انتقد الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة “المصريون” خطاب عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الموجه للشباب، لافتا إلى أن ذلك الخطاب شاعري وعاطفي ومشحون بالعبارات الشجية مثل، معركة البقاء وتحدي الوجود والأمل.
وقال سلطان في مقال له: “المناسبة هذه المرة يوم الشباب؛ حيث أعلن عن قراره بجعل عام 2016 هو عام الشباب، وأنا لا أفهم بالضبط كيف يكون عام الشباب، وما معنى ذلك، وما قيمته، خاصة في الوقت الذي رأينا فيه جميعا كيف أن الشباب محبط ويعطي الدولة ظهره وقاطع المشاركة في معظم الاستحقاقات الانتخابية فبدا المشهد مختصرا في العجائز وكبار السن خاصة من السيدات، ودوامة البطالة التي تلتهم كل عام عشرات الآلاف من الشباب؛ بسبب سياسات فاشلة أخافت رجال الأعمال وعطلت خطط الاستثمار”.
وأضاف: ناهيك عن الملاحقات الأمنية المتواصلة للشباب، خاصة الشباب المؤيد والمتعاطف مع ثورة 25 يناير التي يستمد السيسي نفسه مشروعيته الدستورية منها، وآلاف الشباب داخل السجون الآن، وهناك خطط جديدة معلن عنها للتوسع في بناء السجون؛ لأن السجون الحالية اكتظت بساكنيها ولم تعد تتحمل استقبال المزيد، وبناء السجون الجديدة يعطي الانطباع عن خطط مستقبلية ستتسع فيها الدولة في مسار القمع والملاحقات الأمنية للمعارضين.
وتساءل سلطان: “ما معنى الحديث عن عام الشباب أو الثقة بالشباب، وما معنى أن نحدث الشباب عن الأمل”، لافتًا إلى أن الدول التي تفكر في الشباب والمستقبل والنهوض والبناء لا يكون تفكيرها متجها إلى السجون والمعتقلات والتوسع فيها، وإنما في الخطط والمشروعات العلمية الصبورة والمعلنة والتي تعمل الدولة عليها بدأب وجد بعيدا عن “الزيطة” والمنظرة والخطب الحماسية.
وتساءل أيضا: “ما معنى أن يتحدث الرئيس عن توجيهاته بإطلاق دوري رياضي بين المحافظات لتنشيط اهتمام الشباب بالرياضة، هذا أقرب للمزاح في أيام الجد، هل مشكلة مصر الآن في أن الشباب لا يتريضون، وما معنى حديثه للشباب بأنه يواجه بهم معركة بقاء ومعركة وجود، إذا كان هذا صحيحا، فهل السياسات التي تتخذها الدولة وأجهزتها الآن تشعر الشباب بأنهم جزء من معركة بقاء وأنهم شركاء بالفعل في صناعة القرار السياسي لبلادهم أم أنهم ضحايا لمعركة نظام سياسي بعينه من أجل البقاء؟”.
وقال: “ما معنى حديث الرئيس في المناسبة بأنه وجه بإجراء تحديث في المناهج التعليمية على أن تتم هذه العملية خلال ثلاثة شهور؟ وهل بناء مناهج التعليم الجادة والطموحة والشاملة يمكن “سلقها” خلال ثلاثة أشهر على طريقة “البريستو”؛ أي مزاح هذا؟”.
ووجه سلطان رسالة إلى السيسي: “قبل أن تتحدث عن تحديث المناهج اختر وزيرا للتعليم يحسن كتابة حروف اللغة العربية أو يحسن التحدث بها”.
واختتم: “طالما ظل الرئيس يتحدث بتلك اللغة الخطابية العاطفية، والاكتفاء بالكلام الفخيم، وطالما ظل التصفيق والهتاف هو معياره للنجاح، وهو مناخ العمل الرسمي للدولة، وطالما أن متصدري المشهد هم الهتيفة والمتزلفون وأصحاب الرتب؛ لا أمل في إصلاح أو تطوير أي شيء، فقط يمكن أن نحلم بالنجاح والتطوير عندما نرى المشهد يتصدره العلماء والخبراء ومراكز الأبحاث”.