أصبح الصراع بين صفحة “أنا آسف ياريس” أكبر صفحة مؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك، ومؤيدي عبد الفتاح السيسي واضحًا للجميع، حيث أصبحت الصفحة توجه هجومًا شرسًا وبشكل مباشر علي عبدالفتاح السيسى وأجهزة الدولة.

المتابع لصفحة “أنا آسف ياريس” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يعلم أنها ليست صفحة عادية كملايين الصفحات الموجودة على الموقع ، فهي تخطت هذا الإطار حتى أصبحت المنبر الإعلامي الخاص بمؤيدي الرئيس المخلوع “محمد حسنى مبارك”، ووصل الأمر إلى أن جميع المواقع الإخبارية والمؤسسات الإعلامية المصرية والدولية تنقل عنها.

الصفحة تم تأسيسها على نطاق ضيق عقب ثورة 25 يناير وإلقاء القبض على مبارك ونجليه، وكان يشرف عليها “كريم حسين” أحد اكبر مؤيدي مبارك، ومع تطور الإحداث انتشرت الصفحة عن طريق الإعلانات “الممولة”، ونجح مؤيدو مبارك في استقطاب عدد كبير من مستخدمي الـ”فيس بوك” للإعجاب بالصفحة.

والصفحة يديرها ويمولها ويضع السياسة “التحريرية” لها، الفنان “تامر عبدالمنعم”، وهو زوج كريمة “فريد الديب” محامى مبارك.

منبر للهجوم علي السيسي

في الفترة الأخيرة، تحولت الصفحة إلى منبر للهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسى ، عن طريق عقد مقارنات بين ما كان يفعله مبارك وما يفعله السيسى.

وكان أخر مراحل الهجوم علي السيسي هو مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة، وإيرادات القناة في عهد مبارك والسيسي.

وقالت الصفحة: “رسميًّا مجموع إيرادات قناة السويس ” الجديدة و القديمة” لعام 2015 في عهد السيسى 5 مليارات دولار وفقاً للأرقام الرسمية التي أعلنت اليوم.. الجدير بالذكر أن إيراد قناة السويس “القديمة ” فقط في عهد مبارك وتحديداً في عام 2010 كان مجموع إيراداتها أيضا 5 مليار دولار!”.

وأضافت الصفحة في منشور لها: “هذا يعنى أن وفقأ للأرقام الرسمية أن قناة السويس في عام 2010 حققت تقريباً نفس مجموع إيرادات قناة السويس “الجديدة والقديمة” معاً فى 2015.. مما يعنى أن الحال ظل كما هو عليه!”.

وأوضحت أن ذلك بدون الحاجة لحفر قناة سويس جديدة وبدون الحاجة لجمع 64 مليار جنية كشهادات استثمار وبدون تحمل الدولة قيمة الفوائد الشهرية للقناة، مع العلم أن في هيئة قناة السويس رفعت أسعار رسوم مرور السفن أضعاف ما كانت عليه في عام 2010 !.

وأضافت أنه مع العلم أيضاً أن سعر الدولار فى عام 2010 كان يقدر بـ 5 جنيهات مقارنة بـ 8 جنيهات فى عام 2015 مما يعنى أن القيمة الشرائية لـ 5 مليار دولار دخل قناة السويس عام 2010 كان يعادل 8 مليارات دولار فى عام 2015 !.

ولم يكن هذا هو الهجوم الوحيد الموجه من قبل الصفحة إلي عبد الفتاح السيسي، حيث هاجمته في الكثير من المناسبات الأخرى، أخرها بعد الحكم علي الرئيس المخلوع مبارك في قضية القصور الرئاسية.

اتهام السيسي بتبعية أمريكا

وهاجمت صفحة أنا آسف يا ريس قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن مائة شخصية من المحبوسين في قضايا تتعلق بالتظاهر.

وقالت الصفحة إن عبد الفتاح السيسي ادعى استقلالية مصر، ورغم ذلك لازال تتحكم الولايات المتحدة الأمريكية في قرارته، “وتبين ذلك من الإفراج عن صحفيي الجزيرة”.

وطالبت الصفحة بالإفراج عن كلٍ من جمال مبارك، وعلاء مبارك.

الحكم علي مبارك وتكسير العظام

وربط الكثير من السياسيين بين هجوم مؤيدي مبارك علي السيسي وحكم السجن علي مبارك، حيث رأى الكاتب الصحفي سليم عزوز أن الشيء الوحيد الذي قصد من وراء إصدار حكم المحكمة الأخير هو قطع الطريق أمام جمال مبارك كمنافس محتمل رئيسي للسيسي في الحكم، خصوصا أنه برز ممثلا للدولة القديمة بقوة، موضحا أن السيسي يخوض الآن معركة حياة أو موت ضد كل من ينافسه على الكرسي.

واتفق معه حمزة زوبع، القيادي في حزب الحرية والعدالة، مؤكدا أن الذين أتوا بالسيسي يعرفون كيف يخلطون الأوراق، وأشار إلى أن ظهور جمال في العديد من المناسبات أجبر السيسي على استخدام “ورقة الحكم”.

ولم يخالف وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري السابق الدكتور محمد محسوب وجهة النظر هذه، ورأى فيها محاولة لإقصاء جمال مبارك من طريق السيسي، مشيرا إلى أن قضية “القصور الرئاسية” تعتبر قضية بسيطة مقارنة بقضايا الفساد التي تقدمت للقضاء بعد ثورة 25 يناير، والتي تثبت كيف أن مبارك سخر مقدرات البلد لمصلحته الخاصة، وأن فساده تجاوز 120 مليار دولار وليس 120 مليون جنيه فقط التي تحدثت عنها قصة القصور الرئاسية.

وقال محسوب إن الدولة العميقة الممثلة لنظام مبارك كانت حاضرة بقوة في نظام السيسي، وإنه كان يتعين على الدكتور محمد مرسي أن يجتث هؤلاء من الجذور، لكنه لم يُخفِ تفاؤله بأن يقوم الشعب المصري بهذه المهمة من خلال ثورة جديدة.