قال روبير إسكندر، سفير مصر الأسبق في إثيوبيا: إن أديس أبابا لديها قناعة بأن مصر تحاول غزو إثيوبيا والسيطرة عليها بسبب مواقف عدة، كان آخرها حين أخذت مصر صف الصومال في حرب أوغادين، ما كان ضربة قاصمة للعلاقات مع إثيوبيا، وتوترت وقتها العلاقات توترا شديدا، حتى عادت بعد فترة ما ولكن ليس كما كانت من قبل.
وأكد “إسكندر” أن إثيوبيا لم تنس ما تعتبره محاولات مصر لاستعمارها، موضحا أنه لدى إثيوبيا كتاب ورقي عن المحاولات الاستعمارية لمصر في بحيرة تانا، وفي أي مؤتمر قمة يتم توزيع هذا الكتاب الذي يتحدث عن أيام الخديو إسماعيل حين كانت مدن إثيوبيا تخضع للسيادة المصرية.
وبين “إسكندر”، خلال حوار له مع جريدة ” الوطن”، أنه في إحدى السنوات أجرت صحيفة الأهرام حوارا مع وزير الدفاع الأسبق عبدالحليم أبو غزالة قال فيه إن مصر تشتري أسلحة بعد اتفاقية السلام للحفاظ على أمنها القومي والمتمثل في المياه أو أي شيء يؤثر في أمنها، هذا التصريح أثار التوتر مع إثيوبيا، مضيفا أن وزير الخارجية الإثيوبي وقتها استدعاني، وقال لي: “ماذا يعني هذا التصريح؟ ماذا يقصد وزير الدفاع المصري؟” فقلت له: “هل ستقطعون عنا مياه نهر النيل؟”، فقال لي: “لا، إطلاقا” فقلت له: “لماذا تخشون هذا التصريح الافتراضي؟”.
وتابع “إسكندر” قائلا: “في عام 1997 كان هناك خلاف بين كينيا وإثيوبيا حين قامت إثيوبيا ببناء سد أضرت به كينيا، ولجؤوا إلى الأمم المتحدة وقتها، ولاحقت الأمم المتحدة التطورات الخاصة ببناء آخر سد ولم توافق عليه؛ لأنها تأكدت من ضرر السد على كينيا، وأن المياه مهمة للتنمية في إثيوبيا وليس لدينا أي اعتراض على ذلك”.
