قال الكاتب والناشط الاشتراكي، أشرف الشريف، أن موقف بعض السياسيين الداعمين لنظام السيسي العدائي من هشام جنينة يثير العديد من التساؤلات عن مصدر و معني هذه الكراهية في إطار الوضع السياسي الحالي.
وقال في منشور له على حسابه في موقع “فيس بوك”: “أولا: لو تكلمنا عن من هو هشام جنينة فده شخص دولتي بيروقراطي مخضرم قضي عمره المهني وتجربته الحياتية والوجودية الاجتماعية كلها داخل مؤسستين من أهم موسسات هذه الدولة: الشرطة والقضاء، بدأ حياته كضابط شرطة ثم دخل القضاء وتدرج في المناصب عبر كاريير قضائي ناجح ووصل إلى مناصب قضائية رفيعة وعندما خرج من سلك القضاء تولي رئاسة أكبر جهاز رقابي حكومي مصري (الجهاز المركزي للمحاسبات) يعني ده شنب دولتي عتيد ولا هو جاي من حركات ثورية و لا من شباب الثورة ولا من بتوع فيس بوك”.
وأضاف: “والجهاز اللي الأزمة اندلعت بسبب تقاريره هو أهم وأعرق الأجهزة الرقابية للدولة المصرية يعني ده مش منظمة حقوق إنسان ولا حزب سياسي ولا حركة ٦ إبريل يعني لا الشخص ولا المؤسسة جايين من معسكر “الأعداء الوجوديين” للدولة”.
وأشار إلى أن “الصراع السياسي حاليا في مصر هو صراع وجودي بين أعداء متناقضين ومتنافيين وكارهين لبعضهما البعض كمعني لوجودهم كذوات سياسية واجتماعية أصلا”.
وتساءل “الشريف”: “هل مصدر العداء قد يكون أن هشام جنينة قد تم تعيينه في منصبه الحالي على يد محمد مرسي وبالتالي فهو محسوب على عهده؟ طب ماذا عن عبد الفتاح السيسي نفسه؟ ماهو كمان وصل لمنصبه كوزير للدفاع بتعيين من محمد مرسي، وصدقي صبحي (وزير الدفاع الحالي والرجل الثاني في الدولة المصرية حاليا بالنسبة للسيساوية ووفق موازين القوي ايضا) وصل لمنصبه كرئيس للأركان بتعيين من محمد مرسي أيضا ولولا هذا لكان ممكنا أن ينتهي الأمر بالسيسي محافظا لمطروح وصبحي محافظا للوادي الجديد”.
واستدرك: “أدرك طبعا أن قرار تعيين السيسي و صبحي لخلافة طنطاوي وعنان كان قرار مؤسسة الجيش وتوازناتها الداخلية وترتيبات خلافة طنطاوي التي أعدها مسبقا هو بنفسه أكثر منه قرارا منفردا لمرسي لكن يبقي رسميا أن مرسي هو من عينهم وأنهم حلفوا قسم الولاء له بصفته الرئيس والقائد الأعلى”.
وتابع “الشريف” تساؤلاته قائلا: “ثانيا: ماذا عن ما يفعله جنينة؟ ما الجريمة التي أجرمها الرجل؟! إنه يقول أنه يحارب الفساد فهل هذا شيء يستحق الإدانة أم الإشادة ؟ أم أن السيساوية الدولجية غاضبين لأنهم ينكرون وجود فساد في الدولة اصلا ؟! بس كده يبقي جنون وخلل رسمي….لان اعتي رجال النظام اعترفوا إن هناك فساد كبير في مصر وهذا يشمل مبارك وزكريا عزمي والجنزوري بل والسيسي نفسه..ده قصة ثورة يناير الرسمية بتقدم أصلا إن مبررها الرئيسي هو الفساد اللي كان في عصر مبارك”.
واستنكر قائلا: “لما السيسي يعمل لجنة تقصي حقايق مكونة من ممثلي الأجهزة الحكومية المتهمة بالفساد أصلا للتحقيق في الموضوع (يعني المتهم يصبح هو القاضي والحكم) هل ده مش خلل رهيب في الأداء يصل لدرجة الاستعباط والفجور والنية المبيتة لحماية المتهمين بالفساد والانحياز لهم من السيسي ؟ لما السيسي يتحايل علي عدم دستورية عزل جنينة بتعديل قانون عزل روساء الأجهزة الرقابية في نفس وقت الازمة وفي ظل سعار إعلامي ضد الرجل، مش ده فيه سوء نوايا و تربص واضح أو على اقل الفروض خلل في الأداء من السيسي يستوجب النقد و المؤاخذة؟”.
وعاد ليقول: “لا أريد أن اجعل من هشام جنينة مناضلا أو بطلا و لا تعنيني نزاهته الشخصية و لكن ما يعنيني هنا هو أنه دولتي بيروقراطي عاقل يدرك أن عشان مركب الدولة ما تغرقش لابد من إصلاحات حقيقية ولابد من تطهير ولو جزئي ولابد من انضباط بالحد الأدنى من قواعد العمل البيروقراطي الدولتي في مصر بضوابطه و قوانينه …ده دولتي عاقل علي عكس عصابات المجانين وعصابات السلب والنهب اللي بتحكم الدولة المصرية الآن وبترفض تقديم أي تنازل عن مصالحها وامتيازاتها وأوضاعها ولو قيد انملة و تريد إعادة انتاج الوضع كما هو وهذا ببساطة جنون تام وعواقبه ستكون وخيمة علي الدولة نفسها قبل المجتمع”.
واختتم منشوره موضحا: “إذن فهشام جنينة هنا في حقيقة الأمر هو من يريد إنقاذ الدولة بقدر من العقلانية والواقعية والحكمة فأنا افهم أن يكون موضع كراهية الراديكاليين الجذريين من أعداء الدولة القديمة واللي لا يريدون لها أي قبلة حياة ولا أي مقعد نجاة لكن أن يكون موضع كراهية وغضب الدولجية الشديدة فهذا جنون وخبال تام وهو متسق هنا مع البهلول الأكبر السيسي نفسه عندما صرح أنه ضد خطاب “اصلاح الدولة” عشان موسسات الدولة بتتقمص…حفاروا قبور الدولة القديمة هم من داخلها”.