احتجاجات واسعة استمرت على مدار ثلاثة أيام وطالبت باستقالته، قررت التزام الصمت”.
“كانت لحظة هزيمة، والتزمت الصمت لأكثر من عامين”، بحسب ما قاله غنيم، الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة، وبدأ يخرج عن صمته في عام 2015، محافظا على موقفه المعارض للنظام.
نشاط على الإنترنت
ومن الوجوه الأخرى التي برزت خلال الثورة المصرية، إسراء عبدالفتاح، التي شاركت في تأسيس حركة 6 أبريل.
واختارت مجلة “أرابيان بيزنيس” عبدالفتاح ضمن أكثر 100 امرأة عربية تأثيرا، وكانت مرشحة لجائزة نوبل للسلام عام 2011.
وتقول إسراء إنه بعد خمسة أعوام من الثورة، “بعض الناس يعتبروننا خونة وعملاء”، وحملت الإعلام المحلي مسؤولية تشويه صورة رموز 25 يناير وتصوير الثورة كـ”مؤامرة قوضت من استقرار مصر”.
وأوضحت أنها لم تختف تماما، فهي لا تزال “نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقالت: “المناخ السياسي لا يناسب ممارسة السياسة، فهو مناخ قمعي” و“ما يحدث الآن هو إعادة نظام مبارك، حسبت أن النظام الحالي سيجري إصلاحات، ولكني كنت ساذجة”.
لكن عبدالفتاح أكدت أنها لا تطالب برحيل النظام الحالي، فهي لا ترى بديلا له في اللحظة الحالية، ولكني أريد تصحيح المسار والعودة إلى أهداف ثورة يناير، وتحديدا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
أما الصحفي وائل عباس، فيستخدم الإنترنت للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان ووحشية الشرطة في مصر ويعتبر عباس من بين أكثر المدونين السياسيين تأثيرا في مصر.
أصدر عدد من السياسيين والصحفيين بيانا طالبوا خلاله عبدالفتاح السيسي، بالإفراج عن شباب ثورة 25 يناير المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وأن توقف وزارة الداخلية ملاحقة النشطاء، على حد نص البيان.
ووقع على البيان كل من: أميرة العادلي صحفية، وإسراء عبد الفتاح صحفية، وأحمد حسني رمضان قيادي بالحزب المصري الديمقراطي، وإيهاب جمال محام، وأحمد حرب، وأسعد هيكل محام، وأحمد شاهين صحفي ومدون، وأحمد لبيب إعلامي، وإيمان عوف صحفية، وأحمد رمزي صحفي، وباتريك جورج صيدلي، وتامر جمعة القائم بأعمال رئيس حزب الدستور، وتيسير فهمي ممثلة.
كما وقع كل من: جوليا ميلاد، وحسام الدين على رئيس حزب الشباب الليبرالي، وحمام رضوان العاملين في الخارج، وحسن حسين مفكر ناصري، وخالد داوود صحفي وعضو بالدستور، وخالد البلشي صحفي، ودعاء مصطفى أحمد محامية، ورامز المصري مسؤول إعلام اللجنة الإعلامية للجبهة الحرة، وسعيد فايز محام، وسمر البكري “مصر القوية”، د.شادي الغزالي حرب “تيار الشراكة الوطنية”، وشيماء حمدي صحفية، وشادي الطوخي “حزب الدستور”، وصلاح الهلالي قيادي في شباب من أجل العدالة والحرية، وصلاح الشاذلي صحفي.
وشملت قائمة أسماء الموقعين على: طارق محمد أمين مساعد لجنة الحقوق والحريات بحزب الدستور، وعمر الجندي، وعصام الشريف الجبهة الحرة للتغيير، وعصام شعبان باحث سياسي، وعلي أبوهميلة مخرج تليفزيوني، د.عبد المجيد راشد التيار الشعبي، وعلي أبو المجد حزب الكرامة، وعثمان مصطفى حزب الدستور، وكاريشما نصر، ومحمد عبد العزيز عضو لجنة الخمسين، ومحمود عفيفي تيار الشراكة، ومحمد القصاص مصر القوية، ومحمد سالم باحث سياسي ومحمد موسى أمين تنظيم حزب العدل، ومحمد فاضل محام ومنسق شباب كفاية، ومنار حسن أمينة القليوبية حزب الدستور، وغيرهم.