استنكر محمد أبو رمان، الباحث والمتخصص في شؤون الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، اعتذار رئيس تحرير جريدة “الأخبار” ياسر رزق، حول خبر للجريدة بعنوان “المرشد اتفتق”، بعد إجراء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لعملية جراحية الأسبوع الماضي.
واعتبر “أبو رمان”، في مقال له نشره اليوم، أن “اللافت للانتباه في اعتذار “رزق” هو حجم “الخديعة النفسية”؛ فالرجل يتحدّث عن الاستقامة الأخلاقية والمهنية، ولا أعرف أين نضع هذا المفهوم فيما قرأناه في الإعلام المصري على العموم، في تغطية أحداث ميداني رابعة العدوية والنهضة، وما حدث فيهما من مذابح جماعية، وما لحقها من اعتقالاتٍ بالآلاف لأبناء الجماعة وطلاب الجامعات ومعارضي الانقلاب.
وتساءل “أبو رمان”: “أين كانت هذه الاستقامة في تواطؤ الإعلام ومشاركته في تبرير تلك الحفلة، حتى إننا لم نقرأ تقريرًا واحدًا أو تحقيقًا يقدّم رواية مختلفة عن آلاف الحالات التي تم إجهاض كرامتها، ودوس حريتها، أو تصفيتها”.
وأكد الكاتب أنه “سبق الصحيفة المصرية اعتذار من صحيفة لبنانية، مقرّبة من حزب الله وإيران، عن مقال لكاتب أردني اعتُبر مضمونه ذروة الفاشية، وربما من المفيد أن نستحضر هنا الفقرة المرعبة، أخلاقيًا وإنسانيًا في ذلك المقال؛ إذ يقول كاتبه: “كذلك، فإذا استثنينا المضامين فعلًا من الاضطهاد الإرهابي لأبناء المكونات السورية غير الوهابية، فيمكننا القول إن معظم اللاجئين السوريين خارج وطنهم هم من الفئات غير القادرة على التعايش مع التعددية والنمط الحضاري الخاص بسوريا. وهكذا، فإن خسارتهم لا تعد نزيفًا ديموجرافيًا، في حين ينبغي إيقاف نزيف الكتلة الوطنية المدنية التي تئن من الهاونات وانقطاع الكهرباء والماء والغلاء وانخفاض المستوى المعيشي حتى اليأس”.