أكدت صحيفة “جارديان” البريطانية، في تقرير لها عن السياحة في الشرق الأوسط، التراجع الكبير في القطاع السياحي بكل من مصر وتونس وتركيا.
وقالت الصحيفة، إن تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء في العام الماضي، من الأحداث التي عصفت بمنطقة خليج العقبة في البحر الأحمر وخليج السويس، مؤكدة أن محمية رأس محمد كانت مزدحمة بالسياح قبل عام، ويوجد مئات الغواصين تحت الماء، لكن هذه الأيام تم إلغاء معظم الرحلات إلى المنطقة، ومعظم السياح ذهبوا بعيدًا عن سيناء.
وأشارت الصحيفة إلى أن منتجع سوسة التونسي، بات فارغًا؛ بسبب الهجوم الذي أسفر عن مقتل 38 شخصًا معظمهم من السياح البريطانيين، بعد أن فتح مسلح النار على أحد الفنادق.
وبحسب التقرير، يقول حارس أمن تونسي يدعى كريم سحلول: “سوسة ليست مثل قبل، الآن هي هادئة جدًا ومظلمة بشكل كبير، الكثير من الناس الآن دون عمل، كما أن المطاعم ومراكز التسوق مغلقة، الجميع يشعر بذلك”.
وأضافت “جارديان” أن سلسلة الهجمات الإرهابية قادت إلى مخاوف تزايد العنف، ما أدى إلى فرض تحذيرات من السفر إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحة أن تونس شهدت هجومًا إرهابيًا آخر في يونيو مارس الماضي، عند متحف باردو، راح ضحيته 21 سائحًا.
وأكد التقرير أن مصر شهدت تراجعًا للسياحة، بشكل أبطأ، لكنه في الوقت نفسه مدمر، موضحة أن ذروة أعداد الزائرين بلغت 14 مليون سائح، في عام 2010، لكن بعد أن بدأت الثورة في البلاد يناير 2011، تراجعت السياحة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، وانخفض عدد السياح إلى 9 ملايين في 2015، خاصة مع تفجير الطائرة الروسية.
وأوضح التقرير، أن الشواطئ ومواقع الغوص في شرم الشيخ والغردقة فارغة أو عدد زوارها قليل جدًا، والفنادق الشاطئية لا تزال مفتوحة، لكن المطاعم أغلقت، وتم تقليص الأنشطة، كما أن أسوان والقاهرة والإسكندرية والأقصر تضرروا كثيرًا، رغم ابتعادهم عن سيناء.
وعن تركيا، أفاد التقرير أن قطاع السياحة في تركيا تعرض لضربة مماثلة بعد الهجوم الذي وقع في محيط مسجد السلطان أحمد في مدينة إسطنبول، والذي راح ضحيته 10 من السياح، معظمهم من ألمانيا، البلد الذي أرسل لتركيا 5.2 مليون سائح العام الماضي، ومن المتوقع أن ينخفض الرقم خلال العام الحالي بعد الحادث.
وتتوقع الصحيفة أيضًا انخفاض أعداد السياح الروس الذين وصل عددهم إلى 4.5 مليون سائح، بعد إسقاط أنقرة لقاذفة روسية على الحدود السورية في نوفمبر الماضي، كما أن حملة تركيا العسكرية ضد الأكراد تعمق الأزمة.
وترى الصحيفة، أنه حتى البلدان السياحية الأقل تضررًا مثل الأردن والمغرب، لا تزال تعاني من تراجع قطاع السياحة، ولا تزال وزارة الخارجية البريطانية تنصح بعدم السفر إلى هذه البلدان.